لفتت المصرية ريم مرشدي الأنظار إليها بعد اتجاهها للعمل كبائعة على عربة "سجق وكبدة"، تلك المهنة التى يسيطر عليها الرجال في مصر.
بعربة زرقاء ومطبخ لطهي الطعام بالشارع، تعرّف المصريون على "ريموشا" المكان الذي يقدم ساندويشات السجق والكبده وأطباق اللحم والمعكرونة وغيرها من المأكولات الشعبية.
ورغم أنها خريجة كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، وعملت فترة في مجال السكرتارية والتدريس اللذين لم تجد نفسها فيهما، لأنها عشقُها لطهي الطعام، الذي بدأ معها منذ الصغر وتضاعف وهي في الجامعة.
تقول ريم بسعادة، "أنا أوّل فتاة على عربة كبدة"، رغم أن وقوف امرأة لبيع الطعام بالشارع ربما يكون أمراً غير اعتيادي بالمجتمع.
"هافينغتون بوست عربي" التقت ريم المرشدي للحديث عن تجربتها في الوقوف على عربة إعداد الطعام، وتعاملها مع الزبائن أو كما تطلق عليهم "الضيوف".
تقول "وأنا صغيرة كنت بحب السجق والحواوشي، والفكرة جاتلي بسببين الأول هو أني أكلت من عربية قبل كده وتعبت جداً، والسبب الآخر عندما كنت أشاهد الأفلام الأميركية كنت أرى أن سيارات طعام (الهوت دوج) منظمة بشكل جيد وشيك ونظيفة، فقولت لنفسي ليه لأ؟، فقررت أنها تكون بشكل مصري".
الموهبة وحدها لا تكفي لنجاح المشروع، توضح ريم، بل يجب أن تنمّى بالدراسة خاصة فيما يتعلق بمجال الأغذية، للتعرف على كيفية التعامل مع الطعام.
لذلك قررت أن تنمي موهبتها فى الطبخ والتحقت بمراكز تدريب فنون الطهي في مصر، وهي تضم مجموعة من أمهر الطهاة المصريين وحصلت على شهادة دولية، وذلك قبل بداية المشروع بخمس سنوات.
بعدها أسست مشروعها "ريموشا، وهو الاسم الذي أطلقته على عربتها، واستغرق الأمر من ريم عاماً ونصف حتى تعرف وسط الزبائن، وتأخذ مكاناً متميزاً لدى ضيوفها.
المساندة والدعم الذي تلقته ريم من عائلتها وخاصة ولديها، ومن أصدقائها ساعدها على مواجهة صعوبات العمل والوقوف في الشارع لتحضير الطعام.
وتقول "عندما قررت تنفيذ المشروع تحدثت معهما، ورحبا بالفكرة، ابني الكبير قال لي هنزل أقف معاكي، بينما الصغير طلب مني أن يكون (شيف)".
"أعمل بروح امرأة تطبخ لنفسها وأهلها في المنزل"، هكذا تفسر الطاهية المصرية سر تفوقها على غيرها من بائعي الطعام، وهو السبب وراء اهتمامها بالنظافة وجودة المكونات المستخدمة في إعداد الأكل "كما أنني أحضر توابل من خارج مصر، مما يعطي للأكل مذاقاً خاصاً".
وتتواصل ريم مع زبائنها أو "الضيوف" كما تحب أن تسميهم، عبر صفحتها على فيسبوك وتختتم، وتضيف "كل بنت لازم تفكر صح عشان مستقبلها، ومش عيب يكون عندها مشروع خاص تحقق من خلاله ذاتها".
المصدر: هافينغتون بوست عربي