يشترط البائع طارق شاهين على زبائنه قبل شراء أية سلعة، توفير العملة من «الفكة» بعد نفادها من محله في ظل أزمة سيولة يشهدها قطاع غزة وخاصة من الفئة المعدنية.
وفي كل عام ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يشهد قطاع غزة «أزمة فكة»، تؤثر على حركة البيع والشراء وخاصة لدى صغار التجار والباعة.
وفي هذا الصدد، يقول شاهين لـ «وفا»: «في مثل هذا الوقت من كل عام نعاني من أزمة «الفكة» ما يؤثر على حركة البيع لدينا»، مشيرا الى انه يفقد الكثير من عمليات البيع لعدم توفر «الفكة».
وأرجع شاهين أسباب «أزمة الفكة» في غزة الى الحصار الاسرائيلي بالدرجة الأولى وعدم ادخال السيولة النقدية، والى احتكار فئة من التجار للعملة من «الفكة» بالدرجة الثانية.
وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ تسعة أعوام، أدى الى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع نسب البطالة والفقر.
بدوره، يطالب السائق محمد عبد الله، الركاب قبل الصعود الى سيارته بتوفير «الفكة» وخاصة من فئة الشيكل والاثنين وهي الأجرة المعتادة في غزة.
«يؤثر نقص الفكة على عملنا هذه الأيام وتقع احراجات ومشادات بين السائقين والركاب» قال السائق عبد الله وهو يجلس خلف مقود سيارته في منطقة الشفاء غرب مدينة غزة.
ويضيف، «يقوم بعض التجار والباعة بإعطائنا 20 شيكلا على سبيل المثال لفكها ونرجعها لهم 19 شيقلاً وذلك لاحتكار الفكة من السوق قبل شهر رمضان الكريم.»
ويقول عبد الله، «إنه يقوم في كثير من الأحيان بإنزال ركاب لعدم توفر «فكة» الأمر الذي يؤدي الى تراجع دخله اليومي في ظل ارتفاع أسعار الوقود ومتطلبات السيارة الأخرى.
وللتخفيف من هذه «الأزمة»، تعمل سلطة النقد على تلبية احتياجات سكان القطاع من السيولة بكافة العملات وادخال ما يلزم من «الفكة» من عملة الشيكل بفئاتها المختلفة، وذلك مع اقتراب حلول الشهر الفضيل.
وأوضحت سلطة النقد في بيان سابق لها، «أنها بدأت منذ فترة المتابعة مع كافة الجهات ذات العلاقة لإدخال ما يلزم من «الفكة» من عملة الشيكل الى فروع المصارف العاملة في القطاع في اقرب وقت ممكن.»
ويؤكد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، أن التجار والمواطنين في قطاع غزة، يعانون على مدار سنوات الحصار من الأزمات المتتالية للسيولة النقدية في الأسواق والمصارف، وتبادل الأدوار في اختفاء العملة بين الدولار الأميركي والشيكل الإسرائيلي والدينار الأردني, وتذبذب أسعار صرف العملة في الأسواق واختلافها عن الأسعار الرسمية، فتارة تجدها منخفضة وتارة تجدها مرتفعة ويعتمد ذلك على حسب توفر السيولة في الأسواق.»
ويضيف الطباع لـ «وفا»، «تبقى الأزمة الحقيقية التي يعاني منها التجار وأصحاب المحال والمواطنين هي اختفاء «الفكة» من الأسواق قبل رمضان ومواسم الأعياد, والتي تلحق خسائر مادية جسيمة بالتجار الصغار لفشل العديد من عمليات البيع بسبب نقص السيولة النقدية.»
ويشير الطباع إلى أن النقص الحاد في «الفكة» في قطاع غزة، يتسبب بأزمة حادة في المواصلات، ما يدفع بالكثير من الركاب إلى المشي على الأقدام للوصول إلى محطاتهم المختلفة أو الحد من التنقل، منوها الى أن أزمة «الفكة» في غزة تنتهي بعد ظهيرة اليوم الأول من أيام عيد الفطر.
المصدر : وفا