"تراكم ديون الآباء".. فاتورة يدفعها الأبناء
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 15 أيار 2016

"تراكم ديون الآباء".. فاتورة يدفعها الأبناء

تتسبب كثرة الديون وتراكمها على رب الأسرة بحدوث الكثير من الانعكاسات السلبية على الحالة النفسية والاجتماعية للأبناء, نظرا لعدم قدرته على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم, مما يشعرهم بالنقص والحرمان, الأمر الذي يؤدي بهم إلى افتعال بعض الأمور غير المشروعة لتوفير ما يحتاجونه.

 

وقد تكون المتطلبات المالية للأسرة أكبر من إيراداتها، فتصبح الاستدانة هي الحل الوحيد، وهو ما يوقع رب الأسرة فريسة للديون التي لا يعلم كيفية التخلص منها، وعدم معرفة إدارة ميزانية الأسرة بشكل سليم، ويوقع الأبناء في حالة اضطرابات نفسية واجتماعية كبيرة.

انعزال تام

 

الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العشرينى حسن إبراهيم، بعد تراكم الديون على والده والتي وصلت إلى ما يقدر بـ 19000 دولار، دفعته لترك دراسته الجامعية بعد عامين والبحث عن فرصة عمل أيا كانت يسد بها احتياجاته كشاب, ويساهم ولو بجزء بسيط في سد لوازم المنزل, وتوفير المأكل والمشرب ومصروف المدرسة لإخوته الأربعة الصغار .

 

ويقول إبراهيم لـ " الاستقلال "، " بعد ترك والدي لعمله بسبب بعض المشاكل وجلوسه في المنزل أصبح يستدين من بعض الأصدقاء والجيران والمعارف من أجل توفير الاحتياجات الضرورية للمنزل، ولكن بعد ضخامة المبلغ المتراكم عليه وعدم مقدرته على سداده أصبح ينعزل في غرفته ولا يرغب في مقابلة أحد، وهو الأمر الذي سبب للأسرة الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية ".

 

 وأضاف" أصبحت أعمل في محل لبيع الأدوات المنزلية لأعتاش منه أنا وأسرتي، وبدأت استغنى عن بعض متطلباتي الشخصية، التي يحتاجها أي شاب في عمري،  كالترويح عن النفس والتنزه مع الأصدقاء، وهو ما يسبب لي الإحراج كثيراً, وكذلك إخوتي الذين أجبرتهم الظروف على الاستغناء عن مصروفهم اليومي كباقي أصدقائهم حتى ولو كان بسيطاً " .

 

أما أبو أحمد حسونة ( 45 عاما ) والذي اضطر للبحث عن فرصة عمل أخرى بجانب الراتب الذي يتقاضاه من وظيفته الحكومية كل شهر, بسبب الاحتياجات الكثيرة لأسرته والتي لا يستطيع تغطيتها من خلال راتبه ويقوم بالاستدانة شهرياً ما يقارب من 1000 شيكل فوق الراتب, خاصة أن بعض أبنائه يدرسون في الجامعة ويحتاجون إلى مصاريف إضافية.

 

 وأوضح حسونة، أنه بدأ يعمل بائع مساعد في إحدى محلات البقالة في المنطقة التي يقطن بها، وذلك لتوفير احتياجات أبنائه وسد الدين الذي تراكم عليه، خوفاً من اقتراف أبنائه أعمالاً لا أخلاقية لعدم توفير ابسط احتياجاتهم، مشيراً إلى أن الراتب الذي يتقاضاه من الحكومة يذهب لسداد بعض الديون.

مشاكل كثيرة

 

ولم يكن حال الأربعينية نائلة على من سكان منطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة أفضل بكثير من سابقيها والتي أدت كثرة الديون وتراكمها على زوجها إلى طلاقها بعد زواج دام ( 22عاما ), بسبب عدم قدرتها على تحمل المشاكل التي تنشب داخل الأسرة وتزداد يوماً بعد يوم, عدا طلب الكثير من الأشخاص لأموالهم من زوجها وعدم قدرته على سدادها وهو ما سبب لها احراجات كثيرة مع الناس.

 

وذكرت أنها تعاني من ضغط نفسي كبير, وقلق شديد على مستقبل أبنائها، وتتخوف من ترك أبنائها لمدارسهم وجامعاتهم, لكونهم يقطنون مع والدهم في المنزل ولا تدري ما الذي يحدث معهم باستمرار, مبينة أن ما زاد المشاكل أن زوجها موظف حكومي واقترض من البنك مبلغاً كبيراً ولا يتبقى شيء من الراتب لسد الاحتياجات المنزلية والديون الأخرى .

انعكاس سلبي

 

الأخصائي الاجتماعي إياد الشوربجي، أكد أن القدرة على إدارة الجانب المالي والتحكم بمصاريف الأسرة وتلبية الاحتياجات يختلف من شخص لآخر, وليس غريبا أن يقع أي شخص في الديون نتيجة احتياجات الاسرة الكثيرة والمتتابعة,مشيرا  إلى أن وقوع رب الأسرة في الديون قد يسبب له العديد من المتاعب والمشاكل, الأمر الذي ينعكس على الجو الأسري وتحديدا الأبناء .

 

وأوضح الشوربجي لـ " الاستقلال ", أن تراكم الديون على رب الأسرة ينعكس على الناحية النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأبناء، ويشكل عقبة على مستوى الاستقرار بينهم وبين والدهم, باعتبار أن العامل الاقتصادي مهم في الأسرة, مبيناً أن التبعات النفسية تكمن في الشعور بالحرمان والنقص وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات والشعور بالضغط النفسي والتوتر، وايجاد طرق بديلة للحصول على المال قد تكون غير مشروعة.

 

وبيّن أن هذا الضغط النفسي ينعكس على الناحية الاجتماعية أيضا لما يسببه من توتر العلاقات ونشوب المشاكل بين أفراد الأسرة وبين الدائن والمدين، وذلك لعدم القدرة على سداد الدين،  منوها إلى أنه لو استمر تراكم الديون لفترة طويلة قد يدفع ذلك الأبناء إلى طرق سلبية كالسرقة والنهب والاحتيال والعمل من أجل الحصول على المال وتلبية لوازمهم.

 

وأشار إلى أنه قد لا يكون الأب المتسبب الأول في هذه الديون ولذا يتوجب على الأبناء والأم تفهم الأمور والتعاون لمعالجتها, لأن استمرارها قد يؤثر على جميع مناحي الحياة الأسرية منها الطلاق والتفكك الأسري, وذلك لأن المال من مقومات الاساسية للأسرة.

 

ونوه إلى أنه يتوجب على رب الأسرة في هذه الناحية إيجاد طرق لتخفيف العبء المالي على الأسرة ولسد الديون المتراكمة من خلال إيجاد عمل آخر وتنظيم عملية سداد الديون, لافتا إلى ضرورة موازنة تفاصيل الحياة وادارتها, والتصرف بحكمة وعقلانية, خاصة في عملية الدين, لأن كثيرا من الأشخاص يلجؤون للديون ولا يكون لديهم مخارج أخرى لسدها .

 

 

 

الاستقلال

 

Loading...