تتجدد معاناة المواطنين في قطاع غزة بعد امتناع الكثير منهم عن الذهاب لشاطئ البحر لقضاء العطلة الصيفية خلال الموسم الحالي, تخوفاً على حياة أبنائهم نتيجة نقص أعداد المنقذين البحريين والمعدات اللازمة لعملهم, والتي أدت خلال الموسم الماضي إلى ازدياد حالات الغرق.

 

وبحسب دائرة الإنقاذ البحري فقد سجل العام الماضي 1200 حالة غرق غير مميت, ووفاة ثلاثة مصطافين بفعل الدوامات والتيارات المائية .

 

وكانت الطواقم الطبية  التابعة للدفاع المدني قد تمكنت من انتشال أربع حالات غرق من المتنزهين على شاطئ البحر في مدينة خانيونس جنوب قطاع غز ة قبل  أسبوع .

 

ويعتبر شاطئ البحر المتنفس الوحيد لقرابة مليوني نسمة هم عدد أهالي قطاع غزة, في ظل استمرار الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من أحد عشر عاما, إذ يلوذ المواطنون به في ظل الحر الشديد, وانقطاع التيار الكهربائي المستمر .

تخوف وقلق

 

وعبرت المواطنة الأربعينية سهيلة المبحوح (أم لخمسة أبناء من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة) عن استيائها, بسبب رفض زوجها الذي يعمل موظفاً في إحدى المؤسسات الحكومية الذهاب إلى شاطئ البحر خلال الموسم الحالي، بعد سماعه من أحد زملائه في العمل عن وجود نقص كبير في أعداد المنقذين والخوف من تزايد حالات الغرق.

 

وأوضحت المبحوح  أن زوجها قلق على حياتهم ومتخوف من إصابة أحد أبنائه بسوء عند الذهاب إلى البحر لوجود اكتظاظ سكاني على الشاطئ, وعدم قدرة المنقذين على السيطرة على المنطقة بشكل عام, منوهة إلى أنه لا يوجد مكان للترفيه عن أنفسهم سوى شاطئ البحر المتنفس الوحيد لسكان القطاع.

 

أما الثلاثينية أم حسن محيسن من سكان منطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، فامتنعت وعائلتها عن الذهاب لشاطئ البحر للترفيه عن أنفسهم وقضاء الإجازة الصيفية لعدم وجود منقذين في بعض المناطق التي يذهبون إليها.

 

وأشارت إلى أنهم عادة يذهبون لشاطئ بحر النصيرات وأحيانا الشيخ عجلين, ولكن بعد تحذير إدارة الإنقاذ البحري من نقص في عدد المنقذين وبعض المعدات اللازمة لعمليات الانقاذ، ستمتنع عن الذهاب خوفا على أبنائها الأربعة, لافتة إلى أنهم من عشاق البحر وخلال الأعوام السابقة قضوا ثلث أيام الإجازة فيه, لكن هذا الموسم يختلف الأمر ولن يذهبوا إليه.

عجز كبير

 

بدوره أكد مدير دائرة الإنقاذ البحري في جهاز الدفاع المدني يحيى تايه أنهم يواجهون عجزا كبيرا في الموارد البشرية والمادية , حيث وصل عدد المنقذين لهذا الموسم 220 منقذا بحريا، فيما يحتاج طول الشاطئ إلى 400 منقذ, كما يتوفر 100 طوافة والاحتياج يصل إلى 230 طوافة, الأمر الذي يشكل خطراً على حياة المواطنين، ويزيد العبء على المنقذين .

 

وأوضح تايه  أنهم خلال شهر ابريل الماضي قاموا بتوزيع المنقذين الذي يعملون لديهم على 100 نقطة إنقاذ على شاطئ البحر, بالرغم من عدم كفاية العدد لأن نقطة الانقاذ الواحدة تحتاج إلى 4 منقذين يتناوبون ما بين الصباح والمساء, لافتا إلى أنه تم تقديم طلب لوزارة العمل لزيادة الامكانيات والعمل بنظام " البطالة " لكن لم يتم الموافقة حتى الآن .

 

وبين أنه يوجد أيضا نقص بالمعدات الخاصة بالمنقذين كالصافرة والحسكة والطوافة, وأن المتوفر لدى الدائرة هو ثلث الكمية المطلوبة من هذه المعدات, مشيراً إلى أنهم تواصلوا مع الكثير من الجهات المعنية لمطالبتهم بتوفير الاحتياجات اللازمة ولكن لم يتم توفيرها حتى الآن .

 

وأكد أنه حفاظا على سلامة المواطنين، قامت الدائرة بعمل خطة طوارئ للإنقاذ البحري الموسم الماضي، تتضمن تغطية 55% من نقاط الإنقاذ المهمة وترك 45% دون تغطية مع كتابة بعض اليافطات والبوسترات بعدم توفر منقذين في هذه المنطقة، معرباً عن أمله في أن لا تلجأ إليها دائرة الانقاذ هذا الموسم لأنها تعمل على تكدس المصطافين في منطقة معينة، وبالتالي تجهد  المنقذ أكثر من اللازم حيث يقوم بتأدية واجبه على أكمل وجه.

 

ودعا المواطنين، إلى ضرورة إتباع إرشادات المنقذين المتواجدين على شاطئ البحر هذا الموسم للمحافظة على سلامتهم وعدم تعرضهم للغرق, كذلك عدم السباحة قبل الساعة الثامنة صباحا وبعد الثامنة مساء لانتهاء دوام المنقذين وعدم وجودهم على شاطئ البحر, وأيضا السباحة بالقرب من نقاط الإنقاذ .

 

 

 

الاستقلال