في دراسة كبيرة أجراها طلبة الماجستير والدكتوراه في كلية الطب والصحة العامة بجامعة هارفارد بالتعاون مع مستشفى برمنغهام ومستشفى النساء، وجد أدلة على أن حياة الإنسان وسط الطبيعة والنباتات والحدائق أمرٌ به فوائد جمة لصحته.

فالنتائج أظهرت أن النساء اللواتي يعشن في مناطق مخضرة ومشجرة تنخفض لديهن احتمالية الوفاة بمرض رئوي بمقدار 34%، كما أن احتمال وفاتهن بسبب السرطان كذلك أقل بمعدل 13%، وذلك مقارنة بالنسوة اللاتي يعشن في مناطق أو أحياء أقل اخضراراً، حسبما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الخميس 14 إبريل/نيسان 2016.

آثار نفسية

ولا تقتصر فوائد الطبيعة والنباتات على طول العمر فقط، بل كذلك تمتد آثارها إلى الصحة النفسية، ولذلك أوصى القيمون على الدراسة من هارفارد ومستشفيات برمنغهام والنساء، بأن تصمم المدن والأحياء العمرانية لتضم مساحات خضراء حول البيوت والمباني من أجل زراعة النباتات والأشجار.

اختبارات على 100 امرأة

هذا وشملت الدراسة أيضاً تفحص البيانات الطبية لأكثر من 100 ألف امرأة من اللواتي خضعن لفحص صحة الممرضات الأميركيات بين عامي 2000-2008. حيث قورنت نسب تعرضهن للوفاة بمعدل الاخضرار والغطاء النباتي حول منازلهن باستعمال صور القمر الصناعي، وأخذت في الحسبان عوامل أخرى كالعمر والحالة الاجتماعية الاقتصادية والتدخين والعرق.

بيتر جيمس باحث مساعد في كلية هارفارد تشان، قال إن النباتات والحدائق تخفض نسب الوفاة لأنها تنعكس إيجابياً على الصحة النفسية بتخفيض الاكتئاب، ناهيك عن تخفيفها لآثار تلوث الجو وإطلاق الأوكسجين وتقليل نسبة الضجيج، كما تزيد من فرص التواصل الاجتماعي في الظل وفرص الحركة أثناء تشذيب الأشجار أو التقاط الفاكهة.

ضرر بالدماغ

وكان علماء من جمعة إكسيتير عام 2013 قد أجروا فحوصات بالمرنان المغناطيسي على أدمغة الناس من أجل التوصل إلى مفهوم أوضح عن "قلق وضغط المدن". ووجدوا حينها أن منطقة الدماغ المسؤولة عن الهدوء والتفكر والتأمل تتنشط وتحفز لدى مشاهدة الناس لصور مناطق طبيعية.

وفي المقابل فقد سببت صور المدن تأخراً في الاستجابة قبل تحفيز جزء آخر من الدماغ معني بتفسير الصور البصرية محاولةَ منه استيعاب ما يرى الإنسان.

وكانت نتيجة ذلك البحث أن البروفيسور مايكل ديبليدج، أحد كبار العلماء السابقين في مديرية البيئة ببريطانيا، ألمح إلى أن سكان المدن يعانون مثل معاناة الحيوانات في قفص.

وكالات