من الواضح أن الاقبال على الاعلان الالكتروني أصبح يتزايد بشكل ملحوظ في قطاع غزة بهدف جذب المهتمين والزبائن وتحقيق مبيعات جديدة، في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به القطاع وحالة الركود التي يعيشها السوق الغزي، حيث يحاول التجار والمؤسسات المختلفة الوصول الى أكبر قدر ممكن من الفائدة عبر تلك المواقع بعد انتشارها بسرعة فائقة في المجتمع الغزي.
العديد من أصحاب المحال التجارية والشركات أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"رايــة"، بأنهم لجأوا الى الاعلان الالكتروني وخاصة "الفيسبوك"، للترويج لمحالهم بسبب انتشاره عالمياً ومحلياً وسرعة الوصول الي المستخدمين طبقا لمعايير يتم اختيارها.
الوسيلة الأسرع
الشاب محمد السرسك أحد تجار الملابس بغزة أصبح يعتمد على الاعلان الالكتروني وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لما حققه من نتائج جيدة على مستوى مبيعاته.
وقال السرسك لـ"رايــة": "أعلنت عبر موقع فيسبوك مدفوع الأجر لبضائع ومنتجات تحتوي على تخفيضات على الأسعار، ولاحظت مدى الاقبال الكبير عليها، وحققت نسبة مبيعات عالية جدا بعد الاعلان"، معتبرا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تساعد التجار كثيرا في عملهم.
ولم يختلف الحال لدى التاجر رائد اللدعة صاحب شركة للأحذية بغزة، والذي اعتبر أن الاعلان الإلكتروني الوسيلة الأسرع للوصول الى الزبائن، والذي يُمكن من خلاله اختيار الفئة المستهدفة من شبان أو فتيات طبقا للعمر والسن والاهتمامات والمكان الجغرافي، مؤكدا تحقيق مبيعات جديدة بعد انشاء صفحة عبر موقع فيسبوك والترويج لها.
من جهته، أكد سعدي حمد المدرب والمستشار في الاعلام الاجتماعي، أن موقع فيسبوك هو الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية، حيث بدأت مؤخراً تتغلغل بين أوساط كافة فئات المجتمع ولم يعد يقتصر استخدامها على فئة الشباب او المراهقين بل تعدت لتصل الجميع.
أداة مهمة وليست في المرتبة الأولى
وقال حمد لـ"رايــة"، إن اعلان الالكتروني ليس بالمرتبة الاولى بالشركات المحلية والصغيرة والتي ما زالت تعتمد أكثر على الراديو والاعلانات التقليدية مثل لوحات الشوارع وغيرها، مشيرا الى الكثيرين يتخوفون من الاعتماد عليه بشكل رئيسي ويفضلون أن تكون بجانب أدوات تسويقية تقليدية مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف.
واعتبر حمد أن فيسبوك يُعتبر أداة مهمة جدا ورئيسية لأي شركة كان حجمها أو حتى أصحاب المشاريع وذلك للمميزات التي تتنافس بها، وكذلك بدأت تحتل هذه الشبكة مساحة واسعة من سوق الاعلانات في قطاع غزة، مشيرا الى الكثيرين يتخوفون من الاعتماد عليه بشكل رئيسي ويفضلون أن تكون بجانب أدوات تسويقية تقليدية مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف.
ميزات جديدة
وعن الاقبال الواضح نحو اعلان "فيسبوك"، أوضح أن هناك الكثير من المميزات التي جعلت من الفيسبوك كشبكة اجتماعية تذهب إلى الواجهة كأداة تسويقية وإعلانية قوية ومنها الوصول الكبير والواسع، حيث تتزايد نسبة مستخدمي الفيسبوك من اجمالي المتصلين بالإنترنت فلسطينيا عام بعد عام وهذا ما يزيد من فرصة احتمالية وصول اعلانات التجار إلى فئات واسعة من المستخدمين.
وتابع: "كذلك استهداف الجمهور والزبائن بشكل دقيق فشبكة فيسبوك توفر العديد من الخصائص التي تجعل التجار والمعلنين يستهدفون زبائنهم بشكل دقيق مثل العمر والمنطقة الجغرافية والاهتمامات والعمل ومستوى الدخول وغيرها، وبالتالي تحقق لهم مبيعات أعلى وتصل خدماتهم ومنتجاتهم للمهتمين فقط".
ومما يجعل الفيسبوك أداة تسويقية اعلانية بامتياز هي فعالية التكلفة عند مقارنتها بالنتائج وكذلك بتكلفة الأدوات التسويقية التقليدية مثل الاذاعة والتلفزيون وربما هذه الميزة جعلت التجار واصحاب الشركات يتدافعون للاعتماد عليها.
وكثافة اعداد مستخدمي فيسبوك في فلسطين وقطاع غزة مقارنة بأعداد السكان جعله أكثر المجتمعات ازدحاماً بالمستخدمين الذين تربطهم علاقات افتراضية تنعكس في وقت ما إلى علاقات واقعية تساهم في ارتباط المستخدمين بمنتج او خدمة واقبالهم على شرائها بناء على توصيات اصدقائهم ومعارفهم عبر فيسبوك، كما أوضح حمد.
وأشار حمد الى أن ضعف الأدوات التسويقية التقليدية الأخرى وعدم تطورها بسبب الحصار والاغلاق جعل الفيسبوك وجهة رئيسية للمعلنين.
راية نيوز