رام الله- الرقمي- حسناء الرنتيسي- على سواعدهم تنهض البدايات.. وفي عيونهم يشق الأمل طريقه نحو المستقبل، تلك الاجساد الصغيرة نعدها لتكون لبنة مستقبلنا وحضارتنا. من هذا المنطلق تنبهت جمعية عطاء فلسطين -من باب نشاطها الثقافي- لأهمية تعزيز النمو الفكري لهؤلاء الاطفال، برفدهم بما يعزز طاقاتهم الفكرية بالقراءة التي تثري خيالهم، وتحفز ابداعهم وترفع مستواهم العلمي والفكري والاجتماعي والروحي والاخلاقي، بما يكسب هذه المشاريع الصغيرة الثقة والقوة اللازمة للنمو ومواجهة تحديات الحياة والمستقبل المشرق.

المكتبات هي البداية

تطبيق "اسمع واقرأ" ولد من رحم هذه الفكرة، التي اطلقتها الجمعية وأخذت على عاتقها نشرها في كافة المناطق المهمشة، والتي يغيب فيها الاهتمام ببراعم المستقبل.

رجاء ابو غزالة شعث رائدة هذه الفكرة، تقول "اطلقت جمعيتنا برنامجا ثقافيا ثابتا عام 2005 في قطاع غزة، بسبب خصوصية القطاع وما يتعرض له الأطفال فيه من عوامل ايذاء نفسي خلقتها الأ جواء السياسية والحروب، بدأت الفكرة بانشاء مكتبات نموذجية للأطفال مجهزة بكافة اللوازم الثقافية والترفيهية العصرية والتي تحاكي حاجة هؤلاء الاطفال، حيث كنا نزور المؤسسات والمشافي ومراكز الايواء للالتقاء بهؤلاء الاطفال، والمكان الذي كنا نشعر فيه بحاجتهم لمكتبة كنا نعد المقر المناسب للمكتبة ونجهزه بكافة اللوازم من كتب وأشرطة فيديو هادفة وأجهزة عرض .. الخ".

الجمعية انشأت 23 مكتبة في قطاع غزة، بالإضافة إلى انشاء 4 مكتبات في قرى الضفة هي: نعلين وقبية ورمانة وقطنة، وفي القدس 4 مكتبات. وأشارت إلى الجمعية تعكف على توسيع رقعة انتشار المكتبات في المناطق المهمشة والمحاذية للجدار في الضفة، حيث سيتم خلال الشهر القادم انشاء مكتبات في قرية بيت عنان وفي العيزرية وغيرها من القرى التي تدرس حاجتها الجمعية لهذه المكتبات.

مصدر هذه الكتب كما تشير شعث يأتي على شقين، جزء منها مصدره من دار الفتى العربي التي اغلقت منذ سنوات، وتم احضار كتبها من مخازن الاردن للجمعية، وهي كتب نادرة ذات محتوى متقدم. وفي الشق الآخر تقوم الجمعية بعمل قائمة بأهم الكتب التي تصدر حديثا وتقوم بشرائها من المكتبات كدار الشروق ومكتبة اليازجي وغيرها لتقوم بتوزيعها على المكتبات.

من الكتاب لتطبيق إلكتروني

تنبهت الجمعية لضرورة تشجيع القراءة للاطفال في ظل انتشار أجهزة الهواتف الذكية، فركزت اهتمامها على نقل الفكرة للعالم اجمع عبر هذه التقنية، حتى تصبح متاحة بشكل عصري جديد وبشمولية تغطي انحاء العالم، وبالتالي كان هذا التطبيق هو الاول في فلسطين بهذه الميزة.

ومن هنا ظهرت فكرة تطبيق "اسمع واقرأ" لمواكبة التطور التكنولوجي في العالم، وتم اعداد هذا التطبيق بدعم من بنك فلسطين، وبتنفيذ شركة انترتك، حيث يمكن لأصحاب الهواتف الذكية بنظام اندرويد ونظام ابل الحصول على التطبيق مجانا في فلسطين.

ويضم التطبيق خمسين قصة تم تسجيلها بالتعاون مع الاذاعات المحلية -كراية ونساء اف ام وموطني وهنا القدس- لايصالها بطريقة سلسة وبسيطة، وتقوم الفكرة على مواكبة النص المقروء مع الصورة بنفس الفيديو وبالتوازي، فالطفل الذي لا يستطيع قراءة العربية بشكل جيد يمكن متابعة القصة نصا وصورة، كما أن القصص مسرودة بأصوات محترفين وتم إضافة مؤثرات صوتية تخدم فهم الطفل وتفاعله مع القصة.

اما اختيار هذه القصص فتقول شعث إن لجنة من المثقفين قدموا المعونة باختيار القصص المناسبة والمفيدة، وتم تقسيم القصص الى ثلاث مجموعات، الاولى للاطفال من سن 3-6 سنوات، والتي تركز على الحروف العربية والانجليزية والاشكال الهندسية وغيره من المحتوى المهم لهذه المرحلة. ومرحلة الاطفال من 6-9 سنوات، والمرحلة الاخيرة للاطفال من عمر 9-12 سنة.

مجاني لفلسطين ومقابل 9دولارات لخارجها

وأشارت  شعث إلى أن هذا التطبيق يوزع مجانا في فلسطين بهدف دعم ثقافة اطفالنا، بينما يتم الحصول عليه في دول العالم الاخرى مقابل 9 دولارات، وهذا المبلغ رمزي جدا اذا ما قسم على 50 قصة في التطبيق، ويتم دفعها لمرة واحدة ويمكن الاحتفاظ بالتطبيق وتحديثه دون دفع مبلغ إضافي، ويعتبر هذا المبلغ البسيط مساهمة في دعم مكتبات اطفال فلسطين، حيث يتم جمع هذه المبالغ لصالح أنشطة الجمعية الثقافية من شراء الكتب وتجهيز المكتبات النموذجية للاطفال ودعم نشاطات التفريغ النفسي للاطفال وخاصة في مناطق الاحتكاك مع جيش الاحتلال ولضحايا الحروب والذين تصيبهم الامراض والعادات النفسية السيئة بسبب تأثير الحروب والصدام مع جيش الاحتلال.

وإلى جانب المكتبات والتطبيق الالكتروني يوجد عائلتان بأزياء مخصصة احضرت خصيصا لهم من الخارج، هؤلاء المتطوعون في الضفة يحملون لقب فرقة الغزلان وفي غزة يحملون اسم عائلة كريمة، تقوم هذه الفرق من المتطوعين بعقد المسرحيات والنشاطات الترفيهية للاطفال في هذه المناطق، حيث يتم عرض المسرحية ومن ثم نقاشها وتحليلها مع الأطفال، ويتم تدريب المتطوعين في مراكز نفسية لتعليمهم كيفية التعامل مع الاطفال وتخفيف آثار الحرب النفسية عليهم