لم تثن البطالة المتفاقمة في قطاع غزة من عزيمة واصرار الشاب أحمد سلمان على ايجاد عمل يوفر من خلاله دخلا يوميا لتوفير الاحتياجات الأساسية لأسرته من خلال جمع اللوز وبيعه.

الشاب سليمان كان عاطلا عن العمل، لكنه وجد في أرض أهله ضالته فقام بزراعتها بأشجار اللوز الأخضر، ومع بداية الموسم يقوم بقطفه ويذهب الى السوق لبيعه.

يقول سلمان: ان أشجار اللوز الأخضر تعد بمثابة كنز، لذلك نعمل على حمايتها وقطفها لارتفاع أسعارها مع بدء الموسم. ويضيف: أشجار اللوز تنتج كميات كبيرة في موسمها الذي يبدأ في أول شهر آذار وتنضج باكرا، مشيرا الى ان حبه للعمل ساعده بالاستمرار وجني المال  ليوفر لأسرته شراء المواد والاحتياجات الاساسية .

ووصل سعر كيلو اللوز الى 20 شيقلا، لكنه تراجع ليصل الى 8 شواقل .

وانتشرت في مدينة غزة وباقي مدن القطاع بسطات بيع اللوز على أرصفة الشوارع وداخل الأسواق والمحلات وسط منافسة بين أصحاب البسطات للحصول على الكميات القليلة التي تصل الأسواق.

وفي مفترق السرايا وسط مدينة غزة، وقف البائع وسام عيد "34 عاما" أمام عربة الكارو ينادي على بيع اللوز. يقول عيد "يبلغ سعر كيلو اللوز بين 8 إلى 20 شيقلا، وهو لا يظهر إلا في شهري آذار ونيسان من كل عام" .

ويؤكد قلة إقبال الشباب على شراء اللوز لارتفاع ثمنه، وعدم معرفة الأجيال الشابة بفوائده.

وفي سوق جباليا، وضع البائع محمود الرحل اللوز على بسطته بكميات تقدر ببضعة "كيلوغرامات" فقط، وكان ينادي بصوت مرتفع على الزبائن (اللوز بـ 10 شواقل)، ورغم ذلك كان الاقبال ضعيفا لأن السعر يعد مرتفعا للفئات ذات الدخل المحدود وفي ظل ركود كبير للحركة الشرائية .

ويؤكد الرحل انه كان يقوم بشراء الكيلو الواحد من اللوز بـ 25 شيقلا ، ويبيع الـ 250 غراما بـ 10 شواقل في بداية الموسم وسط اقبال على شرائه من قبل المواطنين كونه مرغوبا في هذه الفترة، لكن سرعان ما زادت كميات اللوز في الأسواق وأصبحت بسطات اللوز تملأ الشوارع والطرقات في القطاع ما ساعد في هبوط اسعار اللوز.

واشتهر قطاع غزة سابقا بزراعة اللوز الأخضر، خاصة في المنطقة الشرقية من محافظة خان يونس، لكن نظرا لتقلص المساحات الزراعية بفعل تجريف الاحتلال للأراضي وزحف العمران، تقلصت الأراضي المزروعة باللوز، لكنه ما زال منتشرا لأن شجره قادر على تحمل ملوحة المياه.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار اللوز الأخضر في قطاع غزة 725 دونما من الأشجار المثمرة و283 دونما غير مثمرة، وينتج الدونم الواحد طنا و250 كيلو، ويقدر انتاج العام الجاري من اللوز بنحو  1000 طن، لكنها حسب محمد أبو عودة مدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة بغزة غير كافية.

ويضيف: أشجار اللوزيات الاخرى تغطي حاجة السوق وتقدر مساحاتها بـ 4000 دونم وإنتاجها يقدر بـ 8000 طن سنويا. ويقول: نعمل  مع المؤسسات التي تدعم العمل الزراعي من أجل إصلاح واعادة زراعة أعداد كبيرة من أشجار اللوز الأخضر.

وتنقسم أنواع اللوز الأخضر الى البلدي وهو الأكثر زراعة في القطاع، والأميركي الذي يتميز بالحبة الكبيرة .

ويشكو المواطن عبد الرحمن سليم من عدم قدرته على شراء كافة انواع الفواكه لأولاده نظرا لارتفاع اثمانها ومن ضمنها اللوز.

ويعرف اللوز الأخضر بفوائده العديدة فهو يساعد في علاج 12 مرضا منها: السمنة، السكري، التهاب الكلى وغيرها، وتحتوي كل 9 حبات من اللوز الأخضر على 5 غرامات من الدهون، وهي كمية تعادل ملعقة صغيرة من الزيت.

المصدر: الحياة الجديدة