أكد عدد من مزارعي اللوزيات في قطاع غزة أن الموسم الحالي يبشر بإنتاج وفير في محاصيل اللوزيات بمختلف أنواعها، موضحين أن كميات الأمطار التي تساقطت هذا العام على القطاع أسهمت كثيرًا في تعزيز الإنتاج.

وذكرت وزارة الزارعة أن إنتاج القطاع هذا العام شهد تحسنًا وزيادة مقارنة بالعام الماضي، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 4 آلاف طن، مشيرة إلى وجود سياسة قوية لدعم وزيادة المساحات المزروعة باللوزيات للوصول إلى الاكتفاء على مدار السنوات القادمة.
 

إنتاج ومنافسة

المزارع ابراهيم المصري من بيت لاهيا, يزرع المشمش والتفاح والخوخ على مساحة تقدر بـ30 دونما، أكد أن إنتاج العام الحالي من اللوزيات جيد خاصة بعد أن توفرت له الظروف المناسبة من الأمطار وبرودة الجو التي تحتاجها أشجار اللوزيات.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "المزارعين لم يواجهوا مشاكل في زراعة اللوزيات هذا العام، إلا أنه بعد أن بدؤوا بطرح منتجاتهم في الأسواق واجهوا منافسة قوية من المنتج الإسرائيلي الذي تسمح وزارة الزراعة بدخوله".

وأضاف المصري: إن "تكاليف زراعة اللوزيات مرتفعة وإدخال منتجات مثيلة منافسة تؤدي إلى انخفاض سعرها في الأسواق وبالتالي ضياع الأرباح على المزارعين".

وتوقع أن تنتج أرضه المزروعة باللوزيات كميات معقولة، حيث متوقع إنتاج من محصول المشمش يصل إلى 4 أطنان للدونم، و3 أطنان للدونم لمحصول الخوخ.

من جهته، أوضح المزارع أبو محمد أبو حميدة, والذي يزرع 8 دونمات بالمشمش والخوخ, أن إنتاج هذا العام من اللوزيات جيد، مشددًا على جودة النوعيات المزروعة من اللوزيات في غزة.

وأشار في حديث لـ"فلسطين", إلى أن المزارعين قادرون على زراعة اللوزيات وزيادة كميات الإنتاج في حال توفرت لهم مساحات إضافية للزراعة، مؤكدًا أن الخبرة أصبحت متوفرة لدى كثير من المزارعين في هذا المجال.
 

إنتاج العام

في السياق ذاته، أوضح مدير دائرة البستنة الشجرية بوزارة الزراعة بغزة، محمد أبو عودة, أنه تمت زراعة 4000 دونم باللوزيات خلال العام الحالي 2016، مع العلم أن المساحة المزروعة في عام 2015 كانت 3000 دونم.

وبين في تصريح لـ"فلسطين" أن العام الحالي شهد زيادة في المساحة المزروعة باللوزيات التي ساهمت في إنتاج وصل إلى 3500 طن، لافتًا إلى أن إنتاج العام الحالي أفضل من العام الماضي الذي شهد زراعة ثلاثة آلاف دونم وأنتجت ثلاثة آلاف طن.

وأشار أبو عودة إلى أنه تمت زراعة 1000 دونم باللوز، و1500 دونم بالخوخ، و1000 دونم مزروعة بالمشمش إضافة إلى500 دونم مزروعة بالبرقوق.

وقال: إن "وزارة الزراعة لديها توجه لتقليص الفجوة في أصناف اللوزيات حيث يوجد عجز في اللوزيات بنسبة 70% يتم التعويض عنها بالاستيراد من الداخل المحتل"، منوهًا إلى أنه يتم إدخال 8 آلاف طن من أصل 11 ألف طن من إجمالي احتياج القطاع من اللوزيات".

وأضاف أبو عودة: "تحاول الوزارة بالتعاون مع المؤسسات بتوجّه من المزارع دعم زراعة اللوزيات من أجل تقليص الفجوة، والتقليل من الاستيراد من الاحتلال والتقليل من الأسعار المرتفعة التي يدفعها الناس ثمنًا لشراء اللوزيات من الأسواق المحلية".

وأفاد بأن الأصول القديمة من اللوزيات شهدت تراجعًا في مقاومتها للأمراض وملوحة المياه ما أدى إلى تراجع إنتاجها، وهو ما دفع وزارة الزراعة للعمل على إيجاد بعض الأصول المحسنة من اللوزيات التي تعتبر مقاومة لأمراض التربة.

وأردف أبو عودة: إن "المشاتل التابعة للوزارة بدأت بزراعة هذه اللوزيات التي تتميز بتحملها للأمراض وملوحة المياه، وأن هناك توجها واضحا لدى المزارعين لزراعتها بكافة أنواعها في كافة مناطق القطاع".

وذكر أن زراعة اللوزيات تتمركز في المنطقة الشرقية من خانيونس، كما تتم زراعة المشمش والخوخ في بعض مناطق شمال القطاع، لافتًا إلى أن الأصناف الجديدة من اللوزيات بدأت زراعتها في كافة محافظات القطاع.
 

سياسة واضحة

وبين أبو عودة أن وزارة الزراعة لديها سياسة واضحة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتقليل من الفجوة والواردات من (إسرائيل) والاعتماد على ما هو موجود في قطاع غزة، لافتًا إلى أن المستقبل القادم سيكون من نصيب اللوزيات.

ونوه إلى أنه تم توزيع 4 آلاف شتلة من الصليب الأحمر على مزارعين تضرروا من الحرب، إضافة إلى أن المرحلة القادمة من مشروع تخضير فلسطين يهدف إلى توزيع 10 آلاف شتلة لوزيات من الأصول المحسنة من أجل تشجيع المزارعين على زراعتها.

وشدد أبو عودة على أن هذه السياسة ستسهم في تقليص الواردات بشكل كبير من اللوزيات خلال السنوات القادمة، مؤكدًا أن سياسة الوزارة واضحة وتتلاقى مع جهود المؤسسات العاملة في القطاع الزراعي وتهدف إلى دعم المنتج الوطني والمزارع الفلسطيني وتحقيق سياسة إحلال الواردات والتقليل من الاستيراد من الخارج.

صحيفة فلسطين