في الوقت الذي وافق الاحتلال الإسرائيلي على زيادة مساحة الصيد في سواحل قطاع غزة، إلى تسعة أميال بدلاً من ستة أميال، بدءً من الثالث من الشهر المقبل، زادت آمال الشارع الغزي بتحسين الوضع ورخص سعر الأسماك، بحيث يكون في متناول جميع طبقات المجتمع وألا يقتصر على الطبقة (البرجوازية) ذات الدخل المرتفع.

نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش أوضح لـ "نبـأ برس" أن الحديث يجري على توسيع منطقة الصيد من سواحل وادي غزة حتى مدينة رفح إلى تسعة أميال بدلاً من 6 أميال بدءً من الشهر المقبل. وأضاف: "من سواحل وادي غزة حتى الحدود الشمالية للقطاع هي -المنطقة البحرية الأكثر خصوبة-، ستبقى المساحة على حالها ستة أميال، مشيرًا أن تلك المعلومات تلقاها من الارتباط المدني وهيئة الشؤون المدنية".

وتابع: "على الرغم من توسيع المساحة لتسعة أميال لكن تبقى المساحة منقوصة، وننتظر أن تصل إلى 20 ميل حسب اتفاقية أوسلو، لأن الصياد الفلسطيني بحاجة لكل ميل والمساحة المسموحة ضيقة جدا لا تكفي لعدد الصيادين ومراكبهم التي تصل لأكثر من 1500قارب".

وبحسب نقابة الصيادين في قطاع غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد في قطاع غزة، يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي على صيد الأسماك. وتابع: "سلطات الاحتلال تحاول من خلال هذا القرار الظالم المنافي قرارات الشرعية الدولية خداع العالم بأنها تنوي رفع القيود وتحسين الواقع، رغم أنه سيكون هناك تحسن بمستوى الإنتاج السمكي بالأيام القادمة إلا أن عدد الصيادين ومراكبهم الكبيرة لن تمكن الجميع الاستفادة من المساحة المفروضة".

وعن أسعار الأسماك وتأثرها بتوسيع المساحة المفروضة، قال عياش: " سيشهد السوق تحسين ايجابي وكمية الإنتاج ستحدد السعر الذي سيكون في متناول المواطن البسيط فما يحتاجه سيشتريه لكن بكمية محدودة فمثلا السردينة بعدما كان يصل الكيلو الواحد منها بـ 20-30 شيكل سينخفض إلى 10-13 شيكل". " كذلك سعر صنف اللكس والفريدي والمليطة سينزل سعرهما للنصف، فيما سيبقى سعر بعض الأصناف الغالية كما هي كالدنيس سيباع بكمياته المحدودة لكونه يتواجد في مسافات قريبة من السواحل نظرا للعدد الكبير من الصيادين والاستنزاف الدائم للصنف يبقى بسعره".

ونوه عياش إلى أن الحديث عن الاستمرارية بعد فترة بسيطة ورجوع الأمور لسابق عهدها أهم بكثير من الحديث عن توسيع المساحة، فالاحتلال لن يترك الأمور لصالح السكان في القطاع، متوقعا بأن بعد فترة قصيرة سيعود الاحتلال لتضييق المسافة وحرية الصيادين والرجوع للمربع الأول. الصياد أبو أحمد ، بدا متفائلاً بالأميال الجديدة، قال لمراسل نبـأ برس أن الأسواق ستشهد أنواع جديدة من الأسماك ومنها "دواكير - فرفور - برش - صلفوح - انتياس - قرش - يس - خنازير قربة - لوكس - جرع - صروص كبير".

وأبدى أبو أحمد تخوفه من عودة بحرية الاحتلال لسياسة التضييق على الصيادين، آملا في الوقت ذاته أن يستمر إبحار الصيادين لمسافة الـ9 أميال على أن تزيد خلال الفترة المقبلة. من جهته، أشار ماهر الطباع المحلل الاقتصادي في حديثه أن منذ سنوات الحصار و قطاع الصيد يعاني من ممارسات الاحتلال ومضايقاته المستمرة على الصيادين، وتحديد مساحات الصيد من 3 إلى 6 واليوم 9 أميال، رغم أن اتفاقية أوسلو حددت مساحة الصيد بـ 20 ميل لكن لا يوجد أي التزام من الجانب الإسرائيلي ".

وبين المحلل أن الزيادة غير كافية لكنها جيدة مع بداية موسم الصيف فزيادة كمية الإنتاج السمكي سيعود بالفائدة على الصيادين وقطاع الصيد وسيشهد انتعاشا بالسوق المحلي، و سيؤثر زيادة الكمية بشكل مباشر على انخفاض الأسعار، بالإضافة لزيادة عدد العاملين في قطاع الصيد سيخفّض معدلات البطالة في السوق.

و تنص اتفاقية أوسلو (معاهدة السلام الموقعة عام 1993)، وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ عقد ونصف العقد.

المصدر/ نبأ