وجه المستثمر صاحب التأثير القوي، بيل جروس، رسالة محبطة للمستثمرين، يحذرهم من لجوء البنوك المركزية العالمية إلى خيار أخير معروف باسم "المال بالهليكوبتر" لإنعاش الاقتصاد المتراجع.
ونقلت وكالة "سي أن أن" الأمريكية مؤخرا عن جروس، الذي يشغل منصب مدير صندوق في "جانوس" قوله: " إنه يعتقد أن البنوك المركزية العالمية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، ستضطر لإسقاط المال من المروحيات.
وأضاف: "إن البنوك المركزية في الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان، والمملكة المتحدة، لجأت أحياناً بالفعل لذلك، من خلال إطلاق برامج شراء السندات الضخمة المعروفة باسم التيسير الكمي، أو التسهيل الكمي".
من جانب آخر يرى معظم الاقتصاديين أن هذا الخيار غير مرجح، إلا أن جروس يعتقد أنهم يقللون من شأن الملايين من فرص العمل التي من المرجح أن تختفي، بسبب التكنولوجيا الحديثة والاستعاضة عن الإنسان بالروبوتات.
وطلب جروس من السياسيين البدء بالتفكير في "الدخل الأساسي الشامل" أو UBI، وهي فكرة مثيرة للجدل، عبارة عن شبكة أمان اجتماعي جديدة للتعويض عن الخسارة المتوقعة، على المدى الطويل، لفرص العمل بسبب غزو التكنولوجيا.
جروس يعتقد أن الـ UBI سيأتي في العقد المقبل، ويمكن أن يكلف 10 آلاف دولار لكل مواطن.
وبالنظر إلى الآثار الجانبية السلبية لرفع الضرائب، أو إضافة المزيد من الديون، يعتقد جروس أن برنامج الإنفاق الجديد هذا، يجب أن يُدفع عبر "المال بالهليكوبتر".
تجدر الإشارة إلى أن "المال بالهليكوبتر"، مصطلح قُدّم لأول مرة من قبل الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان في عام 1969، وكان جزءا من تجربة فكرية، وليس اقتراحا فعليا، أطلِق عليه هذا الاسم إشارة إلى مشهد تناثر النقود حديثة الطبع من مروحية تصدر طنينا.
ويعتبرالهدف من سياسة إنزال النقود بالهليكوبتر، أو ما أطلق عليه رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بن برنانكي مؤخرا "برنامج مالي ممول بالنقود" (MFFP)، هو ببساطة توزيع نقود مطبوعة حديثا على المستهلكين مباشرة، عن طريق خفض الضرائب على سبيل المثال، وينطوي في جوهره على كتابة البنك المركزي شيكا لوزارة الخزانة لدفع الحوافز، مثل التخفيضات الضريبية.