تتزين الفتيات في بلغاريا أن يشاركن في سوق العرائس، حيث تقوم الأسر الفقيرة بالتخطيط لزيجات بسعر مناسب لأبنائهم. ففي سوق العرائس ترتدي العرائس ملابس مثيرة و إكسسوارات و يضعن الماسكارا و يلبسن أحذية بكعب عالي، ليعجب بهن الرجال و يختارون من بينهن زوجات بتكلفة مناسبة.
تقول الأسطورة الغريبة أن احد القديسين ارتدى 7 أثواب و ركب صهوة جواد أبيض معلنا عن حلول فصل الربيع. و بقي هذا اليوم منذ وقت طويل مناسبة لتجمع الشباب والشابات الغير المتزوجين في القرى للتنزه و الاستمتاع بالمراجيح مرحبين بفصل الربيع و في نفس الوقت يبحثون عن شريك الحياة.
تجمع الفتيات
تتجمع العائلات البدوية في مدينة ستارا زاكورة في بلغاريا و هو جزء من المجتمع الغجري الذي يصل عددهم إلى 18000 أسرة من الروما المعروفين باسك “كالايدزي” في أربع مناسبات في العام، في الأعياد الدينية في كل من فصل الربيع و الصيف. حيث يرقص الشباب مع الفتيات المقبلات على الزواج في تلك المناسبة، التي تضرب بعرض الحائط قيم المجتمع المحافظ، الذي لا يقبل بإختلاط الجنسين، و هم من أبرز العائلات التي تعمل في مجال النحاس و الحديد.
تتجمع العشرات من شابات “روما” و هو الإسم الذي يطلقه البلغار على الغجر، كل سنة للقاء العريس المستقبلي، بعد أن يتزينن و يضعن المجوهرات و الكثير من المكياج لجذب عدد كبير من الشباب للفوز بالمهر الأكبر. و يعد هذا الحدث فرصة للأسر الفقيرة من أجل العثور على زيجات “مفيدة ماديا” لبناتهن أو أبنائهن.
طقوس الإحتفال
أما الصور التي يتم التقاطها فهي تدخل دائما ضمن التقارير التقليدية و الثقافية للشعوب القديمة. المنظر في “سوق العرائس” مشهد سريالي للغاية، فتجد هنا و هناك فتيات بابتسامات عريضة تظهر منها أسنانهن الذهبية و الكيلوغرامات من الماسكارا و أحمر الشفاه و المجوهرات الكثيرة البراقة. أما الشبان فيبقون في سياراتهم كما لو كانوا صيادين ينتظرون العثور على فريستهم.
و تنتمي أغلب هذه الأسر إلى الديانة المسيحية الأرثوذكسية، و في غالب الأحيان تمنعن الفتيات فيهم من إكمال دراستهم بعد سن الخامسة عشر، و ذلك لظنهم أنها الطريقة المناسبة للحفاظ على سلامتم و إبعادهن عن الفتن.
بداية الإحتفال
ينظم المهرجان في أول يوم سبت بعد حلول عيد الفصح و يبدأ مهرجان الزواج الذي يقام في حقل زراعي في قرية موغيلا، بعزف الموسيقى الغجرية التقليدية التي تصدح بها مكبرات الصوت المنصوبة في السيارات الموجودة في وسط الحقل. و يتميز الإحتفال بالكثير من الموسيقى و الرقص خاصة عندما تصعد الفتيات على أسقف السيارات فيسبحن على مرأى من طرف كل الراغبين في الزواج. و في حالة ما تم توقيع عقد البيع فإن الزواج يتم بشكل سريع، حتى أنه من الممكن أحيانا أن يكون في نفس اليوم. و قد تجمع في الإحتفال لهذه السنة نحو 2000 شخص جاؤوا من مختلف مدن جنوب بلغاريا.
مفاوضات ما بعد الإختيار
في حالة ما عثرت العروس على عريسها المحتمل، تبدأ المفاوضات للوصول إلى سعر المهر المناسب، حسب قدرات الشاب المادية المتواضعة و قيمة الفتاة المادية. علما أن ثمن المهر انخفض في السنوات الأخيرة بسبب تفشي البطالة في بلغاريا كما أن احتفالات الزفاف أصبحت أكثر تواضعا. يذكر أن كلفة العروس تبلغ ما بين 3000 و 6000 دولار، إضافة إلى أن القيم قابلة للتفاوض مع آباء الفتيات. لكن مازالت الأسعار مرتفعة بالنسبة للفتيات الأكثر جمالا و التي يتنافس عليها عدد من الخاطبين الذي يرغبون بها و يصل إلى عدة آلاف يورو. من جهة أخرى يمكن للعريس أن يسترجع العروس في حال ثبت أنها ليست عذراء. أما النساء المتزوجات سابقا في المهرجان سيصنعن المخبوزات لتناولها مع الحموات بعد تحية الإحترام التي يقدمنها.
وكالات