" خذها صغيرة وربيها ع إيدك "
تقول الأم "خدها صغيرة وربيها عإيدك"، يرد الشاب بتهكّم"شكلك ترباية أبويا"، تردف الأم بأسلوب مائل إلى (الردح) "ومالها ترباية أبوك يعيني"، ينسحب الشاب من المجلس قبل أن يقول" أريدها ناضجة، ليس كما نضجتي بعد الزواج".
يتصارع الأمهات والأبناء في فترة (التنبيش) عن نصفٍ آخر لولدهم، فتحاول الأمهات تزويجه من فتاة صغيرة لأسباب خاصة بالأم، فيما ينقسم الشباب إلى قسمين، الأول "إبن أمه"، الذي لا يجعل قرارها اثنين، والآخر "ابن أفكاره"، والذي يرى في زوجته المستقبلية، كائن مضيف للثقافة، وليس مستقبل فقط.
أحمد خليل -اسم مستعار- 27عاما، يرى أنه ضحيةً لقرار عائلته في زواجه الأول، فيقول لمراسل نبـأ برس، أنهم رفضوا أن يخطبوا له فتاه كان يوجد علاقة زمالة بينهما، وبعد أن تزوّج من فتاة صغيرة (17 عاما) وفقا لرغبة أمه المسنة، لم يتعايش معها كونها بعيدة عن أفكاره، ومحدودة الثقافة، وفقا لوصفه.
قرر أحمد أن ينهي علاقته بزوجته بعد أن أنجب منها طفلاً، ويقول ناصحا الشباب المقبلين على الزواج، "اختيار العمر يخصّك أنت،لا يخص الآخرين". وهناك نوع آخر من الرضوخ، كما يجاز التعبير عنه، فمحمد اسماعيل(18 عاما)، من مخيم جباليا، تزوّج منذ شهرين كونه الوحيد لأمه الأرملة، فيما زوجته الطفلة ما زالت تستيقظ مبكرا، تشرب كأس الحليب وتتوجه إلى المدرسة.
ويقول درداح الشاعر، أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى، في هذه الحالة، أن الفتاة التي تتزوّج وهي صغيرة، ستعيد طفولتها مع أبنائها في المستقبل، وستكون نادمة أنها لم تكمل تعليمها، في شتّى مراحل حياتها.
وتطبيقا لحديث الشاعر، ترى(هبة .ع)، المتزوجة من تسع سنوات في عمر(16 عاما)، أن عدم اكمالها تعليمها يجعلها ترى نفسها أقل من زوجها المتعلّم، وعندما تحاول تفسير أمر ما له، يرد عليها قائلاً :"اسكتي، انتي ايش فهّمك"، الأمر الذي يؤثر في نفسيتها، وفقا لقولها.
زواج الفتاة وهي صغيرة أمر رائج (بيقلعط) في الأوساط الشعبية الفلسطينية، ومن غير الغريب أن ترى شابا في نهاية العشرينات من عمره، يكون طلبه الخاص عند الزواج، فتاة صغيرة الجسد والعقل معاً، لتشكيلها كيفما شاء.
ويرى الشاعر في حديثه مع مراسل نبـأ برس، أن خلفية المجتمع الفلسطيني الثقافية تُرجّج أن تكون الزوجة هي الأصغر سنّاً، لتطبيق القوامة، ويوضّح أن الشاب لو تزوّج من فتاة تكبره في السن لن يبتعد كثيراً عن القيل والقال.
فيما يؤيد الشاعر زواج البنت، عند انتهائها من مرحلة التعليم الثانوي، إن لم تكن تنوي استكمال حياتها التعليمية، معبرا عن ذلك، بأنه "اسثماراً لحياتها". في النهاية، إن كنت مقبلا على الزواج، وترغب في الزواج من (قاصرة)، لا تُعجب بالمصطلح كثيراً، فالقاف تعني (قلة ثقافة)، والألف (ألف المد لا محل لها من المعنى)، والصاد تعني (ذلك غيرصحيح)، والراء (راجع نفسك)، والتاء المربوطة، لا تحاول أن تربط حياتك المستقبلية بالفشل.
المصدر : نبأ برس