يستعد التجار في قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان بتوفير احتياجات ومستلزمات الأسواق ككل عام، إلا أن هذه التجهيزات لا تخفي قلق التجار من انعكاس الأوضاع الاقتصادية عليهم.
عدد من التجار يؤكدون أنهم أخذوا بالحسبان الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتراجع القدرة الشرائية عند المواطنين في القطاع، في الوقت ذاته، يتأملون أن يعمّ خير رمضان وبركته عليهم وعلى كل الأهالي.
استعدادات كاملة
مدير المبيعات والتسويق في "مترو ماركت"، هاني اليازجي، أكد أن الاستعدادات للشهر الكريم بدأت من خلال توفير البضائع الرمضانية على اختلاف أنواعها، والتي يحب المواطن الغزي شراءها وأبرزها: التمور، الأجبان، المكسرات.
وأوضح أن مترو ماركت يأخذ في حسبانه الوضع الاقتصادي لأهالي القطاع وعدم قدرة الكثير منهم شراء كافة مستلزمات شهر رمضان، إضافة إلى محدودية الدخل الشهري للمواطن.
وأضاف اليازجي: "رمضان هذا العام يأتي في وقت استلام الموظفين رواتبهم وبالتالي يكون الموظف قادرًا على شراء ما يحتاجه من مستلزمات شهر رمضان بكل أريحية"، لافتًا إلى أن المواطن يصرف ثلاثة أرباع راتبه على المواد الغذائية.
وأشار إلى أن المترو ماركت يعتمد على رواتب الموظفين العاملين في المؤسسات الدولية والمحلية، إضافة إلى الموظفين الراغبين بالاستفادة من العروض التي يقدمها المترو خلال هذه الفترة.
ولفت اليازجي إلى أن أزمة رواتب موظفي حكومة غزة السابقة تنعكس بشكل كبير على الحركة الشرائية في الأسواق بشكل عام، منوهًا إلى أن كل هذه العوامل جعلتهم يعملون على توفير احتياجات رمضان للمواطن دون إلحاق خسائر كبيرة بهم.
وضع صعب
بدوره، بين أبو عصام بلبل، صاحب محلات بلبل التجارية لبيع التوابل والأعشاب في سوق الزاوية بغزة، أنهم بدؤوا بالاستعداد لشهر رمضان منذ شهر رجب الماضي، حيث عملوا على توفير متطلبات الشهر الكريم من التمور، التوابل، المخللات بأنواعها، المكسرات، قمر الدين والتمر هندي وغيرها.
وقال لـ"فلسطين": "بدأنا منذ اليوم بعرض منتجاتنا وذلك مراعاة للمواطنين الذين يفضلون شراء احتياجاتهم في أوقات الراحة وعدم الزحمة"، لافتًا إلى أن العرض الكامل للبضائع يكون قبل يومين من شهر رمضان والذي يشهد إقبالًا واضحًا من المواطنين.
وتابع بلبل: "نعمل على توفير كل ما يرغب به المواطن، ولكن لا يمكننا التحكم بالأسعار التي مهما خفضنا فيها فلا يمكن أن تتناسب مع أوضاع المواطنين الاقتصادية والتي تمر بأزمات عديدة".
وأكد أن كل تاجر يعمل حسابه وكيفية تأثير هذه الأزمات على المواطنين وعليه، وبالتالي يحاول أن يتجنب الخسائر التي مر بها في سنوات ماضية.
تجهيزات متأخرة
من جهته، قال فتحي شمالي، صاحب محل ملابس: إن "تجار الملابس يجهزون لاستقبال شهر رمضان قبل شهرين، إلا أن بعض المعوقات التي واجهت عملهم في الاستيراد جعلهم يتأخرون في التجهيز لرمضان والعيد".
وأضاف لـ"فلسطين": إن "التجار واجهوا صعوبات في استيراد ما يحتاجونه بسبب سحب سلطات الاحتلال التصاريح منهم، وهو ما اضطرهم إلى التواصل عبر الإنترنت لشراء البضائع وتحويل الأموال ما تسبب في تأخر وصول البضائع التي ستحتاج إلى أسبوعين على الأقل لتصل إلى القطاع".
وبين شمالي أن البضائع في العام الماضي كانت في مثل هذا الوقت موجودة في المخازن وجاهزة ليتم عرضها في شهر رمضان وعيد الفطر، ولكن الآن لا تزال البضائع في الصين وبحاجة إلى 20 يومًا لتصل.
وأوضح أنه في بداية شهر رمضان يهتم المواطنون بشراء المواد الغذائية المختلفة، ولكن هذه الاهتمامات تتحول إلى اقتناء الملابس بعد مرور أسبوعين من شهر رمضان، الأمر الذي يعطي تجار الملابس مزيدًا من الوقت للاستعداد.
ولفت شمالي إلى أن الوضع الاقتصادي واضح للجميع وينعكس على التاجر كما المواطن، متأملًا أن يحمل رمضان بركاته التي يحملها كل عام على كافة أهالي القطاع.
صحيفة فلسطين