بعد منع السلطات المصرية الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة من تجاوز الحدود المائية، من أجل الإبحار قبالة سواحل مدينة العريش، بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي, لم يبقَ أمامهم إلا ممارسة مهنتهم تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي في رقعة ضيقة.

ورغم قرار سلطات الاحتلال توسيع مساحة الصيد من ثلاثة أميال لتصبح في حدود تسعة أميال بحرية في المنطقة الممتدة من وادي غزة وسط القطاع إلى رفح جنوبًا، إلا أن زوارقها الحربية في عرض البحر المتوسط تواصل استهداف الصيادين وتطلق عليهم النار، وتتعرض لهم بالاعتقال.

وأصاب رصاص الاحتلال، صباح أمس، الصياد علي سمير البردويل (29 عامًا) بعيار مطاطي في وجهه، عندما هاجمت زوارق حربية حسكات الصيادين وأطلقت عليهم النار، وحاولت إغراقهم.

وفي ذات الحادث، صادرت قوات الاحتلال ثلاث حسكات واعتقلت ثمانية صيادين كانوا على متنها، وجميعهم من سكان محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق نقيب الصيادين نزار عياش.

وقال الصياد المصاب علي البردويل لصحيفة "فلسطين": "قبل صلاة الفجر، قرابة الساعة الرابعة، باغتتنا الزوارق الحربية والمطاطات الصغيرة بإطلاق النار وتخويفنا حتى نستسلم لهم"، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من قوارب الصيادين كان في المنطقة.

ولفت إلى أنهم كانوا على مسافة 7 أميال بحرية لحظة الاعتداء عليهم، قائلًا: "كان معي شقيقي، ولم نستسلم لهم، وحاولنا الهرب، فأطلقوا علينا النار بشكل مباشر".

ونظرًا لعدم قدرته على مواصلة الحديث، بسبب الإصابة في وجهه، أكمل والده قائلًا: "وصلني اتصال بأن ابني مصاب، وعلى الفور اتصلنا على الإسعاف ونقلناه إلى مستشفى أبو يوسف النجار".
 

فرقعة إعلامية

وأشار الوالد البردويل إلى أنه بعد الحادث مباشرة تبين أن الاحتلال اعتقل ثلاثة صيادين، وهم مصطفى محمد النجار (28 عامًا)، وعدي حسن النجار (24 عامًا)، وأحمد أبو محسن (28 عامًا)، ثم بعد ذلك تبين أنه اعتقل خمسة آخرين في ذات الحادث، موضحًا أن اثنين منهم من عائلة مصلح كان قد اعتقلهم الاحتلال قبل أقل من أسبوع وأطلق سراحهم عبر حاجز بيت حانون" ايرز" شمال القطاع.

ولفت إلى أن معظم الصيادين غادروا البحر، وبعضهم بقي يصطاد على مسافة قريبة من الساحل، خشية على حياته من نيران الزوارق الحربية، مؤكدا أن حوادث إطلاق النار على الصيادين تتم بشكل شبه يومي، ونادرًا ما يسود الهدوء.

وقال البردويل: "الاحتلال يغلق أي متنفس لمواطني قطاع غزة، حتى يعلنوا استسلامهم"، مضيفا: "توسيع مساحة الصيد لمسافة 9 أميال هي فرقعة إعلامية، أطلقها الاحتلال لأهداف لديه".

وتابع وهو أيضا يعمل صيادا: "فعليا، حركة الصيادين مقيدة، قبل توسيع المساحة وبعدها، ويتعرضون في البحر لمضايقات عديدة أبرزها ملاحقتهم وإطلاق النار عليهم واعتقالهم".

وأوضح البردويل أن هدف الاحتلال من وراء ذلك هو أن يقول للعالم وبعض الدول التي تضغط عليه من أجل رفع الحصار، أنه ماضٍ في ذلك وأنه بدأ بإجراءات عملية على الأرض، لكن حقيقة الأمر مخالِفة لذلك.

بدوره، أوضح نقيب الصيادين أن الحال لم يتغير قبل توسيع رقعة الصيد وبعدها، قائلا: "ليس جديدا على الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصيادين واعتقالهم ومصادرة قواربهم".

ولفت عياش إلى أن الحل الوحيد هو زوال الاحتلال وفتح المجال في كل المساحة المتاحة للصيادين حتى المياه الإقليمية، أما وضع عدد كبير من الصيادين في مساحة ضيقة ومواصلة إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، سيبقي حركتهم مقيدة.

وقال: "حسب المواثيق الدولية فإنه من حق الصيادين الإبحار حتى المياه الإقليمية، ووفق اتفاقية أوسلو فإنه مسموح لهم بالإبحار 20 ميلا، لكن وجود الاحتلال يقيد ويمنع الحركة"، مشيرا إلى أن منطقة التسعة أميال رملية فقيرة الأسماك, والمأمول المناطق الصخرية الغنية بالأسماك بعد 12 ميلا.

فلسطين اون لاين