فضح تحقيق مشترك قامت به صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية والموقع الالكتروني الفرنسي " Mediapart" ونشرت بعض تفاصيله ، العلاقات الاجتماعية والمالية علاقات الصداقة الحميمة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو والمتهم بسرقة ملايين "اليوروهات" واشتراكه بعملية اختطاف مصرفي سويسري الامر الذي جعله يستحق لقب محتال ونصاب القرن الذي حل في الصحافة الفرنسية والعالمية مكان اسمه الحقيقي انه الفرنسي "ارنو ميمرن" .
وعاد اسم نتنياهو ليتردد في اروقة التحقيق الخاصة بأكثر قضية تعقيدا وخطرا شهدتها فرنسا والمعروفة بلقب " نصاب القرن .
وكما نشر قبل شهر في صحيفة "هأرتس" تتهم السلطات الفرنسية " ميمرن" بسرقة 282 مليون يورو على الاقل من الصندوق العام وعادت الصحيفة وعبر تحقيقها المشترك مع الموقع الفرنسي لتلقي الضوء على العلاقة المالية المشبوه التي تربط هذا النصاب برئيس وزراء اسرائيل معززة تحقيقها بور جمعت الاثنين في اب / 2013 خلال رحلة في امارة موناكو علما ان " ميرمن" كان قد ادين في تلك الفترة بجرائم نصب واحتيال دون ان يردع ذلك نتنياهو عن مواصلة العلاقة معه والسماح بعلاقة قوية جدا بين " ميرمن" و ممثل نتنياهو في فرنسا عضو البرلمان الفرنسي " مائير حبيب ".
ويشير التحقيق المشترك الى اتهام "ميرمن" حاليا بجريمة اختطاف مصرفي سويسري اثناء تواجده في قلب الحي السادس عشر في باريس واحتجازه تحت التهديد بهدف ابتزازه والسيطرة على اسهم في شركة يشترك فيها المصرفي السويسري مع النصاب الفرنسي .
ووفقا لبروتوكول التحقيق المرفق مع لائحة الاتهام والذي نشرت " هارتس " ايضا مضمونه ضمن تحقيقها المشترك مع الموقع الفرنسي سأل قاضي التحقيق " النصاب ميرمن" حول عمله قبل في ايار 2015 فرد "ميرمن " بانه كان يعمل مديرا للتسويق في نادي خاص يدعى "كن كلاب " في الحي السادس عشر في باريس وهو من النوادي الراقية في عاصمة الانوار وكان يتلقى راتبا شهريا بقيمة 10000 يورو وهنا سأله القاضي عن مدى وماهية صلاحياته بصفته مديرا للتسويق في نادي مثل هذا فرد النصاب قائلا " استقطبت الكثير من الشخصيات الهامة للنادي مثل بنيامين نتنياهو ما عزز مكانتي لان اصحاب النادي شعروا بالرضى" .
ويتضح من البروتوكول ان هذا الجواب اصاب القاضي بالدهشة فواصل الضغط على النصاب حول هذه النقطة :
القاضي: هؤلاء الاشخاص الذين تتسككع معهم ؟
ميرمن : نعم
القاضي : هل هم اصدقاؤك ؟
ميرمن : نعم ، لقد استقطبت للنادي ايضا لاعبي كرة قدم مشهورين مثل كريستوف دوغاري ومرسل دساي .
القاضي : نتنياهو هو نفسه نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ؟
ميرمن : نعم انه هو .
القاضي : وهل كان يحضر لهذا النادي ؟
ميرمن : بالنسبة له ، كان في منطقة وسطى حيث كان رئيسا سابقا للوزراء وينتظر ان يعود ليصبح مجددا رئيسا للوزراء وفي هذه الفترة كان يأتي الى فرنسا وكنا في بعض الاحيان نخرج سويا في رحلات ونزهات في جنوب فرنسا وحين كان يحضر الى باريس كان يقيم عندي .
وتصور لائحة الاتهام الجديدة "ميرمن" كقاطع طريق بربري ومراوغ لا يتورع عن استخدام العنف لتحقيق اهدافه .
