يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء ببناء جدار يحيط بقطاع غزة بالكامل، على أن ينتهي العمل منه بعد عامين. وتفيد تقارير إسرائيلية أن الجدار الذي وصفته بـ”العائق الذكي” سوف يمتد تحت وفوق سطح الأرض، بهدف مواجهة ما تقول إنه خطر أنفاق حماس الحدودية، وذلك بعدما تم الكشف يوم أمس الاثنين عن واحد من أطول الأنفاق الحدودية التي حفرتها الحركة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي في تدميره.
وتشير التقارير إلى أن الجدار سوف يتضمن معدات تكنولوجية وهندسية متطورة، للكشف عن الأنشطة التي تتم تحت وفوق سطح الأرض، وأن المشروع الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا يستهدف مواجهة المخاطر التي قد تنجم عن وجود أنفاق تربط بين غزة ومستوطنات محيطة بها، وعلى افتراض أن النفق الذي تم الإعلان عنه بالأمس ليس الأخير.
ونوهت القناة الإسرائيلية العاشرة عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إلى أنه في أعقاب الكشف عن النفق، بدأ الجيش الإسرائيلي في تكثيف عملياته بهدف تنفيذ مشروع العائق الحدودي المشار إليه، لافتة إلى أن المؤسسة العسكرية قررت أن يتم الانتهاء منه بعد عامين تقريبا.
وتابعت أن ثمة تقديرات بأن المزيد من الأنفاق التي حفرتها حماس قائمة بالفعل، وأن العائق الجديد سوف يوفر حلا عمليا لتلك الظاهرة، التي تعتبرها المؤسسة العسكرية خطرا أساسيا موجها ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في محيط غزة، حيث يمكن استخدامها في عمليات هجومية قد تنتهي باختطاف جنود أو مستوطنين.
ولفتت إلى أن المشروع كان معطلا منذ فترة طويلة، وأنه عقب كشف النفق الأطول قبل أسبوعين، بدأت تلك الخطة ترى النور، على أمل أن توفر استجابة لحزمة من التهديدات التي تشكلها الفصائل الفلسطينية في غزة، سواء فوق أو تحت الأرض.
وسوف يتضمن العائق معدات تكنولوجية متطورة ولن يكون مجرد جدار يفصل غزة عن محيطها، فيما أكد موقع القناة العاشرة أن المشروع حاليا في مرحلة ما بعد التخطيط الهندسي والتكنولوجي، ومن المتوقع أن يحيط هذا العائق قطاع غزة بالكامل أواخر عام 2018.
وواجة مشروع “العائق الذكي” العام الماضي أزمة كبيرة أدت إلى تجميده مؤقتا، تتعلق بالمخصصات المالية، في ظل تنفيذ إسرائيل مشاريع أخرى مماثلة إلى حد ما، منها مشروع السياج الأمني على الحدود الأردنية.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قررت الحكومة الإسرائيلية عدم تضمين مخصصات الجدار المحيط بقطاع غزة ضمن الموازنة العامة، ولكنها نجحت مؤخرا في توفير ميزانية خاصة لبناء هذا العائق.
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين تفاصيل حول نفق هجومي لحركة حماس، كان قد اكتشفه قبل أسبوعين، يمتد من داخل قطاع غزة ليصل إلى إحدى المستوطنات الواقعة ضمن بلدة إشكول جنوب إسرائيل.
وقامت وحدات سلاح الهندسة والقوات الخاصة، مستعينة بمعدات ثقيلة، بتدمير النفق في منطقة مفتوحة، ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري كبير، أن جيش الاحتلال يعمل منذ شهور في المناطق المتاخمة لقطاع غزة، مستخدما معدات هندسية وأجهزة متطورة في محاولة لكشف وجود أنفاق حدودية تخص حركة حماس، وأنه من غير الواضح متى تم حفر هذا النفق، مضيفا أن “الجيش يعمل حاليا على تدميره بالكامل، وأنه لم يجد أي ردة فعل من جانب حركة حماس”.
ولفت المصدر إلى أن النفق يمتد بطول مئات الكيلومترات، وأنه تم كشفه قبل أسبوعين، ويتم هدمه حاليا في المنطقة المفتوحة بين مستوطنة “كيسوفيم” وبين معبر “كرم أبو سالم”، مشيرا إلى أن حماس حرصت على عدم استخدام هذا النفق بشكل هجومي ضد الجيش الإسرائيلي، وأن الاحتمال الأرجح هو أن الحركة كانت تعتزم استخدامه في حال اندلعت حرب جديدة.