جنين- الاقتصادي- إحياءً للقطاع الزراعي الفلسطيني وتكريساً لمبدأ انتاج الغذاء الصحي والعضوي، قام مركز العمل التنموي/ معا من خلال برنامج الزراعة العضوية الخاص به في مزرعة بيت قاد، جنين، وبالشراكة مع مؤسسة Refutrees الكندية، بإعادة ادخال زراعة نبات الكرنب لأول مرة في فلسطين لفوائده الصحية العالية ولأهميته كعلاج فعّال لبعض أمراض السرطان.

 
وكجزء من المرحلة الاولى للمشروع، أشار مدير مشروع الامن الغذائي والمشرف على مشروع الكرنب في مركز معا وهبه عصفور إلى قيام مؤسسته باختيار الكرنب تحديداً لزراعته لما يتمتع به من فوائد صحية وعناصر غذائية مهمة، بالإضافة الى سهولة زراعته (4-6 اسابيع)، ومواءمته للزراعة في المزارع والبيوت في فلسطين، منوهاً إلى أنه كان معروفاً في بعض المناطق الفلسطينية قبل خمسين سنة لكنه اختفى فيما بعد وأصبح مجهولاً للكثيرين".

ووفق عصفور، فقد تضمنت المرحلة التجريبية لزراعة الكرنب شراء البذور من خارج البلاد (ما يقارب الـ200 بذرة ) في مزرعة بيت قاد، بحيث تمت دراسة افضل الظروف لزراعة الكرنب من ناحية الحرارة، التربة، الشمس والهواء. وبعد نمو المنتج وجاهزيته للقطاف تم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بهذه الخضار الورقية وللترويج لمنافعه الصحية، بالإضافة الى تزويد القراء بوصفات لتحضير الكرنب بطرق مختلفة.

ويعد الكرنب في اوروبا وأمريكا الشمالية خضرة ورقية اساسية ومفيدة جداً عدا عن كونها طيبة المذاق، بحيث يكاد لا يخلو أي بيت او مطعم منها كوجبة هامة يتنوع استخدامها بين طبق السلطة، او الشوربة الساخنة او اليخني المطهوة على النار، كما تستخدمه كثير من العائلات كشراب صباحي لوقاية الجسم من الأمراض وتنظيفه من السموم.

يحتوي الكرنب على الفيتامينات: البوتاسيوم، الكالسيوم، الحديد، و C , E ,( K) ويعد الفيتامين الأخير "ك" مهماً جداً كمضاد للأكسدة. وهو يعتبر من اكثر الخضار فائدة وغنى بالألياف بحيث يقلل من الكولسترول وينظم ضربات القلب، ويقي من الجلطات القلبية ومرض الزهايمر "فقدان الذاكرة"، ويساهم في تنظيف الجهاز الهضمي، وعلاج الالتهابات الجلدية والصدرية كالربو، وتحسين البصر وتخفيض الوزن.

وهذا النبات الاخضر وفق ما اثبته العلم يحتوي على فيتامين جـ اكثر 10 مرات من السبانغ، وكالسيوم اكثر من الحليب، وحديد اكثر من لحم العجل.

ولأن 200 بذرة ستنتج لاحقاً آلاف البذور، سيقوم مركز معا من خلال ورشات تدريبية بتوزيع شتلات الكرنب على 25 سيدة من الريف الفلسطيني ولاحقا من المدن، لزراعته بعد تدريبهن على تقنية زراعته البسيطة وحمايته من الآفات وطرق قطفه وتغليفه ومن ثم طبخه بحيث سيتم تعميم فوائده الصحية وأهميته في كثير من العلاجات. وسيكون التدريب نوعا من انواع التعريف ومن ثم التعميم، لضمان استدامة الكرنب وحضوره في المطبخ الفلسطيني، ما سيصب في دعم القطاعين الصحي والزراعي.

وأضاف عصفور: " الكرنب هو جزء من فكرة معا في تبني زراعات جديدة متنوعة وصحية جداً ليروجها من خلال مزرعته العضوية للزراعة المستدامة، فمن حق الفلسطينيين ان يزرعوا غير الخيار أو البندورة والكوسا..فهناك الكثير من الفوائد في نباتات ما زال الكثيرون لم يسمعوا عنها".