سنوات عديدة قضوها معا في مطابخ السجون يطهون الطعام لزملائهم الأسرى وعندما ابصرا نور الحرية قررا إكمال المشوار واتخذا من قدرتهم على الطبخ مصدرا للرزق، و من حافلة تسير بالطاقة الشمسية جعلا مطعما متنقلا أُولئِك هم الأسيران خلدون البرغوثي وعبد الرحمن البيبي، رفقاء الزنزانة والحرية.

الاسيران المحرران خلدون البرغوثي 43 عاما من بلدة كوبر قضاء رام الله قضى في سجون الاحتلال 8 سنوات وشريكه عبد الرحمن البيبي سكان مدينة رام الله لاجئ من يافا.

يقول المحرر البرغوثي :" فكرة الحافلة جاءت من كرهنا للتواجد في غرف مغلقة بعد قضائنا لسنوات عديدة داخل الزنازين.. لوّنا الباص بألوان الفرح والربيع سئمنا اللون البني ومشتقاته التي رافقتنا طيلة فترة الأسر".

تجهيز الحافلة استغرق 3 شهور وجهد كبير تنقلا بين المؤسسات ذات العلاقة لإستصدار التراخيص الخاصة به.

يقول البرغوثي:" الجميع تعاون معنا.. تلقينا انا وشريكي دورة للتعامل مع الحافلة فنيا للمشي على الطريق، ونحن الأن بانتظار بلدية رام الله والبيرة لإعطائنا ترخيص "مطعم متنقل" وهو الاول من نوعه في فلسطين بالطاقة الشمسية".

الاقبال على مأكولاتنا كان ايجابيا ومشجعا جدا، الآن نلبي طلبات مؤسسات بعد ان حظيت مأكولاتنا على استحسان المواطنين، نرافق زبائننا في رحلاتهم أحيانا.. الدخل جيد وأدعو الجميع الى خلع "البدل" والتوجه الى السوق المليئ بالفرص بعيدا عن المكاتب المغلقة.. يضيف البرغوثي

المحرران البرغوثي والبيبي يحملان شهادات جامعية ولكن لا يريدان الاصطفاف في طوابير العاطلين عن العمل.

يقول المحرر البيبي نقدم أنواع مختلفة من الوجبات مثل "مكس جريل، مسحب، همبرغر" بأسعار أرخص من السوق كون عدد عمالنا قليل، نلبي احتياجات المصانع والعمال الذين أصبحوا زبائن دائمين لجودة منتجاتنا وأسعارها المناسبة.

يعمل الشريكان خلدون وعبد الرحمن بنظام "الشفتات" في حافلة تجوب شوراع مدينة رام الله وبيتونيا.
  
تحرر البرغوثي من السجون قبل خمسة أشهر أما البيبي فرأى النور قبله بثلاثة أشهر و منذ شهر فقط بدأ الرفيقان بتطبيق حلم تبلور في غرفة مظلمة وراء قضبان سجن عوفر.

يتابع البرغوثي: "ساعدنا السجن في معرفة أنواع مختلفة وثقافات متنوعة في تناول الطعام.. فعلى سبيل المثال فلسطينيو الشمال يفضلون الطعام النباتي عن "الدسم" وسكان الجنوب عكسهم تماما... أما مدينة رام الله فتتميز بوجود العديد من العائلات من جميع المناطق فلذلك نصنع طعاما متنوعا".

فكرة استخدام الواح الطاقة الشمسية جاءت من "شمس الحرية" التي لطالما انتظرنا رؤيتها طويلا انا وخلدون حصلنا على الألواح من شركة فلسطينية وفرتها لنا. يشير البيبي

هذا الشهر سيبدأ الشريكان بسداد أول دفعة من القرض من دخل المطعم ولسان حالهم يقول:"الاحتلال يستطيع سجن أجسادنا ولكن أرواحنا وعقولنا وأفكارنا حرة قادرة على الإبداع".

راية نيوز