مهنٌ بغزة تضع أصحابها على القائمة السوداء!
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(%)   AIG: 0.18(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(0.43%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(0.75%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.45(2.68%)   BPC: 3.70(2.63%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(1.72%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(0.00%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70( %)   NIC: 3.05( %)   NSC: 2.95(3.91%)   OOREDOO: 0.76(1.33%)   PADICO: 1.03(0.98%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.03(0.96%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95(0.00%)   TNB: 1.20(2.44%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 10 أيار 2016

مهنٌ بغزة تضع أصحابها على القائمة السوداء!

ينظر الكثير من أفراد المجتمع إلى مهنة  « البائع المتجول « و «عامل النظافة « و» الآذن « وغيرها من المهن البسيطة، نظرة دونية تحمل معنى السخرية والاحتقار في بعض الأحيان، الأمر الذي يؤثر سلباً على نفسية هؤلاء العاملين وأبنائهم،  ويجعلهم يشعرون بالدونية رغم أهمية هذه المهن في المجتمع. ويعاني أصحاب هذه المهن في المجتمع الغزي، من ظلم وتهميش مستمر بالرغم من الخدمات الكبيرة التي يؤدونها، حيث يعتبر البعض أن هذه المهن غير لائقة يضرب بها المثل بالدونية المجتمعية التي تحط من قيمة وشأن العامل وتهين كرامته.

 

 

الشاب خالد مقداد ( 25 عاما ) خريج قسم الصحافة والإعلام من جامعة الأقصى، أصيب بخيبة أمل ونوع من الإحباط والعصبية الشديدة، بعد رفض أهل الفتاة التي تقدم لخطبتها قبل فترة وجيزة لتزويجه، وذلك لأن سبب الرفض كان مهنة والده الذي يعمل " بائعاً متجولاً " على عربة كعك في شوارع المنطقة التي يقطن بها.

سخرية واستهزاء

 

وأوضح مقداد لـ "الاستقلال": أنه تقدم لخطبة فتاة كانت تدرس معه في نفس الجامعة والتخصص أكثر من مرة، وفي كل مرة يأتي الرد على طلبه بالرفض دون إبداء أسباب، رغم أنه أوضح لوالدها أنه بإمكانه توفير كافة متطلبات الزواج من شقة وعفش ومهر وشبكة ولكن دون جدوى، حيث جاء الرد النهائي بأن مهنة والده هي العائق أمام زواجه من الفتاة، وخاصة أن أهلها يعيشون في مستوى اجتماعي رفيع.

 

وقال مقداد: "بالرغم من أني أتمنى الارتباط بهذه الفتاة، وكنت على استعداد توفير كافة متطلباتها، الا أن شرطهم بترك والدي لعمله لم يجعلني أتمسك بها، ولن أتخلى عن والدي وأهلي مهما كانت النتائج، وخاصة أن هذه المهنة هي التي أدخلتني وكافة أخواتي الجامعة وصرفت علينا ولبت كافة احتياجاتنا وجعلتنا نحمل شهادات جامعية"، مستغرباً من أنه يوجد في الوقت الحاضر عائلات تفكر بهذه الطريقة.

 

ولم يختلف حال الطفل يوسف الجبيري ( 12 عاما ) في الصف السادس الابتدائي من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة كثيرا عن سابقه, فهو لا يقبل التحدث عن عائلته مع أصدقائه وعن والده بشكل خاص والذي يعمل " عامل نظافة " في المنطقة التي يقطن بها, بسبب السخرية والاستهزاء الذي يسمعه من بعض الطلاب في صفه.

 

وبين الجبيري، أنه عندما يكون أصدقائه في الصف جالسين مع بعضهم وقت الفسحة المدرسية لا يجلس معهم, بل يقضيها في الفصل, أو يكون جالسا في مكان ما لوحده, لأنه لا يريد أن يسمع كلاماً لا يقبله من هذا وذاك, خاصة وأن منهم من عائلاتهم من الطبقة العالية في المجتمع.

احترام متبادل

 

أما محمد سالم ( 33 عاما ) وهو أب لأربعة أبناء يعمل آذناً في إحدى المؤسسات الخاصة في مدينة غزة, أوضح أن المعاملة التي يتلقاها من الموظفين الموجودين داخل المؤسسة ممتازة, لأنهم يعاملونه كأخ موجود معهم وكباقي الموظفين, بغض النظر عن وظيفته.

 

وأشار إلى مدى الاحترام والمحبة الذين يحظى بهما من العاملين في المؤسسة، وعند احتياجه لأي مساعدة لا يتردد باللجوء إليهم وحتى مديره في المؤسسة, مبيناً أنه في أحد الأيام طرح فيما بينهم موضوع النقاش عن العمل في هذه المهن فكان اجماع فيما بينهم على أنها مهن شريفة تكمل المهن الموجودة في المجتمع وهذا ما شجعه على زيادة ثقته بنفسه.

نظرة سلبية

 

الأخصائي النفسي محمد مسمح، أكد أن السخرية ونظرة المجتمع السلبية لهذه المهن مشكلة متفاوتة, خاصة أن مجتمعنا الفلسطيني يعاني من ظروف استثنائية كالاحتلال والحروب والحزبية, وبالتالي قسم الأفراد في المجتمع إلى مسؤول وعامل مهمش, لتكون الامتيازات هي للمسؤول أما عدا ذلك فحقوقهم ضائعة .

 

وأوضح مسمح أن الأفراد في المجتمع يصورون أصحاب المهن البسيطة كعامل النظافة, والبائع المتجول والآذن والنجار والحداد وغيرهم، انهم أشخاص لباسهم رديء ومهتري وفقير, ليس لديهم أي حقوق في هذا المجتمع, لافتا إلى أن كل هذه التصورات السلبية ليس لها أساس من الصحة فكل عامل لديه حياته الخاصة وقد يكون صاحب مستوى اجتماعي متوسط وذا هندام مرتب، وقد يكون من أصحاب الشهادات العليا ولكن ظروف العمل وقلة الوظائف أجبرته على العمل في هذه المهن والتي تعتبر مكملة لباقي المهن في المجتمع.

 

وبين أنه إذا تعامل المجتمع مع أصحاب هذه المهن بسخرية واستهزاء و رفض اجتماعي، فإن ذلك سوف يؤثر تأثيرا سلبيا على نفسيتهم وتزيد عندهم حدة المزاج والعصبية والعدوانية الداخلية, ومن ثم يشعر أبناؤهم بالدونية النفسية التي تجعلهم يتجنبون أية أحاديث مع أقرانهم .

 

وبين أن للإعلام والمؤسسات التعليمية دوراً كبيراً في التأثير الإيجابي، وتعزيز فكرة أن هذه المهن البسيطة ليست للفاشلين دراسيا, بل هي مهن ضرورية يحتاجها أفراد المجتمع لتلبية رغباتهم وقضاء بعض حوائجهم, وأنها تكمل باقي المهن في المجتمع.

 

ونصح بضرورة أن يخفف الأفراد من تهميشهم لهذه المهن البسيطة, وعليهم احترام أصحابها ومنحهم الثقة العالية والمكانة المرموقة في المجتمع, ففي الدول الأخرى يتم إعطاؤهم رواتب عالية وهذا دليل التقدير والمحبة لهم, كما أنه يتوجب على أصحاب هذه المهن أن يثقوا بأنفسهم وبمهنتهم وأن لا يخضعوا لأي تأثيرات خارجية.

 

 

 

نقلا عن الاستقلال

Loading...