وتروي لائحة الاتهام الجديدة قصة المصرفي السويسري الذي وصل باريس في 15 ايار 2015 للقاء " ميرمن" وغادر فندق " رفا" متجها الى مكان اللقاء الموعود لكنه تعرض للاختطاف على ايدي اربعة رجال تنكروا بزي رجال الشرطة واقتادوه الى شقة حيث تم احتجازه وتعرض للتهديد والضرب حتى وافق على اصدار امر لبيع اسهمه في الشركة التي كان يتشارك ملكيتها مع " ميرمن" وحين اتضح للخاطفين ان بورصة نيويورك مغلقة في اللحظة التي وافق فيها المخطوف على توقيع امر البيع اتهموه بمحاولة خداعهم وهنا ظهر في الشقة ثلاثة رجال اخرون يرافقون "ميرمن" الذي تظاهره انه مختطف من قبلهم .
وقال النصاب انه مختطف واجبر هو الاخر على بيع اسهمه وحث شريكه السويسري على تمرير امر البيع قبل ان يحدث لهم ولأسرهم مكروه وهنا وافق الضحية السويسري على توقيع امر البيع وتم اطلاق سراحه وقدم شكوى لدى الشرطة الفرنسية وسجل افادة قادة الشرطة للاشتباه بعلاقة " ميرمن" بعملية الاختطاف وانه يقف من ورائها .
واعترف احد الخاطفين الذي تم اعتقاله بما ارتكبه لكنه رفض ان يشهد ضد " ميرمن" لأنه قد يتعرض للأذى ولان "ميرمن " مستعد للقيام بكل شيء وفي النهاية اعتمد لائحة الاتهام الموجه ضد " ميرمن" على شهادات اشخاص اخرين وسجل الاتصالات الخلوية التي اجراها " ميرمن" من مكان الاختطاف .
هذا هو الشخص الذي يتسكع مع رئيس وزراء اسرائيل والعلاقة الوثيقة بينهما واضحة ليس فقط من السجلات القانونية بل من كتابات نتنياهو بخط يده حيث ظهر اسم " ميرمن " في دفتر التبرعات الذي سجله نتنياهو عام 2002 والذي تم نشره وفضح امره من قبل الصحفي الاسرائيلي "رفيف دروكر" على القناة العاشرة .
وظهر اسم نصاب القرن في دفتر نتنياهو ضمن قائمة المتبرعين الفرنسيين الى جانب مائير رحبيب واخرين لكن نتنياهو سجل مرمن باسمه الشخصي " ارنو " وهو الملياردير الوحيد الذي سجله نتنياهو باسمه الشخصي في دلالة على قوة العلاقة واظهر تحقيق هارتس ان رقم هاتف " ارنو" المسجل في دفتر نتنياهو هو رقم الهاتف الخلوي الخاص بالنصاب " ارنو ميمرون".
واستغرب الصحفي " دروكر" اثناء بثه دفتر تبرعات نتنياهو والرحلات المتقاربة التي قام بها بتمويل من " ميرمن" هذا الكرم .
ووفقا للسجلات قام نتنياهو وزوجته سارة خلال الفترة الواقعة ما بين 2009 الى حزيران 2011 بأ 24 رحلة خارجية تم دفع تكاليف تذاكر السفر من قبل جهات مختلفة مثل " الصندوق التأسيسي " ، طوني غلبرت والثري تشارلي كوشنير ، مائير حبيب من فرنسا وهؤلاء دفعوا خلال اقل من عامين 108 الف دولار لزوجة نتنياهو .
ويؤكد الصحفي الفرنسي " فابريس ارفي" العامل في موقع " Mediapart " ان " ميرمن" لم يكتف باستضافة نتنياهو وزوجته اثناء وجودهما في باريس وجنوب فرنسا بل مول رحلة عائلية قاموا بها في موقع التزلج " سكاي كورشفل" في جبال الالب الفرنسية .
ومن المنتظر ان تشغل العلاقات الثلاثية بين " ميرمن " ونتنياهو و مائير حبيب المحكمة الفرنسية ويجب ان تثير اهتمام الاسرائيليين ايضا خاصة وان هذه العلاقات استمرت منذ ان كان نتنياهو وزيرا للمالية الى ان اصبح رئيسا للوزراء وفقا للشهادات المسجلة في فرنسا فيما كان " ميرمن" في تلك الفترة مدان بجرائم امام المحاكم الفرنسية وبالتالي فان التسكع معه في مواقع التزلج والنوادي الخاصة قد يحلق ضررا مستقبليا كبيرا حسب تعبير موقع "هارتس" الالكتروني.
عن "معا"