مقاهي الأحياء الشعبية في غزة: أين نذهب بالوقت؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(6.78%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.52(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.80(0.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.15(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.62(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(4.06%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(0.00%)   NIC: 3.00(1.01%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(1.33%)   PADICO: 1.02( %)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.10(0.97%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.05( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 10 نيسان 2016

مقاهي الأحياء الشعبية في غزة: أين نذهب بالوقت؟

بعد مرور 10 أعوام على الانقسام السياسي الفلسطيني والحصار الإسرائيلي المصري على قطاع غزة، تجد شرائح اجتماعية كبيرة في القطاع مزيداً هائلاً من أوقات الفراغ تعجز عن تصريفها. لا سيما في ظل يوميات راكدة ونتيجة ارتفاع نسب البطالة وانعدام التنوّع في أنشطة الحياة اليومية، فاستبدل هؤلاء متعهم بالمقهى الشعبي، وانتشرت مقاه صغيرة للشبان في الأحياء الغزّية بطفرة.

يتساءل خالد الأشرم، الشاب العشريني بصوت عال: «أين نذهب بالوقت؟»، وكأنه يجيب نفسه: «نأتي إلى هذا المقهى الصغير لندفع بالوقت دفعاً». واصفاً الساعات التي يقضيها في «مقهى مزايا»، الواقع في الشارع الثالث شمال حي الشيخ رضوان، أحد الأحياء الشعبية في المدينة، بأنها الأكثر امتاعاً في حياة شبه مشلولة بسبب الحصار على القطاع وأهله.

يأتي خالد في أوقات الفراغ مساء كل يوم إلى المقهى باحثاً عن قليل من الإثارة واللهو في لعب البلياردو وورق الشدّة، إذ تساعده تلك الألعاب على نسيان هموم الحياة ومتاعبها وأعباء العمل. يقول: «القعدة في البيت تقتل»، معقباً على الحياة الليلية للمدينة التي تخلو من عروض السينما أو الحفلات الموسيقية، ويرتاد خالد ايضاً «مقهى الحارة» خاصة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي «المثير للملل» كما يصفه.

استشهد والد خالد بعد عام من مولده (1996)، خلال حادثة «هبة النقق» التي انطلقت في فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى، ويعمل خالد الآن في متجر لبيع كماليات السيارات للمساهمة في إعالة أسرته الصغيرة المكونة من أمٍ وأخت وحيدة. يؤكد الشاب أنه يفضل البقاء في منطقته، «الازدحام الشديد لشوارع مركز مدينة غزة يفقدني متعة التسكّع ليلاً مع الأصدقاء»، وفق ما يقول، ويوضح عدم ارتياحه للأماكن العصرية ذات الواجهات الحديثة أنه «بثمن مواصلات الذهاب والإياب وحده بالإمكان قضاء أجمل الأوقات مع الأصدقاء والجيران في أي مقهى قريب هنا أو هناك».

تكلفة إنشاء المقاهي الشعبية أبسط بكثير من فكرتها، وبالنسبة لأصحابها أو للزبائن الوافدين عليها. وتعد هذه المقاهي هروباً واضحاً من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي خلّفتها السياسة في حياة الغزيين.

وتنتشر هذه المقاهي بين البيوت وفي الشوارع الضيقة للأحياء السكنية في غزة، من مربع الناطور إلى حارة الجسر، مروراً بحارة الصفطاوي والنزلة. تتشابه معظمها من حيث الشكل الداخلي والخدمة وأسعارها المتدنية، ولا تكاد تخلو حارة في الأحياء من مقهى صغير يجمع «شباب الحارة» من على الرصيف، على الرغم من أن الأجواء مكرورة ويتشابه بها اليوم بالأمس والغد.

يقول نضال المقيد، صاحب مقهى مزايا، ان «ما يلزم لافتتاح مقهىً متواضع في غزة، هو طلاء محل صغير ومن ثم ملؤه بمجموعة من كراس وطاولات الخيزران ونراجيل تدخين المعسّل، إضافة لتعليق شاشة «إل.سي.دي» كبيرة يمكنك شراؤها بالتقسيط»، موضحاً ان حينها يمكن استضافة العشرات من الشبان والرجال كل مساء، إما لمشاهدة مباريات «الكلاسيكو» أو لتفريغ الملل البطيء بلعب ورق الشدة والبلياردو مع أصدقاء الحي.

ويشير نضال إلى ان «محتويات المقهى واليافطة يُدفع ثمنها لمرة واحدة، إيجار المكان يبقى وعلى ارتفاع ثمنه مقبول نسبياً مقارنة مع إيجار تلك المحال الفاخرة في وسط البلد»، في الجانب الأيسر لمقهى نضال توجد طاولتان للعب البلياردو، والجهة الأخرى يملؤها لاعبو الورق ومدخنو النارجيلة.

وعدا عن تقشفها في ما تقدّمه هذه المقاهي من مشروبات باردة وساخنة، تنعكس الثيمة غير الرسمية لمرتاديها، إذ غالباً ما يقدمون إليها بملابس المنزل، وبـ4 شواكل فقط (دولار أمريكي) تستطيع قضاء بضع ساعات في المقهى مقابل كأس من الشاي أو القهوة وغيرها أثناء اللهو في المقهى برفقة الأصدقاء، بـ8 شواكل يمكنك تدخين معسّل النارجية الذي تضاعف ثمنه مرتين أو ثلاث مرات منذ ما يزيد عن مدة عام.

وتذوب الاختلافات بين الشبان حول طاولات المقاهي الشعبية. الأوضاع الصعبة كلها مجتمعة غيبت الاهتمام بالانتماء السياسي المحلي الذي انتهى بالانقسام بين حركتي «فتح» و»حماس»، قد تحضر النقاشات الجادة في بعض الأحيان تزامناً مع الأحداث المهمة مثل فتح معبر رفح على الحدود مع مصر أو تصعيد أمني ينذر بحرب جديدة مع الاحتلال الاسرائيلي.

وتعتبر غزة من أكثر المُدن في العالم اكتظاظاً بالسكان، والتي تبلغ نسبة سكانها 4152 نسمة لكل كيلومتر مربع؛ وتكثر المشاكل الاجتماعية في القطاع، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، لكن معظمها غير مكشوف بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي لا تسمح للفرد بالتحرر منها.

 

 

وكالات

 

Loading...