إذا ما عدت في الزمن عقدين تقريباً، ترى يهوداً إسرائيليين يرتادون المحال والمخابز العربية في أيام عيد "الفصح" لشراء الكعك وأرغفة الخبز التي يمنعون أو يمتنعون عن تناولها صياماً وتقرباً إلى الله حسب ما تأمرهم صحفهم التوراتية.
والخبز الذي يتناولونه في هذه الفترة بالذات لا يحتوي الخميرة كمكون من مكوناته، وتبعاً لفرائض الدين اليهودي وبحسب ما جاء في العهد القديم فإن الصيام عن الخبز فريضة وتناوله يترتب عليه وعلى بائعيه وخابزيه مخالفات دينية صريحة وواضحة.
ويقول عاملون فلسطينيون في مخابز إسرائيلية مشهورة كـ "آنجل" لـ "الحدث" إنه في الفترة الحالية التي تفصل بينها وبين عيد الفصح أيام قليلة فإننا نشهد ازدياداً ملحوظاً في الطلب على الخبز بأنواعه وأشكاله.
ويقول سالم سعيد لـ "الحدث"، وهو يعمل في توصيل الطلبيات من المخابز، إن عدد الشاحنات التي تخرج في الآونة الأخيرة محملة بالخبز هي أضعاف التي يتم إخراجها في الأيام العادية، وهو ما يؤكد زيادة الاستهلاك لاستخدامات تفوق الحاجة اليومية، أي أن البعض ممن لا يؤدي فريضة الصيام اليهودية، يخزن الخبز في منزله تحسباً من قطعه في أيام عيد الفصح.
عامل آخر في مخبز في باب العامود في البلدة القديمة في القدس يقول لـ "الحدث": "عادة وخلال فترة عيد الفصح اليهودي ما يزداد الطلب على الخبز من المخابز العربية، وذلك بسبب توقف المخابز الإسرائيلية عن خبز الخبز العادي، إذ إنهم يخبزون فقط خبز صيامه الرقيق الجاف."
ويضيف: " يبدوؤن قبل أيام قليلة بشراء كميات كبيرة من الخبز لتخزينها في ثلاجاتهم لاستهلاكها خلال فترة العيد، هم يتحايلون على دينهم، ويشترون من مخابزنا الخبز العادي."
وعادة ما يتناول اليهود في فترة العيد نوعاً آخر من العجين يطلقون عليه اسم "ماتسا"، وهو نوع هش من الخبز أو البسكويت الجاف والهش، وهو الوحيد المسموح لهم تناولهم.
إذ أن الديانة اليهودية تمنع على اليهود تناول أي طعام غير مختمر. وتعود الحكايا إلى أيام الخروج من مصر حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم الى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.
وتشير تقديرات وزارة الاقتصاد الإسرائيلي إلى أن الطلب على "خبز ماسا" غير المختمر قد وصل في عام 2015 إلى 12 مليون دولار أمريكي، حيث تقوم إسرائيل بتصديره إلى أماكن عدة في العالم من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتعني كلمة فصح بالعبرية "بيسح Pesah" ومعناها "الاجتياز" أو العبور"، وترتبط ذكراه بذكرى الخروج من مصر، ويمنع فيه أكل الخبز المصنوع من الخمير، لما يرون فيه من رمز للشرور.
ويعد عيد الفصح بداية التقويم الجديد لليهود، حيث أصبح لديهم تقويم مدني (شهر تشرين/أكتوبر)، والآخر ديني تبعًا ليوم عيد الفصح.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة الاحتلال تعطّل دوائرها الرسمية ومواطنيها في أول يوم من العيد وآخر يوم فيه.
الحدث