"الفرق بين امتحاناتي اليوم وتلك في الثانوية العامة، فرق رهيب، فلم أعد اشعر بالرعب والتوتر، الأمور أصبحت أخف وأكثر سلاسة، أتمنى لو عرفت هذا وقت الثانوية، حتى أوفر على نفسي الكثير"، يحكي الطالب الإماراتي، بدر عبد الله، بينما يخرج من قاعة الامتحان بارتياح.
في جولة بين أروقة كليات وجامعات عديدة، رصد موقع 24 أجواء الامتحانات، وسمع من طلابها نصائح لمن يواجهون ضغط فترة الثانوية العامة خلال الامتحانات.
تقول الطالبة عفراء الحمادي: "أجواء امتحانات الجامعة مختلفة جداً، كما هي الحياة الجامعية، لو كنت أعرف أن الأمور أبسط مما توقعت لما عشت الرعب امتحانات الثانوية، واليوم أنصح أختي بأن تأخذ الأمور ببساطة، وهي لازالت في المرحلة الثانوية، أذكرها يومياً أن القلق لا يفيد، وأنها في أسوأ الأحوال تستطيع تعويض خسائرها مستقبلاً".
اسخر من خوفك
وينصح الكثير من الطلاب الجامعيين بالتقليل من شأن الامتحانات، فيقول مشعل محمد: "في بداية دراستي الجامعية، كنت لا أزال تحت سيطرة النمط الدراسي في الثانوية، لكن مع الوقت اكتشفت أن أجواء المرح والسخرية من الضغوط والتي بدأت أعيشها في الجامعة جعلتني أخوض امتحاناتي بارتياح، بل وتحسن مستواي الدراسي خلال السنة الأولى للجامعة".
ويضيف: "اسخر من خوفك، لا تتباك وتنهار أمام المصاعب، أكبر مخاوفك تتضاءل حين تسخر منها".
ويقول إبراهيم الجابري: "تعامل مع الامتحانات بجدية، فعلاماتك بالطبع ستساهم في خيارك الجامعي، لكن إن وجدت الأمر صعباً جداً لتحصل على مجموع يلائم كلية الطب مثلاً، فربما ذلك يعني أنك لا تصلح لذلك فعلاً، ولكن لا تحزن، فربما تبرع في شيء آخر".
العلامات ليست دليل نجاح
وتقول سهيلة طارق: "أنصح طلاب الثانوية بمحاولة فهم أن العلامات العالية ليست دائماً دليل نجاح مستقبلي أو قدرات مميزة، وعليهم أن يكتشفوا ما يحبون حتى يبرعوا فيه، فالكثير ممن اختاروا القسم العلمي فيما مضى فعلوا ذلك خوفاً من ذويهم أو في محاولة لإثبات أنهم أذكى، بسبب الصورة النمطية عن التخصصات الأدبية، لكن ذلك خطأ برأيي، وهذا بالطبع سيجعل الامتحانات صعبة عليهم كونهم لا يحبون تلك المواد".
وتضيف طارق: "عليكم أن تأخذوا نفساً عميقاً وتفكروا جيداً فيما تحبونه، وتبذلوا جهداً معقولاً، ليست عليكم أن تقتلوا أنفسكم رعباً، فلن يغير قلقكم شيء، بل خياراتكم مستقبلاً ستفعل".
ويؤيد طارق الطالب أمير الأنصاري، فيقول: "أنصح طلاب الثانوية بالتعلم من أخطائهم، فإن اختاروا دراسة لا يقدرون عليها، لازالت أمامهم الفرصة لتصحيح الكارثة في الفترة الجامعية".
"ثق في نفسك"
لكن الطالبة ميثاء خميس ترى الأمور بشكل آخر، فتقول: "بالفعل الضغط النفسي في الجامعة ربما يكون أقل بكثير من الثانوية العامة، لكن الجهد ربما أكبر مما توقعت، فدراسة الهندسة مثلاً ستحتاج لكل وقتك، ولن تأتي المرحلة الجامعية كرحلة ممتعة إن أردت أن تصنع مستقبلك، لذا تعلم أن تثق في نفسك وتكون أكثر قوة في مواجهة الضغوطات، واجعل الفترة الثانوية تحدياً مبدئياً، لتنطلق منه أكثر ثباتاً في المستقبل".
وتنصح سلمى محمد، الطلاب بتنظيم وقتهم والتركيز، فتقول: "عليكم بوضع ملاحظات والعمل على أكبر قدر من التركيز، وتنظيم الوقت، إن فعلتم ذلك، فبكل تأكيد سيتحسن أداؤكم، حاولوا جعل الأمر عادة، فالأهم من أن تتحلوا بالتنظيم اليوم، هو أن تجعلوه عادة لحياتكم فيما بعد".
أما الطالب خالد المنصوري، فيقول: "أريد أن أقول لطلاب الثانوية، أني اكتشفت خلال الجامعة أن الأمور لا تستحق كل ذلك، لا تستحق أن تضخمها، نعم عليك أن تسعى بجد في دراستك، لكن الحياة ليست ما نتعلمه في المدارس".
وكالات