خلق الله تعالى الكون و جعل له قوانين و سنن يسير عليها، و جعل لكل مخلوق وكل ذرة فيه دورا يؤديه؛ ومهما بلغ الانسان من العلم والمعرفة فإن علمه محدود ومعرفته قليلة. وقد اثبث العلماء و الباحثون عدة نظريات وتوفقوا في الكثير من الاكتشافات وكل يوم نطالع اكتشافًا جديدًا فلا شيء مستحيل والعلم بحر عميق.
والنمل من المخلوقات التي طالما أثارت فضول الانسان، فهو بنظامه وعمله معجزة أسالت الكثير من المداد. فقد كانت موضوع أبحاث لا تعد و لا تحصى، ورغم ذلك مازلنا نكتشف كل يوم شيئا جديدًا عن هذا المخلوق الصغير؛ وآخر ما توصل اليه العلماء هو ان للنمل دور في تغيير البيئة وربما يخلص الأرض من مشكلة الاحتباس الحراري التي تقلق العالم بأسره من باحثين ومهتمين بالبيئة!
البحث الجديد قام به البروفسور رونالد دورن من جامعة أريزونا ونُشرت نتائجه مؤخرًا في المجلة العلمية يؤكد ان النمل يزيل ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي؛ اي بعبارة أخرى، هذا المخلوق الصغير الذي يعيش لمدة ثلاثة أشهر فقط، يمكن أن يكون مفتاح حل تغير المناخ! وكشف البحث أن الكتلة البيولوجية الهائلة من النمل العامل وفق إيقاع منتظم، ساهمت فى إزالة كميات كبيرة من ثانى أوكسيد الكربون من الغلاف الجوى، منذ أن بدأت أعدادها فى التكاثر قبل 65 مليون عام!
ليست كل أنواع النمل تقوم بهذه المهمة
يؤكد البحث أن النمل يعمل على تغيير البيئة، ولكن ليس كل أنواع النمل، بل هناك بعض أنواع النمل، و تسمى “نمل الطقس”، هي التي تقوم بهذه المهمة حيث تفرز كربونات الكالسيوم أو الحجر الجيرى، الذى يعمل بدوره على إزالة كميات من غاز ثانى أوكسيد الكربون من الغلاف الجوى. ولكن الباحثين لم يتأكدوا بعد من الطريقة التي يحول بها النمل المعادن، حيث يرجح انها تقوم بذلك عن طريق لعق الأرض أو التغوط.
ويقول البروفيسور رونالد دورن أنه دفن الرمال في ستة مواقع في جبال كاتالينا في ولاية اريزونا، وبالو دورو كانيون في ولاية تكساس، قبل 25 عامًا. وكان كل خمس سنوات، يقوم بقياس مدى تدهور المعادن في الرمال، واكتشف أن النمل لديه القدرة على كسر المعادن ما بين 50 إلى 300 مرة أسرع من الرمال على الأرض المكشوفة! ويرجح أن التحويل يحدث عندما يلعق النمل حبيبات الرمل ليضعها على جدران أعشاشه، أو يمكن إنشاء الحجر الجيري من البكتيريا في القناة الهضمية لهذه الحشرات قبل افرازه؛ و بالتالي فإنه يعتقد أن النمل يقوم بجمع الكالسيوم والمغنيسيوم ثم تحوله الى الحجر الجيري.
النمل معجزة وسلاح قوي
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توصل علماء بريطانيون في جامعة إيست أنجليا إلى ان النمل يمكنه إنقاذ الأرواح بفضل المضادات الحيوية الطبيعية التي ينتجها؛ وقبل سنوات قليلة توصلت باحثة المانية من جامعة دويسبورغ إيسن في ألمانيا إلى أن النمل الاحمر يستطيع التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها بأربع و عشرين ساعة! وتوصلت دراسة أخرى أن النمل يحارب التصحر كذلك! فكيف لا نقول عنه أنه صديق البشرية و صديق البيئة؟!
وربما نكتشف يومًا أن النمل قادر على علاج الأمراض المستعصية او أنه يقدم حلولًا لمشاكل أخرى تواجهها الارض و البشرية ؟!
وكالات