بعد كل كارثة جوية - وآخرها حادثة “مصر للطيران” -، تدور في الأذهان أسئلة كثيرة عن الطائرات وإجراءات السلامة فيها، ولماذا تسقط الطائرات وكيف تتجنب السقوط؟
يعد عالم الطيران من أكثر العوالم إثارةً وغموضاً، قد يفاجئك مثلاً أن علماء الطيران يؤكدون أن الطائرة لا تسقط حتى لو تعطلت جميع محركاتها، بل أكثر من ذلك، لا تسقط الطائرة حتى لو نفد الوقود وفُقدت الطاقة منها!
نستعرض فيما يلي أبرز الإجابات التي قدمها الخبراء عن عالم الطيران وحقائق قد تسمعها لأول مرة:
أولاً: لا تسقط الطائرة حتى لو تعطلت المحركات
يؤكد الطيار سالم المهيري لـ “مجلة الطيران” أن الطائرة لا تسقط حتى حال توقفت كل المحركات؛ لأن الطائرة تدخل في وضع الانزلاق Gliding أي أنها تهبط تدريجياً ولا تسقط.
سرعة واتجاه الرياح تؤثر على المسافة الأرضية المقطوعة، فإذا كانت الرياح خلفية فإن المسافة تزيد، وإذا كانت أمامية فإنها تقل.
تعطل أحد المحركات ، ولم يرتبك الطيارين فقط يتعاملون مع الحالة بهدوء لانهم يعلمون ان الطائرة تطير بنصف محركاتها بسلام
ثانياً: الوزن الثقيل يخدم الطائرة وليس العكس
على خلاف ما يعتقده كثيرون أن حمولة الطائرة الكبيرة يمكن أن تتسبب بسقوطها، يؤكد المهيري أن وزن الطائرة لا علاقة له بقدرة الطائرة على الانزلاق.
كمثال إذا أتينا بطائرتين 737؛ واحدة بأقصى حمولة والأخرى خالية، ستقطع الطائرتان نفس المسافة بالضبط، لكن الأثقل ستكون أسرع في قطع المسافة. فكلما زاد وزن الطائرة زادت سرعة الانزلاق المطلوبة لتحقيق نسبة الانزلاق 1/2.17.
ثالثاً: قوة وطول الجناح يلعب دوراً هاماً في إنقاذ الطائرة
تعتمد قدرة انزلاق الطائرة على تصميم الجناح، فكلما كان الجناح أطول كانت القدرة أعلى. لذلك ترى الطائرات الرياضية الصغيرة الخاصة برياضة الطيران الانزلاقي ذات جناح طويل جداً مقارنة بحجم الطائرة الصغير.
يتم تحديد المسافة التي تستطيع الطائرة قطعها أثناء الانزلاق بواسطة معادلة نسبة قوة رفع الجناح إلى قوة السحب Lift to Drag Ratio حيث كل طائرة لها قيمة خاصة بها.
رابعاً: تستطيع الطائرات توليد الطاقة ذاتياً
يبقى السؤال هل يمكن التحكم بالطائرة حتى بعد فقدان الطاقة؟ نعم يمكن وفقاً للطيار سالم المهيري، حيث يتم استخدام سرعة الرياح لتوليد الكهرباء وطاقة هيدروليكية بواسطة مروحة صغيرة تسمى RAT أسفل جسم الطائرة.
خامساً: أبعد مسافات انزلاق تم تسجيلها
سجّلت طائرة إيرباص 330 تابعة لطيران “ترانزات” 100 ميل انزلاق نتيجة تسرب الوقود، وكان ذلك الرقم الأكبر الذي تم تسجيله.
في المرتبة الثانية سجلت طائرة بوينغ 747 تابعة للطيران البريطاني، 91 ميلاً، وكان السبب غيوم بركانية. ثالثاً، سجّلت طائرة بوينغ 767 تابعة لطيران “جيملي” 66 ميلاً بسبب تسرب الوقود أيضاً.
سادساً: الطيران في الأيام الحارة أصعب من الغائمة أو الماطرة!
بعكس ما قد يظن البعض، فإن إقلاع الطائرات في الأماكن الحارة ليس بالسهل أبداً؛ لأن عملية التحليق تصبح صعبة جداً في الهواء الخفيف نتيجة درجة الحرارة المرتفعة.
سابعاً: الطائرة تهبط بسلام حتى لو تعطلت العجلات
تعتبر مهارة الربّان هي الفيصل في نجاة أي طائرة من كارثة جوية، وقد أثبتت التحقيقات في كارثة “فلاي دبي” التي وقعت في مارس/آذار 2016، أن تحطم الطائرة ناجم عن أخطاء كثيرة ارتكبها كلا الطيارين، وكانا مذعورين كما ظهر في تحليل الصندوق الأسود.
فحتى وإن تعطلت جميع طُرق إنزال عجلات الطائرة، الطيار الماهر قادر على الهبوط بلا عجلات.
وكالات