فورين بوليسي: ما هى مظاهر النهضة الجديدة في الشرق الأوسط؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 14 أيار 2016

فورين بوليسي: ما هى مظاهر النهضة الجديدة في الشرق الأوسط؟

نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا تحت عنوان The Middle East’s New Renaissance

 

هذا هو نصه:

 

لقد حان الوقت للتخلي عن الأفكار البالية – وضيقة الأفق – حول كيف من المفترض أن تبدو “الثقافة” و”الحضارة” في العالم العربي.

 

عرّف الأمير سعود الفيصل الحضارة ذات مرة على أنها “جهد جماعي للعبقرية البشرية المبنية على المساهمات المتراكمة من ثقافات متعددة.” الكلمتان المفتاحيتان هنا هما “جماعي” و”ثقافات.” إن الحقيقة الجوهرية في ذلك التعريف للحضارة هي فهم أنه لا توجد ثقافة بعينها تحتكر التجربة الإنسانية وأن الحضارات ليست منتجات متنافسة في سوق للأفكار العالمية. إن الطريقة التي تتطور بها الحضارات تكون من خلال مجموعة من الأصوات المختصة المتعددة التي تدفع للأمام من أجل التقدم البشري المشترك. هذه هي الخطوة الأولى تجاه فهم أن البشرية متورطة حالياً في صراع من أجل الحضارة وليس صدام بين الحضارات.

 

يمتاز بناء النهضة بهدم الأسوار والتبادل الحر للأفكار. يُعد أهم ضوء في هذا الطريق هو إكتشاف محتويات هذه الثقافات المتعددة. إن مقابلة الأشخاص وجهاً لوجه, وقراءة أشعارهم, والاستماع إلى أغانيهم, واختبار حكاياتهم هي أسباب رئيسية لعدم إمكانية استبدال الفنانين والدبلوماسيين على حد سواء بالكمبيوتر. طالما البشر يبقوا بشراً, سوف تبقى التفاعلات الشخصية لا بديل عنها. ولهذا السبب الدبلوماسية الثقافية مهمة جداً ولهذا السبب تصبح مؤذية عندما لا تُقدّر حق قدرها.

 

لقد أظهرت قوة الحب بشكل متكرر إنها أكثر فعالية من قوة الترهيب فيما يتعلق ببناء الحضارة طويلة الأمد. إن القدرة على إلهام البناء والإبداع هي القوة المطلوبة لكي تقود وتلهم التغيير الإيجابي في العالم. وعندما يأتي الأمر للإختلافات المتصورة التي لا يمكن تسويتها بين العالم الغربي والحلفاء العرب في الخليج, هذا صحيح بصورة خاصة. بصفتي ملحن عمل بشكل موسع في مؤسسات ثقافية في الخليج, وأوروبا, والولايات المتحدة, شهدت أن إمكانية الإنفتاح الحقيقي (الذي يجب أن يتسم بالحوار المحترم, المتفتح والمفتوح) لا يمكن أن تكون أكبر من ذلك.

 

وهذا هو بالضبط السبب الذي يجعل الغرب في حاجة لتبني حواراً ثنائياً أكثر وأقل شوفينية في حواره مع حلفائه العرب. هذا لا يقتصر على سخرية الأشخاص ذوي المنازل المصنوعة من الزجاج من المعلقين البريطانيين والأمريكيين الذين وصفوا الإمارات بأنها “دولة مراقبة” أو وصفوا الإماراتيين بإنهم يمتلكون “درجة عالية من احترام الذات,” مثلما نُقل عن نيكولاس ماكجيهان من هيومان رايتس ووتش في مقال حديث في نيويورك تايمز؛ تعتقد كل من أمريكا وبريطانيا أنها دول استثنائية لكنها ليست استثنائية في هذا الصدد.

 

إن معظم الدول التي حققت قدر كبير من النجاحات سوف تكون فخورة بهذه النجاحات بصورة طبيعية وسليمة.

