تكللت عملية زراعة المحاصيل العلفية المروية بالمياه العادمة المعالجة، بالنجاح، في أول مرحلة حصاد لنبات البرسيم في سهل مرج ابن عامر.

وبدأت فكرة المشروع الذي تنفذه مؤسسة "أنيرا" بالشراكة مع وزارة الزراعة وبلدية جنين، وجمعية مرج بن عامر للري بالمياه العادمة المعالجة، قبل ثلاث سنوات بتمويل من صندوق الاوبك للتنمية الدولية، كما بين مدير البرامج الزراعية في "أنيرا" ناصر قادوس.

قادوس اوضح ان الفكرة جاءت بالاستفادة من المياه العادمة المعالجة، خاصة ان بلدية جنين تمتلك محطة معالجة تنتج في اليوم الواحد 3500 م مكعب تضخ الى مرج بن عامر دون الاستفادة منها، مشير الى ان "أنيرا" عملت شبكة ري توزع على 3000 دونم

وبين قادوس ان هذه المياه المعالجة اذا ما وصلت داخل الخط الاخضر، فان اسرائيل تخصم من شيقل الى شيقل وثماني أغورات على كل متر مكعب من العائدات الضريبية يوميا، مبينا ان استخدام المياه المعالجة في الزراعة يوفر على السلطة الوطنية مبلغ مليون وثمانمائة الف شيقل سنويا.

وبين قادوس  ان الهدف من المشروع هو زيادة دخل المزارع من خلال زراعة محاصيل مروية بالمياه المعالجة في سهل جنين، من الاعلاف والاشجار ضمن ارشادات وزار ة الزراعة، لافتا ان ما يميز المحصول الذي تم حصاده اليوم بانه برسيم "حجازي" يزرع لأول مرة في جنين بمساحة 100 دونم ويمكن الاستمرار بزراعته مدة سبع سنوات في نفس الأرض.

وتابع، سيتم تجريب زراعة محاصيل علفية اخرى مثل الذرة الصفراء والدخان، اضافة الى قيام 22 مزارعا بزراعة اشجار حمضيات ولوزيات وجوز امريكي وافوكادو وغيرها، مشيرا الى ان ما يميز عملية الري هذه هو انها تكون بطريقة التنقيط بمد انابيب تحت الارض بحيث يكون الري على الجذر ولا يصل النبتة، مبينا ان المؤسسة تساعد المزارعين بنسبة 70 الى 80 % من تكاليف الزراعة.

أما مدير وزارة الزراعة أحمد عبد الوهاب فبين ان الدافع الرئيسي للزراعة هو الاستفادة من المياه العادمة المعالجة بدل ان تذهب هدرا الى اسرائيل، اضافة الى ان محافظة جنين فيها كل عوامل النجاح  كمنطقة زراعية فيها مساحات يمكن زراعتها والاستفادة منها، وأهمية هذه المحاصيل للثروة الحيوانية.

واضاف ان وزارة الزراعة تعمل على المتابعة وتقديم الإرشادات للمزارعين لتجنب أي آثار سلبية، مبينا ان الانتاج جيد حتى اليوم.

أما رئيس جمعية مرج بن عامر للري بالمياه العادمة المعالجة عماد مصلح، فبين ان الجمعية تأسست  بالعمل مع مؤسسة "أنيرا" التي قدمت المشروع بترخيص من وزارة الزراعة من اجل الاستفادة من المياه العادمة المعالجة في زراعة المحاصيل العلفية والأشجار.

وأشار الى ان الجمعية تضم 45 مزارعا، أحد عشر منهم جرّب زراعة البرسيم الحجازي، وسبعة آخرون جربوا زراعة اشجار، مبينا ان اليوم تكللت أول عملية نجاح بحصاد البرسيم في ارض تعود ملكيتها له ولأخوته عبد الباسط مصلح، ومصلح مصلح، وكبير المزارعين علام خلوف.

 وبين ان المشاكل التي تواجه الجمعية هي اقناع المزارعين بطريقة الري، خاصة ان الاقبال ليس  كالمطلوب كون المياه المستخدمة هي المياه العادمة المعالجة، معبرا عن استعداد الجمعية لمساعدة أي مزارع يرغب في تجربة هذه الطريقة.
 

نقلا عن وفا