في رحلة تجارية عادية غادر الى تركيا، وعاد منها ليؤسس اول مصنع لصياغة الفضة في قطاع غزة. هكذا ببساطة ألهمته خواتم الفضة التي اشتراها من محل تركي عائدا بها الى محله في غزة، لمشروع العمر.

لم تستغرق الخواتم الفضية التركية في محل الشاب جهاد الحمامي "35 عاما" سوى ساعة واحدة لبيعها جميعا على المواطنين المبهورين بشكل الخاتم.

سريعا لمعت الفكرة في عقل الحمامي لتأسيس مصنع لنسخة غزية من الخواتم، وكسر احتكار الاتراك لها منذ قرون، عله يعود عليه بارباح كبيرة عوضا عن محله البائس في غزة الفقيرة.

التقى الشاب الحمامي بصديقه محمد ابو عون للاستفادة من خبرته الكافية في صياغة الفضة وصناعة الخواتم العثمانية التي اكتسبها من 3 الاف ساعة متمسمرا امام شاشة الحاسوب، يتابع فيديوهات تعليمية على موقع "يوتيوب".

تقاربت الافكار بينهما وقررا البدء بالمشروع ولكل منهما امنياته وطموحه.

يقول أبو عون: "في البداية كان إنشاء مصنع للفضة بغزة ضربا من الخيال؛ بسبب منع الاحتلال دخول معظم المعدات والمواد اللازمة، ولكن بالإرادة والتصميم استطعنا صناعة الأدوات والمعدات داخل غزة، ثم استيراد المواد الخام من مدينة الخليل."

اكتمل الحلم بعد عامين من العمل، وبتاريخ 15-11-2015، انتج الشابان أول خاتم تركي فضي محلي الصنع.

أخيرا نجح المصنع الاول من نوعه في غزة، واصبح ابو عون يلقب بصاحب "الايدي الحريرية" وأخرون ينادونه بملك الخواتم.

داخل منزل أبو عون (26 عاما) الواقع شمال غرب قطاع غزة؛ يتمركز المصنع بمساحة لا تتعدى 10 أمتار، ومنه استطاع مع شريكه جهاد الحمامي صياغة قرابة 5 الاف قطعة فضية وبيعها في قطاع غزة والضفة.

ويستغل "أبو عون" مواقع التواصل الاجتماعي في عرض ما يصنعه في غزة والضفة، واستطاع تسويق مئات الخواتم التركية في الضفة الغربية في فترة زمنية وجيزة، ويعمل على صنع المزيد للطلب الكبير من الضفة.

الاقبال الشديد على اقتناء الخواتم الفضية العثمانية دفع الشريكين لافتتاح أول معرض للمشغولات الفضية محلية الصنع في قطاع غزة.

السعادة كبيرة والطموح أكبر، فخطة محمد وجهاد على وشك التطور لتوسيع المصنع وتحديث معداتهم لصنع المزيد بجودة أعلى تمكنهم من تصدير منتجاتهم للعالم الخارجي.

راية نيوز