وم الثلاثاء، 26 أبريل (نيسان)، تسّربت 1.4 جيجا بايت من ملفات، تحتوي على معلومات سرية وحساسة، تتضمن أسماء عملاء لبنك قطر الوطني (QNB )، وأرقام هواتفهم وكلمات مرورهم البنكية؛ لتُصبح تلك البيانات مُتاحة على الإنترنت مع انتشار سريع لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تحقيقات يُجريها البنك حول تلك التسريبات «المزعومة».
كشف التسريبات موقع جلوبال فايل، قبل إزالتها بعد وقت قصير من نشرها، دون إبداء أسباب واضحة. وتضمنت التسريبات التي وُصفت بأنها «واحدة من أكبر اختراقات البيانات في قطر»، بيانات لأفراد من الأسرة المالكة في قطر وصحافيين لشبكة الجزيرة، وعملاء لوكالات استخبارات قطرية وإنجليزية وفرنسية وبولندية، وكذا عائلة يوسف القرضاوي. ويشير خبراء أمن الإنترنت إلى إمكانية أن يتأثر قرابة 400 ألف من عملاء البنك، بهذه التسريبات. وتشكلت التسريبات على هيئة تسعة مجلدات أساسية.
1- الجزيرة
ويتضمن المجلد 29 ملفًا مُنفصلًا للعاملين بشبكة الجزيرة، بالإضافة إلى ملف «إكسيل»، يحتوي على بيانات 1200 شخص ومنظمة. ويتضمن بيانات مصرفية لأُناس لهم علاقة بشبكة الجزيرة، منهم ما صنفته الوثائق تحت عنوان «جواسيس».
2- القرضاوي
من بين أسماء العملاء الذين سُرّبت بيانات لهم، كان يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وابنتيه أسماء وسهام، وذلك في مجلد أفردته التسريبات له.
3- آل ثاني
جاء هذا المجلد تحت اسم العائلة الحاكمة في قطر. ويتضمن تفاصيل وبيانات مصرفية، لعدد من الأشخاص المرتبطين على ما يبدو بالعائلة الحاكمة، فيما في ذلك المستفيدين من مدفوعات العائلة.
4- البنوك والشركات
يحتوي هذا المجلد على التفاصيل المصرفية لعدد من المؤسسات المالية الكبيرة، بالأخص تلك التي تتخد من الولايات المُتحدة الأمريكية مقرًا لها.
5- وزارة الدفاع
يحتوي هذا المجلد على بيانات حسابات مصرفية لعاملين في وزارة الدفاع القطرية.
6- الحكومة الأمريكية
يحتوي هذا المجلد على بيانات موظف يعمل لدى الحكومة الأمريكية.
7- المخابرات
يحتوي هذا المُجلد على قائمة تتعدى 500 حساب، بما في ذلك حسابات لشركات غير قطرية وشخصيات أجنبية.
8-الشرطة والأمن
يحتوي ذلك المجلد على قائمة من الحسابات المصرفية المرتبطة بشركات الأمن.
9-التجسس والمخابرات
يحتوي هذا المُجلد على ملفات لأشخاص صُنفوا تحت مُسمى «جاسوس الدفاع». وتضمنت بيانات لقطريين وأمريكيين وبريطانيين وفرنسيين. وشمل هذا المجلد حسابات لبعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي. واحتوى أحد الملفات على سيرة ذاتية لشخص يعمل لدى الأمم المتحدة.
في أول رد فعل لبنك قطر الوطني، قال في بيان صحافي نشره على موقعه الرسمي عبر الإنترنت، إنّه «بالإشارة إلى تكهنات مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالخرق المزعوم لبيانات العملاء، فإنه من سياسة البنك عدم التعليق على أنباء متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وأكد البنك عدم وقوع أي تأثيرات مالية على عملائه، مُؤكدًا أنه يحقق في هذا الأمر مع كافة الأطراف المعنية، ومُشددًا على أن أولويته القصوى تتمثل في الحفاظ على أمن البيانات واتخاذ أقوى التدابير المُمكنة لضمانة سلامة معلومات عُملائه.
هل البيانات المُسربة صحيحة؟
تواصلت صحيفة الدوحة نيوز القطرية، مع عدد من صحافيي شبكة الجزيرة الواردة أسماؤهم في البيانات المُسربة، وأقر معظم الصحافيون بصحة البيانات، مُعربين عن صدمتهم من أن تكون تلك البيانات «الحساسة»، مُتاحة للجميع عبر الإنترنت. وأثارهم أن أسماء بعضهم وُضعت تحت تصنيف «جاسوس». من جهة أُخرى، قال صحافي آخر، إن ما سُرب من بياناته يبدو غير محدّث، في حين أن شخصًا آخر نفى أن يكون له حساب في بنط قطر الوطني، من الأساس.
ويقول الإعلامي جوردن هايكي، الذي ترك الجزيرة الإنجليزية في يوليو (تموز) الماضي، إن أحد أصدقائه اتصل به نهار الثلاثاء الماضي، ليُخبره أن حسابه البنكي وكلمات المرور الخاصة به مُتاحة للعامة على الإنترنت، وأنه مُصنف بوصفه ـ«جاسوسًا»!
وتزامنًا مع اكتشاف هايكي لتسرب بياناته. اكتشف صحافي الجزيرة، برنرد سميث، اختراق بياناته هو أيضًا، لكنه نفى أن تكون أيًا من هذه البيانات صحيحة، بما في ذلك كلمات السر المرورية وبيانات اتصالاته، وبيانات أُخرى كانت غير محدثة لما قبل شهور.
«لماذا لم يُخبرنا البنك بذلك؟ وماذا عليّ أن أفعل الآن لوقف الناس من رؤية بياناتي؟»، هكذا تساءلت إحدى العاملات بقناة «بين سبورت» الرياضية المنبثقة من شبكة الجزيرة، عندما تفاجأت بتسريب بياناتها عبر الإنترنت. وأعربت الصحافية -التي رفضت الإفصاح عن اسمها- عن قلقها إذا ما كان أحد الأشخاص قد تمكن من سحب أموال من حسابها البنكي، كما أعربت عن انزعاجها من وضع اسمها تحت تصنيف جاسوس، كاشفةً عن تليقها رسالة إلكترونية، تُفيد بأن أحدهم كان يُحاول اختراق حسابها.
ومن ناحية أخرى نفى أحد الصحافيين الواردة أسماؤهم في مجلد «الجزيرة»، أن يكون لديه بالأساس حساب مصرفي لدى بنك قطر الوطني، فيما حاول ممثلوا البنك، طمأنة الصحافيين عندما اتصلوا بهم، وأقروا أحيانًا بعلمهم بوجود اختراق للبيانات دون تحديد نطاقه.