كشفت نتائج تقرير "المسافرون الحلال 2016"، الذي أجرته شركة الأبحاث Context Consulting بالتعاون مع "أماديوس"، عن توقعات بأن تبلغ أعداد "المسافرين الحلال" 150 مليون بحلول العام 2020، ممن سينفقون ما يقدر بنحو 200 مليار دولار أميركي خلال سفرهم.
ويقدم التقرير معلومات حول المتطلبات الحالية والتوقعات المستقبلية لهذه الفئة من المسافرين، التي تحظى بأهمية متنامية حول العالم.
وكما كشفت الدراسة عن ثلاثة مواضيع رئيسية تعتبر من محفزات السفر وهي: التجارب الثقافية، متطلبات السكن، والتفضيلات المتعلقة بالأنشطة.
ويخطط المسافرون الحلال رحلاتهم من أجل "زيادة العائدات على الاستثمار الثقافي"، فعادة ما يعتمد المسافرون الحلال أسلوباً فائق الدقة في تخطيط كافة تفاصيل رحلاتهم.
ويرغب المسافرون الحلال باختيار مكان إقامة "حلال" يمنحهم الحرية والراحة، حيث تفشل الكثير من الفنادق اليوم في تلبية حاجة هؤلاء المسافرين فيما يخص الصلاة والطعام، إذ يجب على الفنادق والمنتجعات أن تدعم توفير أجواء متوافقة مع الخلفية الثقافية للمسافرين.
تعتبر الخيارات المحدودة في الطعام مشكلة بالنسبة للمسافرين "الحلال"، فهم يريدون بدائل لتناول الطعام، والبعض منهم يبحث عن نوعية عالية، أو حتى خيارات خاصة بالذواقة، في حين يرغب آخرون في أن تتاح لهم الفرصة لاختبار المطبخ المحلي بطريقة حلال.
وباعتبار أن المسافرين "الحلال" كثيراً ما يكونون من منطقة الشرق الأوسط، فقد تم إيلاء أهمية هناك للتفاعل البشري، وتلعب وكالات السفر ومشغلو الرحلات، والاستشاريون دوراً أساسياً في دعم تخطيط السفر. ويجب فهم دوافع المسافرين الحلال واعتباراتهم، للتمكن من ابتكار حزمة السفر المناسبة، ويكتسب هذا الأمر أهمية أكبر عند تخطيط رحلات معقدة ومتعدّدة الوجهات.
وهناك توجّه واضح نحو حجز جميع الرحلات والجولات وأماكن الإقامة مقدماً، حيث أن العائلات والمجموعات لا ترغب إجمالاً في القيام برحلات غير مضمونة وموثوقة.
وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن قطاع السفر "الحلال" قد وصل إلى قيمة تعادل 145 مليار دولار أميركي في العام 2014، وهو من أسرع قطاعات السفر نمواً في العالم، حيث بلغت نسبة النمو فيه 4.8% مقابل 3.8% لمجمل قطاع السفر.
وقد أعطى النمو الاقتصادي في العالم الإسلامي دفعة للمستهلكين المسلمين، والذين يتميزون بأنهم في المتوسط؛ صغار في السن، ومتعلّمون، ويمتلكون موارد للدخل أكبر، ما أتاح زيادة في الميل لديهم نحو السفر العالمي والعطلات.
وفي هذا الشأن قال أنطوان مدوّر، نائب رئيس "أماديوس" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "يعتبر المسافرون الحلال شريحة سكانية تقدم فرصاً كبيرة. وهم عبارة عن مجموعة من العائلات أو الأفراد الذين لديهم متطلبات معينة من مزودي خدمات السفر والوجهات التي يزورونها، وبعضهم يسهل كسبهم دون الحاجة لأي استثمارات كبيرة".
وأضاف: "تغطي دراسة ’المسافرين الحلال 2016' التي نقدمها بعض المجالات الرئيسية التي يمكن للقطاع العمل عليها فيما يخص هذه الفئة، وبعض العروض الإضافية التي تساهم في تحسين رضا العملاء، وبالتالي تزيد من مستويات الإنفاق".
العربية نت