لا يخفى على أحد حقيقة الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والحياتية الصعبة التى يمر بها قطاع غزة والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق، فمن حصار الى فقر و بطالة وانتحار والضحية المواطن الغزي الذي يذوق المرارة والحسرة يوما بعد يوم، وسط صمت الساسة والأحزاب الذين يراقبون بصمت موعد هذه القنبلة البشرية، وفي وجه من ستنفجر؟

الخبير الأمني اللواء المتقاعد الدكتور خضر عباس قال في حديثه لبرنامج ستون دقيقة في السياسية، عبر اثير "راية"،  إن قطاع غزة بدأ يشهد ظواهر خطيرة جداً لم يشهدها من قبل، فتزايدت موجات الإنتحار وتعاطي المخدرات في صفوف الشباب نتيجة البؤس الذي خلقته الازمات مثل مشاكل الكهرباء والماء والبطالة، الأمر الذي ينذر بأن غزة بات على شفير "قنبلة موقوتة" ستنفجر في اية لحظة بوجه الجميع.

ودعا اللواء عباس جميع الاطراف للعمل بجدية على رفع المعاناة  غزة، وتسهيل الامور الحياتية.

بدوره اتفق محلل الشؤون الفلسطينية والأوروبية الدكتور اسامة عنتر مع اللواء عباس فيما يخص الوضع الكارثي الذي يزداد تعقيداً في غزة، مشيراً إلى أن اياً من الاطراف غير مُستثناة من المسؤولة عما وصل اليه القطاع، سواءً حكومة الوفاق أو حماس او اسرائيل التي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية.

وسرد عنتر لـ"رايـة"، مثالاً لأحد الغزيين الذي سكب البنزين على نفسه وحاول الإنتحار لإنه لم يستطع دفع مخالفة سير.

وبين أن السياسيين يعرفون جيداً أن الأنفجار قادم لا محال، ولكنهم يراهنون على أن الآخر سوف يخنع، وسيأتي بمبادرة لتفكيك الضغط الحاصل بغزة قبل أن يثور عليه أهل القطاع، ولذلك "وجدنا حملة اعلامية هجومية موجهة من كل طرف ضد الآخر في اعقاب مصرع ثلاثة أطفال بسب مشكلة القطاع المستمر للتيار الكهربائي"، موضحا أن كل طرف من حكومة الوفاق، أوحماس يسعى الى التهرب من مسؤولية تأزم الاوضاع في غزة وتحمليها للاخر.

من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة إن غزة "تئن" واذا ما استمر الوضع فإن الانفجار قادم لا محال، محملاً إلى جانب الإحتلال بالدرجة الاولى أطرافاً ثلاثة المسؤولية عن ازمة الكهرباء سواء الحكومة أو سلطة الطاقة بفرعيها بغزة روام الله وكذلك شركة كهرباء غزة، لكنه اعتبر مع ذلك أن حماس تتحمل جزءاً اساسياً من ازمة الكهرباء.

وعبر ظريفة لـ"رايــة" عن خشيته من أن الأنفجارالقادم سيكون بوجه الفلسطينيين وليس بوجه الإحتلال، مشيراً إلى أن حماس تقوم كل فترة بمواجهة مع الإحتلال خشية الانفجار الداخلي ضدها.

وحذر من خطورة مقترح تسلم جهة وطنية مستقلة لملف الكهرباء بغزة، مشيراً إلى أن ذلك سيؤسس لمزيد من الانقسام وعدم مقدر حكومة التوافق على عدم تحمل مسؤولياتها للوضع بغزة، داعيا حماس الى العمل على تثبيت مؤسسات حكومة الوفاق من القيام بدورها في غزة للتخفيف من ضغوط الحياة اليومية على المواطنين.

وبين مطرقة حصار الاحتلال،  وسندانة الردح الاعلامي من قبل طرفي الانقسام وسعي كل منهما الى التهرب من مسؤوليته تجاه القطاع وتحميل الاخر المسؤولية، يبقى ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ الغزي ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ولا يتقن دبلوماسية القرار.

راية نيوز