معتصم عبد الفتاح الباز واحد من بين 80 شخصا يعيشون في قطاع غزة بعضهم اندمج في الحياة الاجتماعية والبعض الآخر اثر الانعزال على نفسه خاصة الفتيات منهم بسبب النظرة السلبية للمجتمع الذي مازال لم يتفهم هذه الفئة من "قصار القامة".
الباز شخصية محبوبة في وسطه وبين أبناء حارته ويتسابق الكل لاحتضانه ورغم ذلك يواجه بعض الصعوبات بين أولائك الذين لا يدركون معنى أن تكون قصير القامة فلا يلتفت إلى هذه الفئة ولا ينظر لها ويتجاوزها بكل سهولة.
وأكد الباز أن أكثر ما يسئ له هي نظرات الناس أو الإشارة إليه أثناء سيره في الشارع مبينا أنه لا يمنع احدهم من أن يقترب منه ويصفه بكلمة "قصير" ويقول في هذا الصدد:" كلام الناس لا يعنيني كثيرا ولا انتبه له لان هذه إرادة ومشيئة الخالق ربنا أن أكون من فئة قصيري القامة".
ويقول الباز ان بداخله عزيمة وإرادة قوية تجعلانه لا يلتفت إلى نظرات الناس وكلماتهم فكل ما يفكر به هو مستقبله.
الباز وهو وحيد أهله على مجموعة من البنات يؤكد ان السبب الذي جعله مندمج اجتماعيا بين الناس تكمن في عائلته التي وضعته منذ نعومة أظافره بين الناس ولم تخفه لان به خلل بل أعطته كل الاسباب ليخرج ويتعرف على كل البشر وهو ذات الشئ يفعله الباز مع أبنائه الثلاثة الذين شاء القدر أن يكونوا قصار القامة مثل والدهم.
حياة عبد الفتاح لم تقف عند كونه قصير القامة فتزوج وأنجب ويصف أسرته بأنها أسرة متكاملة لديه خمسة من الأبناء ثلاثة منهم قصار القامة هم "عبد الفتاح ومحمد وآية وسما وسار" حاصلا بذلك على لقب أبو العبد الذي رافقه منذ أن كان طفلا في المهد حيث أكد انه نشأ وهو يسمع من حوله ينادونه بهذا اللقب.
وبين الباز أن عمله في مؤسسات المجتمع المدني وفي فريق المهرجين قربهم من الناس أكثر وجعله يختلط أكثر بالمجتمع هذا الأمر الذي ساعده على تجاوز الكثير من الصعوبات التي تواجه أي قصير قامة مثله ويتابع:" أعيش كأي شاب عادي طبيعي طويل أو قصير كلنا واحد"
مبينا انه يعيش في المجتمع بشكل جيد يكاد يكون أفضل من أي إنسان سوي ويتمتع بمميزات وقدرات تميزه عن غيره.
ويؤكد الباز انه تعرض لكثير من الأسئلة خاصة من المارة من حوله التي تشعره انه من كوكب آخر ليس من كوكب الأرض فيتجاوزها رغم ما تركت به من جروح ويتجاوب معها بكل احترام وثقة مؤكدا ان الكثير منهم لا يصدق انه متزوج ولديه أسرة ناجحة ومتكاملة.
وعن مجموع قصار القامة في غزة يؤكد الباز أن عددهم يفوق الثمانين شخصا لا يتمتعون بأي رعاية او احتضان سواء من المؤسسات أو من الحكومة إلا من يعمل في مؤسسات خاصة مثله ويقول في هذا الصدد:"أنا اختلط مع الناس ولكن غيري لا يخرج من بيتهم وخاصة فئة النساء وهناك كثير من النماذج التي اعرفها وذلك بسبب نظرة الناس السيئة لذلك فنحن بحاجة لمن يرعانا بضمير واخلاص".
وعن عمله كمهرج في فريق المهرجين التابع لمؤسسة بسمة أمل يؤكد الباز أن أكثر ما يسعده هي ابتسامة يرسمها على وجه طفل مصاب بمرض السرطان ابتسامة قد تخفف عنه بعض من ألمه ووجه أمه.
ويخطوا الباز خطوات ثابتة باتجاه رسم مستقبل أفضل له ولأبنائه وكما فعلت أسرته بإدماجه مجتمعيا دفع الباز بأبنائه الثلاثة قصار القامة في المجتمع فعبد الفتاح يدرس في الجامعة بينما يذهب الطفلان محمد وآية إلى المدرسة لا يهمهم نظرات الناس ولا كلامهم.
عن وكالة معا