يقف الشقيقان محمود ومعاذ الحسنات داخل مركبتهم التي صنعوها خصيصاً لتكون أول مطعم متنقل في قطاع غزة، مشغولين بإعداد الوجبات السريعة بأنواعها المختلفة للمارة الذين تفاجأوا بالفكرة الجديدة عليهم.

فكرة المشروع تولدت لدى الشقيقان في بدايتها بمطعهم تقليدي نظرا لخبرتهم السابقة في العمل في المطاعم المعروفة في غزة، ولكن ارتفاع تكلفة مشروع المطعم الثابت كان العائق الوحيد أمامهم في ظل الظروف المادية البسيطة لديهم.

كما أن الفكرة راقت لهم بعد مشاهدة الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن انتشار المطاعم المتنقلة في أغلب بلدان العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية  التي تحتل فيها المطاعم المتنقلة عدد كبير منها.

يقول محمود 28 عاماً خريج جامعي: "كنا ننتظر بشغف كبير موعد افتتاح المطعم التقليدي الثابت الذي بات صعب المنال، وبدلا من انتظار الزبائن في المطعم قررنا أن نذهب نحن إلى الزبون، فبدأنا بتنفيذ مشروعنا بدعم مادي بسيط من شقيقنا الأكبر، حتى رأى النور بعد عام من العمل والتخطيط، وأطلقنا عليه اسم (قرموشتي) ".

الاسم يُعبر عن مضمون ما يصنعه الشقيقان من وجبات مختلفة (صدر الدجاج المُقرمش)، بحيث عملوا على موائمة الجودة مع السرعة والتكلفة وبيعها بالسعر المناسب للجمهور، يُضيف محمود: "سعر الوجبة الكبيرة من لحم الدجاج المُقرمش هو 8 شواكل والوجبة الصغيرة 5 شواكل فقط، وهذا سبب في التدفق الكبير على طلب الوجبات".

اما السرعة، فلن يكون على الشخص الانتظار سوى 5 دقائق فقط للحصول على وجبته الطازجة ثم يتناولها ببطيء وينطلق مجددا.

المطعم الصغير يراعي المواصفات المطلوبة من حيث النظافة ومكونات الطعام التي تضعها وزارة الصحة، ويُقدم منتج جديد مفقود وذو احتياج ( بروست وكريسبي وكنتاكي وقرموشتي ).

في كل يوم يتم اختيار مكان عمل مختلف يُطلقون عليه "خط السير" ويتم ابلاغ زبائنهم عبر صفحة تم انشائها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اضافة لإطلاق خدمة "الديلفري" لتوصيل طلبات الزبائن الى البيوت البعيدة.

فكرة المطعم المتنقل تقبلها المجتمع الغزي بشكل غير متوقع لندرة وحداثة الفكرة، بحيث أن الناس يتوافدون باستمرار في أماكن تواجده، يُقدمون الهدايا العفوية تقديراً لجهودهم وثقتاً بعملهم، وأخرون يلتقطون الصور تعبيراً عن اعجابهم بفكرة المطعم.

الطلب المتزايد على المنتج الجديد يدفع الشقيقان لتوسيع مشروعهما واطلاق نسخ جديدة من المطعم المتنقل حتى تغطي جميع محافظات قطاع غزة.

يقول أحد الزبائن: "منذ افتتاح المطعم المتنقل الأول بغزة قبل 7 أيام فقط، لم افوّت يوماً دون تذوق وجبات المطعم المتنقل "قرموشتي"، في كل يوم أجرب نوع جديد، جميعها لذيذة الطعم وأسعارها مناسبة جداً مقارنة بالوجبات التقليدية مثل الشاورما"، متمنياً للشبان مزيد من النجاح وتوسيع رقعة عملهم وتقديم كل ما هو مفقود لزبائنهم.

راية نيوز