تقلبات الطقس التي تسود الأراضي الفلسطينية انعكست بشكل ملحوظ على القطاع الزراعي؛ فارتفاع درجات الحراة أتى عاملاً مساعداً في تقوية عمليات الإزهار والتلقيح، إلا أن الرياح القوية والأمطار قد تلحق بعض الأضرار بالمحاصيل والأشجار.

عدد من المزارعين أشاروا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت من العام يساعد على نضج الكثير من المحاصيل وأبرزها القمح، الشعير، اللوزيات بأنواعها، العنب، النخيل، وغيرها، متمنين ألا تطرأ أي تغيرات مفاجئة في درجات الحرارة أو الأمطار في هذا الوقت.
 

مناسبة للتلقيح

المزارع أيسر أبو هداف يعمل على زراعة ورعاية مئات الأشجار من النخيل في جنوب القطاع، أكد أن ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت مفيد للنخيل التي يتم فيها عمليات التلقيح.

وقال لصحيفة "فلسطين":" خلال هذه الفترة يكون معظم مزارعي النخيل قد انتهوا من عمليات التلقيح بنسبة 90% و10% المتبقية يمكن تلقيحها في فترة هدوء الرياح التي تسود الأجواء في هذه الفترة".

وأضاف أبو هداف:" وجود الرياح القوية يعيق العمل في تلقيح الأشجار، لذلك ننتظر هدوءها في وقت الفجر أو العصر لاستكمال ما بقي من عمليات التلقيح التي تحتاج وقتاً من 4-6 ساعات"، لافتاً إلى أن تساقط الأمطار يُمكن أن يعيق أيضاً عملية التلقيح.

وأشار إلى أن نسبة التلقيح في النخيل في العام الحالي أفضل من العام الماضي حيث كان تتسم الأجواء المناخية بالتقلب، متوقعاً إنتاجاً جيداً في محصول هذا السنة.
 

قمح وشعير

من جهته، قال المزارع أبو محمود بدوي الذي يزرع القمح والشعير: إن " ارتفاع الحرارة جيد لهذين المحصولين ولكن ليس بدرجة كبيرة، حيث يظل هناك تخوف من سقوط الأمطار التي يمكن أن تؤدي إلى تلف محصول الشعير".

وأضاف لصحيفة "فلسطين" :" لدي 36 دونما مزروعة بالقمح و15 دونم شعير و10 دونمات مزروعة بيكا وهي نوع من الأعلاف التي تذهب للأغنام، وهذه الأجواء المتقلبة جعلتني أبدأ بحصاد الشغير وتخزينه قبل تساقط الأمطار حسب توقعات الأرصاد الجوية".

وبين بدوي أن ارتفاع درجة الحرارة يسرع في نضج القمح ولكن اذا كانت حبة القمح لا تزال صغيرة فإنها قد تتعرض لضرر جراء عدم تحملها لدرجات الحرارة العالية"، لافتاً إلى أن الأجواء المناخية لا أحد يستطيع التنبؤ بها ولذلك يجب أن يبقى المزارع مراقباً لمحاصيله دائماً.
 

أجواء مناسبة

المدير العام للإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة م. نزار الوحيدي، بين أن التغيرات في المناخ وعدم استقرار الطقس صفة أساسية مميزة لهذه الفترة من بداية شهر مارس وحتى بداية مايو.

وقال لصحيفة "فلسطين"، هذه الفترة يصاحبها عدم استقرار في الظروف المناخية وتنشط رياح جنوبية غربية وأحياناً تنشط رياح شرقية محملة بالغبار وترتفع درجات الحرارة، لافتاً إلى أن الارتفاع في الحرارة دون 40 درجة مئوية لا يكون له تأثير ضار على الأشجار والمحاصيل.

وأضاف الوحيدي: إن " ارتفاع درجات الحرارة يساهم وينشط عمليات العقد والإثمار في كثير من أشجار اللوزيات والنخيل والزيتون، وتساهم في سرعة نضج القمح والشعير"، مستدركاً:" ولكن إذا ارتفعت درجات الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية وصاحبها رياح جافة فمن الممكن أن تؤدي إلى تساقط الأزهار وفشل العقد في كثير من النباتات".

وأردف:" أيضاً في حال تساقطت أمطار غزيرة على القطاع وتزامن معها انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة في هذه الفترة فعادة ما تؤدي هذه الأجواء إلى فشل العقد والإزهار في النخيل أولاً ومن ثم باقي الأشجار".

وأكد الوحيدي أن الأحوال الجوية التي سادت اليومين الماضيين مقبولة إلى حد كبير، منوهاً إلى أن كل المحاصيل الشتوية أوشكت على الانتهاء والمحاصيل الصيفية تحتاج إلى دفعة حرارية لتحسين معدلات الإنتاج والنمو.

فلسطين اونلاين