 

لكن هذه الشوفينية, ممزوجة ببقايا الإمبريالية القديمة في اللغة, تصبح مزعجة جداً عندما تتسكع على إنها ليبرالية. تتحدث منظمات مثل هيومان رايتس ووتش عن قضايا إجتماعية, من ضمنها حقوق الشواذ (يتحدث الغرب كثيراً عن الجنس كما لو أنه اخترعه) والأدوار المتعددة التي تتولاها المرأة في المجتمعات المختلفة, بلهجة يغلب عليها التعطف ذو النتيحة العكسية. إن أحد الجوانب المحزنة لهذا هي أن هذه المنظمات غير الحكومية يمكن أن تخدم غرضاَ هاماً ومثمراً إذا انتزعت صفحة من كتاب الدبلوماسية الثقافية: ابدأ حوارات مع الناس بصورة متساوية بدلاً من التحدث عن الآخرين.

 

تتطور الغريزة والهوية الجنسية, مثل أي شيء آخر في المجتمع, بطريقة مختلفة في الثقافات المختلفة. إن فكرة أن كل شخص من اليابان إلى تركيا ينبغي عليه أن يقبل برأي الغرب عن العلاقات المثلية والمغايرة تلمح إلى بقايا الغطرسة الإستعمارية. وعندما تقلل نفس المنظمات من الأدوار الرئيسية التي تلعبها المرأة في مناصب مهمة في المجتمع الإماراتي, فإنها لا تساعد تقدم المرأة في الشرق الأوسط الأوسع. إنها تحقّر من إنجازات النساء الموهوبات بشدة مثل لبنى القاسمي؛ وزيرة الشباب شما المزروعي؛ الدبلوماسية وسفيرة الأمم المتحدة لانا نسيبة؛ رزان المبارك, أمين عام هيئة البيئة بأبوظبي؛ أمل القبيسي, رئيس المجلس الوطني الإتحادي؛ هدى كانو, المدير الفني لمهرجان أبوظبي؛ ونورا الكعبي, وزير الدولة لشئون المجلس الوطني الإتحادي وسيدة أعمال مهمة, من ضمن أخريات. لقد عملت هذه النساء بجد لكي تتولى مناصبهن كقادة في مجتمع تتفوق فيه النساء بصفة منتظمة على الرجال. وقول عكس ذلك يحرمهن من إنجازاتهن, والإمارات لديها كل الحق في أن تفتخر بهن.

 

سوف تتطور المجتمعات بالطريقة التي يحددها تاريخها وظروفها, هذا لا يعني بالضرورة تبني فكرة غربية عن نصرة المرأة أو التوجهات الغربية تجاه ما يعنيه تعريف مجتمع الشواذ “LGBT” (ومن المفترض أن تتبنى المجتمعات إختصارات إضافية بمجرد أن يتبناها الغرب). إن الطريقة الأفضل لقياس التوجهات الثقافية تجاه القضايا الإجتماعية هي الإستماع إلى الأغاني التي يؤلفها كاتبين من ذلك المكان, وقراءة قصص لمؤلفين من ذلك البلد, واستيعاب شعر شعراء تلك الدولة. إذا كان الكثير من أصول الحكم في القرن الحادي والعشرين تدور حول جمع المعلومات الإستخباراتية, إذن قراءة القصائد القديمة لأبو نواس أو الخنساء كطريقة لإلقاء الضوء على موضوعات تشمل الغريزة الجنسية والمرأة في المجتمعات العربية ستكون بمثابة أداة دبلوماسية لا يمكن الإستغناء عنها.

