الإنفتاح وانعدام الخصوصية هو أكثر ما يميز شبكات التواصل الإجتماعي، ولما صارت هذه الوسائل العصرية جزء من حياة المجتمع، وصل تأثيرها إلى حياة الأشخاص ومستقبلهم ، فهي كمبضع الجراح أداة للفائدة والضرر في ذات الآن . الشابة العشرينية "ع س"، تروي تجربتها القاسية لـ "نبـأ برس"،
تقول : "كنت على علاقة بأحد الأقارب امتدت لسنوات طويلة، تبادلنا الصور والرسائل والوعد بالزواج القريب، لم يخطر ببالي يوما بعد رفض أهلي القاطع للشاب أن يقوم هو بإنشاء صفحة ونشر اسمي ثلاثيا وصوري ومحادثاتنا".
تتابع: "اضطر أهلي للاستعانة بالمباحث العامة لملاحقته لإغلاق الصفحات وعقابه وتعهده بعدم نشر شيء ومسح جميع الصور والمحادثات، لكنني فقدت سمعتي وأصبحت على لسان إلي يسوى وما يسوى".
فيما تحضر قصة الشاب "صلاح . ح" كنموذج إذا ما ذكرت لاساءة استخدام الفيس بوك ، صلاح الذي يعمل في إحدى فصائل المقاومة حاولت إحدى شبكات المخابرات الإسرائيلية إسقاطه عن طريق فتاة أجنبية تطلب منه مساعدتها في التعرف على الدين الإسلامي.
الفتاة قامت بالحديث مع الشاب بشكل مباشر عن مشكلة عاطفية لديها، وأنها محتاجة لمساعدته في حل مشكلتها، وقامت بإرسال رابط على الدردشة قالت أنه للشخص الذي يؤذيها. الشاب ورغم استغرابه من الموقف وطريقة التواصل التي حدثت معه، قام بشكل عفوي بالضغط على الرابط الذي لم يفتح على أي صفحة من التي قالت عنها الفتاة. بعد ضغط الشاب على الرابط تغيرت طريقة الحديث معه من قبل الفتاة، التي قالت أنها من الأرض المحتلة عام 48، وليس من المغرب، وعرضت عليه بشكل مباشر التعاون مع العدو الصهيوني.
من جهته قام الشاب بالرفض بشكل قطعي، فقامت بتهديده بأنها قامت باختراق جهازه من خلال الرابط الذي ضغط عليه وحصلت من جهازه على ملفات خاصة به، ولكنه استمر في الرفض، وفجأة تم ايقاف حساب الشاب بشكل مباشر.
فيما تحدثت آية مراد _ اسم مستعار_ بلغة الندم عن فترة إدمانها على صفحات وقروبات الفيس بوك، الذي تسبب بطردها من بيتها من قبل زوجها لفترة امتدت إلى 4شهور، اذ اتهمها بإقامة علاقات مع شخص غريب على الفيس، وتعقدت مشكلاتها مع أهل زوجها لتشكيكهم بكل ما تنشره، وتشهر بهم مما عمق الكراهية بينهم. الشبكات مجتمعات مفتوحة محمد أبو القمبز الخبير في الإعلام الجديد، أكد انتشار المواقع الاجتماعية بشكلٍ كبير في الوسط الفلسطيني، حيث بلغ عدد المستخدمين من فئة الفتيات 210 ألف فتاة مراهقة ، و عدد النساء بالمجمل بلغ نحو 450 ألف مستخدمة،
و ذكر أن استخداماتهن جلّها تتجه نحو التواصل الإجتماعي والتفريغ النفسي من خلال كتابة المنشورات .
و أكد الخبير الإجتماعي أن الإعلام الاجتماعي نسف مفاهيم الخصوصية، لذا يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين في نشر موضوعاتهم و خصوصياتهم. كما أشار إلى ضرورة الأخذ بالحسبان أن تلك المواقع مجتمعات مفتوحة، و لتفادي الوقوع في هذا الأمر ينصح بعدم قبول صداقات من أشخاص غريبين أو أسماء مستعارة، وناصحاً المستخدمين بعدم نشر تفاصيل حياتهم العائلية للعوام .
المصدر: نبأ