لا تفشلوا استراتيجية دعم المنتجات الفلسطينية
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 15 نيسان 2016

لا تفشلوا استراتيجية دعم المنتجات الفلسطينية

صلاح هنية

أخشى ما أخشاه أن يتحول ( دعم المنتجات الفلسطينية ) و ( رفع القدرة التنافسية للمنتجات الفلسطينية ) إلى عنوان لا نبتغي منه حقيقة محتوى العنوان بل نريد منه ترويجا لأنفسنا او قضاء وقت فراغ، قد اكون مبالغا، وقد يستغرب البعض مني هذه الكلمات، ولكنها في حقيقة الامر باتت تلامس واقع نعيشه يوميا.

قد يكون استنساخ مبادرة نجحت قبل عشرة اعوام ويزيد في الترويج للمنتجات الفلسطينية في السوق الفلسطيني ليس مفيدا، لأن الظروف التي كانت سائدة في ذلك الزمان مختلفة جذريا عن اليوم، وقد يبدو التكرار ممل في هذا الحقل ومصدر الملل ان الهدف لم يعد المنتج بل بات من هو صاحب هذا العمل او ولي امره.

 في العالم اليوم هناك جهد حكومي اولا يصب باتجاه ترويج المنتجات المحلية وبالتالي يصبح الامر جزء من التعليمات والإجراءات الحكومية ونحن نشهد بعضا من هذه الإجراءات عندما تأتي الدول المانحة لتقدم للشعب الفلسطيني مشروعا وهذا يدلل على وعي الجهات الرسمية لدورها تجاه منتجات بلادها.

وثانيا، يترافق مع هذه الإجراءات في دول العالم دور لمنافذ البيع التي تقدم عروض اسعار تستقطب المستهلك تجاه المنتج المحلي في هذا البلد او ذاك وتكون تلك العروض منظمة مع المنتجين اولا وثانيا مع المستوردين عندما لا يتوفر منتجات محلية، وفي اسواق العالم نجد ان هناك تنافسية في عرض المنتجات ولكن الاولوية لدى المستهلك على قاعدة حق الاختيار منتجات بلاده، وكم حدثنا مصدرين لزيت الزيتون في لقاءات رسمية كان الجانب الياباني المستهدف بالتصدير موجودا أن المستهلك الياباني لا يبتاع الا منتجات بلاده، ورغم ذلك فهو مستهلك واع يصر على أن اي منتج يعرض في المتاجر يجب ان يكون عالي الجودة ومغلف بشكل متقن.

دعونا لا نقحم موضوع تشجيع المنتجات الفلسطينية في نمط التفكير في المجتمع الفلسطيني الذي يتعاطى مع المواضيع بموسمية فنحن لا نتذكر الاسرى والاسيرات الا في يوم الاسير الفلسطيني وفي حالة اضراب عن الطعام، ولا نتذكر قرانا المدمرة الا في ذكرى النكبة، ونصر ان حاجز الاحتلال محسوم، وحاجز قلنديا الاحتلالي معبر.

اخاف على المنتجات الفلسطينية من تكرار الحديث عنها وعن تشجيعها ودعمها فنفرط بالحديث حتى نصل لنقطة ان نقول " لأننا انطلقنا دون قناعة بالامر" أن جميع المنتجات لا تعتمد الجودة، انهم لا يستحقون التشجيعن بالتالي اختصروا على انفسكم وابقوا في دائرة اهتماماتكم الاصلية بعيدا عن اقحام انفسكم في هذا الملف.

اخاف على المنتجات الفلسطينية وتشجيعها وحصتها السوقية ومبيعاتها من سعي بعض الشركات من تغير برامجها من حقل تخصصي الى حقل دعم وتشجيع المنتجات الفلسطينية فقط لأن هذا موضوعا رائجا، وتفترض بعض هذه الشركات أن الجميع يجب ان يكون مجيرا لخدمة تحولها وأن الجميع يجب ان يصبح عاملا بالسخرة لديهم، وفي نهاية الامر نادرا ما ينجحون، وفي حال رفضت شركة من الشركات المشاركة في فعالية ترويجية لأحدى هذه الشركات المتحولة تصبح تلك الشركة " ليست منتجا فلسطينيا وليست خدمة فلسطينية ".

قد ابدوا مبالغا بعض الشيء ولكن هذا الملف بات مرغوبا لمن هم ليسوا من اهل الاختصاص وليسوا اهلا لتحقيق تقدم به، واعرف ان هناك جهات تقدم خطوة بسيطة لرفع العتب وتبرير الوجود وتغادر، وهناك من يخطو خطوة ويرجع اربعة خطوات إلى الوزراء ويبيت يوزع تصنيفات ضد الفاعلين في هذا الملف.

خلاصة القول باختصار ... دعم وتشجيع المنتجات الفلسطينية ذات الجودة والسعر المنافس فعل مهني وطني اخلاقي بامتياز، هو تعبري عن منظومة قيم سامية في فلسطين دولة ترزح تحت الاحتلال وتعاني الامرين من جدار العزل والضم والاستيطان وتعاني فصلا بين الضفة وغزة وبين الضفة وغزة والقدس المحتلة، فأن منظومة قيم تربوية يجب ان تغرس باتجاه جعل المنتجات الفلسطينية خيارنا الاول والثاني والاخير، وهذا عملا ليس سهلا، وهو فعلا ليس سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا بل هو منظومة متكاملة من القيم الوطنية والتربوية والسلوكية، يحتاج أن يتصدى لها بطول نفس متوازن مابين دعم المنتجات وحماية حقوق المستهلك.

*رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني

www.pcp.ps

 

 

Loading...