قابلت الكاتبة لاورا فانديركام على مدار عام كامل 133 امرأة ناجحة، وجمعت معلومات عن تنظيم أوقاتهن، وكان القاسم المشترك بينهن جميعاً أن دخلهن المادي يزيد عن 100 ألف دولار سنوياً، ولدى كل منهن طفل واحد على الأقل في البيت.
وقالت إنها وجدت أن حياتهن أكثر توازناً مما يعتقد الكثيرون، حيث ألفت كتاباً عن هذا الموضوع، وفي مقال نشرته في موقع "تايم"، كشفت عن مجموعة من أسرار نجاح هؤلاء النساء.
التخطيط المسبق
تقول لاورا إن معظم النساء اللواتي قابلتهن يضعن خططاً مسبقة للأسابيع المقبلة، ويقلصن وقت المهام الثانوية إلى الحد الأدنى، كالرد على البريد الإلكتروني، فيما يحاولن التركيز على أمور أكثر أولوية، كما يحاولن التنبؤ بأية ظروف قد تعطلهن عن العمل كالطقس السيئ أو مناسبات الأطفال.
العمل بمرونة
ثلاثة أرباع هؤلاء النساء كن يعملن خارج أوقات الدوام، لأنهن قد يضطررن للقيام بشيء شخصي خلال ساعات العمل الاعتيادية، ما يسمح بالتكامل بين العمل والحياة.
ونصف النساء اللواتي درستهن كن يغادرن العمل عند الخامسة مساء، للعودة إلى البيت وقضاء فترة المساء مع العائلة، وعندما تريد أن تتابع الواحدة منهن عملها كانت تفعل ذلك بعد ذهاب الأطفال إلى النوم، أي أنهن لا يضحين بوقت العائلة، وإنما بوقت مشاهدة التلفزيون.
تخصيص وقت للاستثمار في المستقبل
وعلى الرغم من أن جميع النساء اللواتي قابلتهن كن يحاولن تحديد ساعات العمل الكلية بالحد الأدنى، بمعدل 44 ساعة أسبوعياً، كن يتأكدن من الاهتمام بالعلاقات وبناء المهارات والترويج لعمل جديد، فإذا نظرت في حياتك الشخصية ستجد أنه من السهل الانغماس والتركيز في عملك الحالي، لكن على المدى البعيد فمن الأفضل أن تتجاوز بعض الأعمال المزدحمة وتخرج من الزملاء للغداء أو الجلوس في المقهى.
التعامل مع وقت الأسرة بابتكار
العديد من العائلات التي ينشغل أفرادها تجد صعوبة في اجتماعهم على العشاء، لكنه ليس الخيار الوحيد لتناول وجبة عائلية، فهناك أسر تختار الإفطار صباحاً بدلاً من ذلك، وتشير لاورا إلى التعامل بمرونة وإبداع مع الوقت المخصص للأسرة.
أعمال المنزل
تقول لاورا إن أعمال التنظيف لا تنتهي وستسغرق كل وقت فراغك، لذا يمكن الاستعانة بمساعدة خارجية لتدبير المنزل، وقد يكلف مبلغاً معقولاً للحد الأدنى من معاييرك، ويمكن استغلال هذا الوقت في الاسترخاء أو قضائه مع الأسرة.
إعطاء الأولوية للنوم والرياضة
تشترك النساء الناجحات في أنهن ينمن 54 ساعة أسبوعياً، تقريباً أقل من 8 ساعات يومياً، ولا تظن لاورا أن هذا من قبيل المصادفة، لأن بناء مهنة ورعاية عائلة يتطلبان الكثير من الطاقة، ومعظم هؤلاء النساء كن يجدن وقتاً لممارسة الرياضة، ويعلمن أنهن لا يمكنهن الوصول إلى الكمال، لذا كن يستيقظن أبكر قليلاً في بعض الأيام لإجراء التمارين الرياضية، ويذهبن سيراً على الأقدام إلى الغداء في يوم آخر، في حين يقمن باستغلال صباح العطلة للرياضة أيضاً.
استغلال أوقات الفراغ
لا تكرس النساء الناجحات الكثير من الوقت لمشاهدة التلفزيون، ويستثمرن أوقات فراغهن في القراءة ولقاء الأصدقاء وممارسة الهويات والأعمال التطوعية.
استخدام الأوقات المستقطعة
يكون الفراغ على شكل وقت قصير أحياناً، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن استخدامه، فبدلاً من تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني خلال العشر دقائق المتاحة لك، يمكن القيام بأشياء ذات تأثير أكبر، فإحدى السيدات استغلت الدقائق العشر الشاغرة قبل وصول السيارة باللعب مع أطفالها، في حين أن أخرى تستثمر ذلك في القراءة خاصة خلال استخدامها وسائل النقل العامة.
العربي الجديد