تسبب الانقطاع المُتكرر للتيار الكهربائي في قطاع غزة، والذي زادت حدته مؤخرًا، في إرباك جدول طلبة الثانوية العامة الدراسي، خاصة وأن الاختبارات على الأبواب، ما خلق لهم حالةً من التوتر والضغط النفسي، خشية تدني مستواهم.
وعبر معظم من قابلهم مراسل وكالة "صفا" عن خشيتهم من عدم تقديمهم بالشكل المطلوب في الاختبارات النهائية، نتيجة لأزمة الكهرباء، التي دفعتهم لاستخدام بدائل فاقمت من معاناتهم، حتى لا يفقدوا مُستقبلهم، جراء تلك الأزمة التي فَرضت عليهم.
ويمر قطاع غزة في أزمة كهرباء خانقة، تزداد حدتها شيئًا فشيئًا مع دخول فصل الصيف، نتيجة لزيادة الاستهلاك، على مصادر الكهرباء الثلاث "الإسرائيلية، المصرية، محطة التوليد"، والتي تُعاني من الانقطاع المُتكرر، نتيجة للأعطال التي تُصيبها، أو توقفها لأسباب مُتعلقة بأمور سياسية.
معاناة وبدائل
الطالبة سالي محمد "فرع العلوم الإنسانية" من سكان حي تل السلطان غربي محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، تقول لمراسل وكالة "صفا" : "الانقطاع المُتكرر للكهرباء ولساعات طويلة، أثر على دراستي بشكل كبير، وقلص ساعات الدراسة من (14 ساعة) لحوالي (8ساعات) في اليوم الواحد".
وتضيف "أنا أحب الدراسة ليلاً لتوفر الهدوء، لكن غالبًا ما تكون مُنقطة الكهرباء، فاضطر لاستخدام (الكشاف، أو اللدات)، لتوفير الإنارة، وعندما تنفذ، أكمل الدراسة نهارًا، وأحيانًا تقطع الكهرباء نهارًا، في ظل الأجواء الحارة، فاضطر كذلك للجوء لمكان به تهوية جدية ملائم للدراسة".
وتتابع "أخشى أن أصاب بضعف نظر نتيجة للدراسة على الوسائل البديلة التي تسببت بأرق وتعب نفسي وجسدي لنا؛ وألجأ لسطح منزلنا أو لمنزل عمي القريب بحثًا عن الهدوء نهارًا، لإكمال الدراسة كما الخطة التي وضعتها".
وتستطرد "يفترض أن يراعوا ظروفنا في هذا التوقيت، سيما وأن الاختبارات لم يتبقى عليها سوى أقل من أسبوع"؛ مُعبرة عن تخوفها بشكل كبير من نتيجتها النهائية إذا ما بقي الأمر كذلك؛ متمنية أن تتوفق وتُحصل على مُعدل دراسي مُرتفع.
خمول وأرق
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى هيلين معمر طالبة "العلوم الإنسانية" من سكان محافظة خان يونس، والتي تتحدث مُمتعضة : "الكهرباء تسبب لنا حالة توتر وقلق وأرق شديد، لأنها غير منتظمة، وتقطع ساعات طويلة، وتسبب بإهدار كثير من الوقت، الذي يُفترض أن ننجز خلاله جزء من المنهاج".
وتُشير "معمر" إلى أنها تهرب لحديقة منزلها، وأحيانًا للسطح نهارًا للدراسة، والليل تستخدم وسائل إنارة بديلة، لا توفر الجو المناسب للدراسة، كما الكهرباء، لكنها أفضل حلا من العدم؛ لافتة إلى أن توترهم يزيد يومًا بعد يوم، بسبب تواصل أزمة الكهربُاء، وُقرب الاختبارات.
وتُشدد أن أصعب شيء انقطاع التيار الكهربائي، لأنه المقوم الرئيس وأحد العوامل الهامة التي تُوفر الجو المُلائم للدراسة، خاصة في ظل الأجواء الحارة، وقرب حلول شهر رمضان. وتضيف: "انقطاع الكهرباء يسبب لنا حالة أرق وخمول جسدي ونفسي، ورغبة بالنوم أكثر من الدراسة، وهكذا حال لا يُشجع كثيرًا على القراءة والدراسة".
أما هلال الجمل من سكان مخيم يبنا جنوبي رفح "الفرع العلمي"، فحالها كسابقتها، فتقول: "أحب الدراسة ليلاً، خاصة للمواد التي تحتاج لتركيز وهي (الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات. وتلفت إلى أنها اضطرت للدراسة على سطح المنزل، وقت "المساء" لبرودة الطقس بذلك الوقت؛ مُتمنية أن يتم وضع جدول كهرباء مُنتظم، خاصة بالليل وأوقات الذروة والصباح، لأن الفترة الحالية فترة ضغط، ومهمة للدراسة والمراجعة للمنهاج، حتى يتم تعويض ما سبق من وقت أهدر، نتيجة لانقطاع التيار.
وتُشير إلى أنها تدرس نحو (17 ساعة) يوميًا، وتضطر لاستخدام "اللدات، والكشافات" كبديل للكهرباء المفقودة، حتى تُكمل السير نحو ما ترنو له، وتحقيق حُلم حياتها بالالتحاق بالجامعة.
ويتشابه الحال لدى الطالبين "فرع العلوم الإنسانية" أيمن زقوت ومحمد النجار، اللذان يؤكدان أن الكهرباء تركت تأثيرًا على خطتهم الدراسية، وزادت من الضغط الجسدي والنفسي عليهما، لضغط ساعات الدراسة اليومية وتقليصها، واستخدامهم لوسائل الإنارة البديلة، وهروبهم لحقول زراعية يمتلكونها للدارسة بمعزل عن الواقع.
وكالة صفا