يكاد يُجمع أهالي منطقة ام الشرايط في مدينة البيرة، على أن أكثر الأمور إزعاجاً في فصل الصيف، هو الأعراس بسبب تزاحم قاعات الأفراح في منطقتهم التي تصبح بلا منفس نتيجة الاكتظاظ السكاني والأزمات المرورية التي تزداد حدة بعد إغلاق زوار قاعات الأفراح لشوارع الحي.
ففي المربع السكني الواحد نجد ست قاعات للأفراح وهي: صالات أبو كويك، جمعية دير طريف، بدران، القصور، جمعية اللد، وقاعات الاندلس.
ويستطيع الزائر لتلك المنطقة أن يشعر بالضجيج الهائل الذي يخنق الحواس واحدة تلو الأخرى، فكل حفلة زفاف تستضيف ما يقارب 500 ضيف، ليكون المجموع الكلي لهم 3000 نسمة على الأقل، بجانب دخان سياراتهم ، ونفاياتهم.
6 قاعات زفاف تصدح بأغاني الزفاف على اختلافها، لمدة تتجاوز الثلاث ساعات في متوسطها، هذا إن انتهت في المساء ولم تستمر حتى ساعات الصباح الأولى، لتجعل من سكان البلدة يقظين رغماً عنهم.
هذه المعضلة الحقييقية التي جعلت المواطنين في أم الشرايط يعلون أصواتهم اعتراضاً على موسم الزواج الصيفي في ام الشرايط.
منع تجول لسكان منطقة أم الشرايط
محمد (40 عاما) ويسكن في منطقة ام الشرايط يقول لـ"الحدث":" ان هذا الأمر أصبح يشكل محورا أساسيا لتحركاتنا، حيث أصبحنا نحسب أوقات خروجنا من المنزل وعودتنا اعتمادا على حفلات الزفاف".
وأضاف:" يومي الخميس والجمعة يعنيان منع تجول لسكان منطقة أم الشرايط، تفاديا لإغلاق الشوارع المؤدية للمنزل، والتي قد تستمر لساعة أو أكثر نتيجة الزفات، أوأن تغلق بسبب ازدحام السيارات على الشوارع لعدم وجود مواقف مخصصة لذلك".
ويشاركه الرأي المواطن عدنان (30 عاما) الذي يقول:" ان بجانب الأزمات المرورية التي تسببها الحفلات، إلا ان أكثر ما يؤرقني هو صوت الأغاني المرتفع الذي يخرج من صالات الأفراح، الأمر الذي يمنعنا من النوم ظهرا ويمنع أطفالنا من الدراسة بهدوء".
من جهتها تضيف سعاد وهي ام لثلاثة اطفال: "الان افكر أنا وزوجي ان نرحل من منطقة أم الشرايط إذ أصبح الوضع لايطاق حيث الفوضى والازعاج الموجود حاليا بهذه الصورة حتى نهاية الصيف".
نظام الأبنية الجديد: منع صالات الافراح بجانب المناطق السكنية
وينص نظام الأبنية الجديد والذي اعتمد في عام 2011، على منع ترخيص صالات الأفراح بجانب المناطق السكنية، وتمنع المادة 24 من النظام ترخيص البناء إلا في حال حددت مخططات خاصة لمواقف السيارات داخل حدود ارض المشروع.
وتنص المادة 32 على تشكيل لجنة مختصة في حال عدم توفر الامكانيات الفنية والانشائيةـ لتأمين العدد المطلوب لمواقف السيارات وضمها ضمن حدودقطعة الأرض، عن أن لا تقل عدد المواقف المتوفرة عن 70%.
بلدية البيرة: لا نستطيع إزالة ما هو قائم
في الإطار ذاته، يقول مهندس بلدية البيرة يوسف البابا لـ"الحدث": "إن القانون القديم من نظام الأبنية لم يكن يمنع ترخيص قاعات الأفراح في المناطق السكنية، إلا أن النظام تم تعديله في عام 2011 وأصبح يشترط أن تبتعد الصالات عن المناطق السكنية".
وأضاف: "ان النظام اشترط ايضا عدم ترخيص أي بناية إلا في حال توفر مواقف خاصة للمركبات الكفيلة بمنع تشكل الأزمات المرورية".
ويتابع البابا:"ان البلديات لا تستطيع إزالة ما هو قائم على أرض الواقع، علما أن القاعات المقصودة، تم ترخيصها جميعا قبل عام 2011".
فالزيادة الكبيرة في عدد المركبات داخل مدينة رام الله، جعلت المواطنين يلجأون للشوارع لركن مركباتهم، وخاصة في ظل نقص المواقف المخصصة لذلك، حسب ما أكد البابا.
وشدد مهندس بلدية البيرة يوسف البابا على ضرورة أن يتصل المواطنين بالبلدية وشرطة المرور لمخالفة أي شخص يركن مركبته في أماكن غير مخصصة لذلك، ولمخالفة أي مركبة تغلق الشارع لأكثر من 10 دقائق.
الحدث