يشتكي مربو الدواجن من قلة الإمكانات المتاحة لديهم لمواجهة موجات الحر التي بدأ تضرب قطاع غزة مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدين أن مزارع القطاع تفتقر للإمكانات المتقدمة كما في الدول المجاورة.

وأوضح عدد من المزارعين أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة هو المتسبب الأبرز لعدم قدرة أصحاب المزارع على مواجهة موجات الحر، وصعوبة إيجاد البديل عنها في القطاع.

المزارع عبد الباسط السوافيري، يمتلك 10 مزارع لتربية الدواجن، بيَّن أنه بدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة التي يمكن أن تجنبه أو تقلل من الخسائر التي يمكن أن تلحق بسبب ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام.

وقال السوافيري لصحيفة "فلسطين": "وصلتني رسالة من وزارة الزارعة تحذر من الأضرار التي يمكن أن يسببها ارتفاع الحرارة، ولذلك بدأت بإعطاء الدواجن فيتامين سي وتبريد المزرعة من خلال رش سطحها بالمياه وغيرها من الإجراءات".

وأضاف السوافيري: إن "المشكلة التي تواجه مزارع القطاع أنها بدائية بسبب قلة الإمكانات المتوفرة لأصحابها، لذلك تكون سبلهم في مواجهة مشاكل ارتفاع الحرارة أو انخفاضها بسيطة حسب ما يتوفر لهم من مواد".

وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة زاد من خسائر أصحاب المزارع خاصة في أوقات الأزمات، لافتًا إلى أنه في ظل هذه المشكلة يتعذر على المزارعين توفير المياه بشكل طبيعي وصعوبة تشغيل ماتور المياه لعملية تبريد المزارع.

من جهته، أكد المزارع حسن رياطي أن الإجراءات التي يمكن العمل بها وفق نصائح وزارة الزراعة؛ هي إجراءات بسيطة لا تقارن بحجم الخسائر التي يتكبدها أصحاب المزارع بسبب تقلبات الطقس بين الحر والبرودة.

وقال رياطي لصحيفة "فلسطين": إن "عدم توفر الإمكانات الحديثة للتعامل مع موجة الحر لأصحاب المزارع يجعلهم يقفون عاجزين عن عمل أي شيء، فالمَزارع بدائية عبارة عن حمامات بلاستيكية من النايلون".

وأضاف: "بعض الإجراءات المتبعة في غزة قد تعطي رد فعل عكسيًّا وأضرارًا على الدواجن مثل رش المزرعة وسطحها بالمياه فبعد أيام يمكن أن يصاب الدجاج بالرشح ومن ثم النفوق".

وأوضح رياطي أنه من الصعب توفير أجواء باردة عبر مراوح أو مكيفات بسبب أزمة الكهرباء المستمرة في القطاع، وتردي الوضع الاقتصادي لأصحاب هذه المزارع التي تُمكنهم من مواجهة هذه المشكلة.
 

تحذيرات واحتياطات

مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة م. طاهر أبو حمد، دعا أصحاب مزارع الدجاج اللاحم في قطاع غزة، إلى ضرورة أحذ الحيطة والحذر خلال هذه الأيام تخوفًا من الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة.

وقال أبو حمد، لصحيفة "فلسطين": إن ما يزيد على 2000 مزرعة دجاج في قطاع غزة تعمل وفق النظام المفتوح الذي يتأثر بشكل كبير في ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، مشددًا على ضرورة أن يعمل أصحاب المزارع بالنصائح التي وجهتها الوزارة لهم.

وأضاف أبو حمد: "أهم هذه النصائح التي ندعو أصحاب المزارع للالتزام بها هي: رش أسطح المزرعة وما حولها بالمياه، إضافة فيتامين سي لطعام الدواجن لأنه يخفف درجات الحرارة، تقليل كثافة الطيور داخل المزرعة وعدم التغذية في أوقات شديدة الحرارة وخاصة وقت الظهيرة".

وأكد أن "الأخذ بهذه النصائح كخطوة استباقية يمنع حدوث الكوارث ويُبعد شبح النفوق بنسب عالية بين الدواجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقعة"، مشيرًا إلى أن "قطاع الدواجن كبير وتوليه وزارة الزراعة اهتمامًا كبيرًا منعًا لتكبده الخسائر".

وأشار أبو حمد إلى أن الوزارة أرسلت ما يزيد على 2000 رسالة إلى أصحاب المزارع تحثهم فيها إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة المتوقع، كما أن الوزارة قامت بالعديد من الزيارات الميدانية لمواقع المزارع، ونشرات على موقع الوزارة الإلكتروني نشرات إرشادية بأهم الإجراءات التي يجب على المزارع اتخاذها في حال حدوث ارتفاع في درجات الحرارة.

صحيفة فلسطين