 

توضح بعض الأمثلة الرئيسية الموجودة حالياً في المنطقة قصص النجاح التي يمكن أن يكون لها نتائج عالمية. دار الأوبرا السلطانية في مسقط, عمان, تشهد في الوقت الحالي موسمها الخامس وأعلنت صراحة الدبلوماسية الثقافية واحدة من أهدافها منذ اليوم الأول. بعيداً عن جلب الإنتاجات العالمية التي تلهم النقاشات العالمية حول الإبداع والثقافة إلى العاصمة العمانية, عالجت مبادراتها التعليمية والتي تهدف للتوعية موضوعات تتضمن موسيقى العراق, الأوبرا الإيطالية, و, هذا العام, عرض لثلاثين عاماً من أنشطة أوركسترا السيمفونية العمانية. في السعودية أيضاً, قام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ببناء أول مكتبة عامة غير حكومية في المملكة بدءً بقاعدة بيانات ببليوغرافية لأكثر من 1,2 مليون عنوان موضوع. هذا بالإضافة إلى المبادرات الحيوية التي يرعاها المركز من مناقشة موضوعات تشمل الموسيقى والشعر في العالم الإسلامي وإصلاح أكثر من ألف مخطوطة فارسية وعربية وعثمانية نادرة. نتيجة هذا الحوار الثقافي مفيدة في إحباط رواية الأيدولوجيات المتطرفة عن طريق تثقيف الناس عن ثقافاتهم القائمة وإسكات أصوات الإرهابيين المرتفعة بينما ينتزعون أجندتهم الهدامة.

 

إن الحالة الدولية التي تتمتع بها الإمارات (حيث يعيش أشخاص من أكثر من 202 جنسية) توفر مختبراً واقعياً لإستكشاف التبادل الثقافي والتعلم. في هذا المجتمع المتنوع, مهمة الإتصال بين الثقافات ليست مجرد مسألة مذهلة أو طريقة لبناء الفهم؛ إنها أيضاً عامل محفز لتأسيس المجتمع. في هذه المراكز الثقافية مثل مهرجان أبو ظبي, مركز الفنون في جامعة نيويورك بأبو ظبي, وأوبرا دبي, جلب الفنانون الذين يمثلون أكثر من 60 جنسية أصواتهم إلى الإمارات, بينما شهد غوغنهايم عمل أمناء المتحف في أبو ظبي ونيويورك معاً لتطوير مجموعة لمتحف غوغنهايم أبو ظبي والتي تضم تمثيلاً كبيراً (حوالي 70 في المائة من المجموعة) من فنانين وأعمال غير أوروبية/أمريكية. في نفس الوقت, الإهتمام أيضاً بالعمليات المستقلة مثل سينما عقيل ومعارض السركال أفينيو التي تضم فنانين مستقلين من جميع أنحاء العالم مع التأكيد على الأعمال المحلية والعربية يساعدنا في قياس نبض الأولويات المجتمعية على مستوى القاعدة الشعبية.

 

قد تكون قيمة هذه التجارب المصغرة كاشفة إذا بحثنا تكرارها على نطاق عالمي كطريقة لتبديد التوترات وخفض الصوت في عالم يزداد ترابطاً.

 

الأمر المهم حول قاعات الحفلات, والمتاحف, ودور الأوبرا, والمسارح, والمكتبات هو إنها مُصممة كأماكن للإستماع والتأمل حيث يمكن أن يكتشف الناس المزيد عن بعضهم البعض. نحن نحتاج المزيد من دور الحكمة هذه التي تنير العبقرية الجماعية للبشرية وتوّلد الحوار. إن إلقاء محاضرات على الناس حول كيف ينبغي أن يديروا حياتهم لا تنجح.لكن الحوار الثقافي والدبلوماسية تنجح.

 

يبدو أن البعض في الغرب يريدون العالم بأسره أن يلتزم بنسخة من الدرجة الثانية من كندا أو المعايير الشمالية (غير الموجودة). يبدو هذا مثل الفاشية أكثر من الليبرالية. بدلاً من هذا, دعنا نحتضن ما يجعل هذا الكوكب رائعاً – التنوع المذهل والتعدد الذي لا حصر له.

 

 

ترجمة الحدث

Loading...