تستيقظ عند السادسة فجرا تتجاهل جذب السرير لها، تنفض النوم من عينيها، وترتدي ملابسها لتسلك طريقها الى العمل في مشغل النسيج الذي تعمل به منذ أكثر من 10 سنوات في قرية دير أبو ضعيف الى الشرق من مدينة جنين.

الشابة م.أ التي رفضت ذكر اسمها تقول" أعمل 8 ساعات ونصف يوميا في حبك ودرز الملابس على ماكنة الخياطة انا و20 أخريات، أتقاضى "960 شيكلا" شهريا بمعدل 40 شيكل يوميا ".

تتابع، "انقطعت عن التعليم في سن الحادية عشر فإضطررت للعمل في هذا المشغل ومنذ عام 1999 تنقلت بين مشاغل عديدة آخرها الذي اعمل به حاليا".

وتضيف،"يسمح لنا صاحب العمل بنصف ساعة يوميا لصلاة الظهر و تناول الطعام".

وتتابع، "عانيت من ضعف في النظر لأن عملي يحتاج الى تركيز عالي خاصة عند محاولة ادخال الخيوط في الماكنات وإبر الخياطة، إشتريت نظارة طبية كلفتني أجر 32 ساعة عمل".

لم يختلف المشهد كثيرا في دور الحضانات فالأجور هناك اقل من ما ينص عليه قانون الحد الأدنى للأجور.

وتقول احدى المالكات لدار حضانة في رام الله: " كنت أدفع 1300شيكل للعاملة مقابل عملها لـ 8 ساعات ونصف حين كان لدينا 14 طفل، أما الأن انخفض عدد الأطفال الى النصف لقربنا من منطقة المواجهات خلال الهبة الاخيرة فقلصت  اجرها لـ 1000 شيكل شهريا.

وتقول صاحبة روضة أطفال في مخيم الأمعري رفعة أبو الريش: "لدي 45 طالب في الروضة وتعمل عندي معلمتان يتلقين 1000 شيكل شهريا مقابل عملهن لأقل من 8 ساعات... كنت واضحة منذ توقيع العقد معهن فالروضة غير ربحية تستثني الكثير من الأطفال من دفع الأقساط كالأيتام وأولاد الشهداء والميسورين".

وتضيف أبو الريش، "أظن أن الأمر يجب أن يختلف لدى الرياض الأخرى التي تعتمد على الربح بشكل اساسي ويجب ان  يراعي الحد الأدنى للأجور بالتعامل مع موظفيها.

وتقول سهام أحمد خريجة لغة انجليزية، " لم أجد عملا بعد تخرجي فعملت مدرسة في روضة أطفال في أحدى قرى محافظة جنين كنت اتقاضى 400 شيكل شهريا مقابل عملي لـ 5 ساعات، بعد الشهر الاول فضلت البقاء في المنزل بدلا من ذلك ولا زلت في صفوف العاطلين عن العمل".

وتضيف،" الكثير من الفتيات لم يجدن بديلا فرضين بالأجر المتدني ولا زلن يمارسنه".

المربية ماجدة الحاصلة على بكالوريوس تربية وتعمل في روضة بمدينة جنين تتلقى 600 شيكل شهريا.

وتقول لـ"رايــة": "اعمل منذ الـ7 صباحا وحتى الواحدة ظهرا معلمة لصف البستان اقوم بتدريسهم جميع المواد المقررة مقابل 600 شيكل.. معظم رياض الأطفال في جنين وان لم تكن جميعها تعطي نفس المبلغ بحجة أن اقساط الروضة متدنية ولا بديل لدي".

ومن جانبها قالت مسؤولة دائرة المرأة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عائشة حموضة، إن 80% من النساء العاملات في فلسطين يتقاضين أقل من الحد الأدنى للأجور، خاصة في قطاع النسيج والحضانات والخدمات العامة ويمارس بحقهن الإلتفاف على القانون".

 وترجع حموضة أسباب ذلك الى عدم وجود آليات تنفيذية للقوانين، وعدم تفعيل دائرة الشكاوى التي تستطيع من خلالها العاملات ايصال شكاويهن، إضافة الى الوقت الطويل الذي تستغرقه القضايا والذي يصل الى 10 سنوات في حال طالبن بحقوقهن.

و دعت حموضة، الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في رفع الاجراءات الرادعة للقطاع الخاص الذي لا يفى العاملات حقهن في الأجور وساعات العمل بسبب ارتفاع معدلات البطالة والفقر في المجتمع الفلسطيني بسبب ارتفاع معدلات البطالة والفقر في المجتمع الفلسطيني".

العاملات في رياض الأطفال والحضانات ومعامل النسيج لا تزيد رواتبهن عن 1000 شيكل شهريا في اغلب الحالات ويتجاهل أصحاب العمل تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور الذي أقر في عام 2013 والذي ينص على دفع 1450 شيكل كأجر شهري بواقع 65 شيكلا في اليوم و 8.5  شيكلا في الساعة.

وبلغة الأرقام تتقاضى الفئة التي يتحدث عنها التقرير للعاملة بأجر 960 شيكل شهريا، 40 شيكل يوميا أي 5 شواكل للساعة الواحدة، أما العاملة بأجر 1000 شيكل فتتقاضى 41.6 شيكل في اليوم بواقع 5.2 شيكل للساعة.

المصدر / راية نيوز