وظيفة السائق هي أن يأخذك من مكان إلى آخر، حسب وصفك أنت ، وخلال الطريق من الممكن أن يحاورك في موضوع (الفكة)، أقصى ما يمكن أن يناقشك بشأنه (الطرقات والمطبات) هذا هو المفروض "وكل مفروض مرفوض" هذا ما يقوله المثل .

في بلاد العرب ، سائق السيارة، محلل سياسي، وخبير في الشأن الإسرائيلي، ومتخصص في جراحة الكلى، وقد تجده أيضا خبير في العلاقات الدبلوماسية والدولية . تعلن الحرب عبر إعلام الاحتلال بشكل رسمي، لكن سائق الأجرة هو المروّج الأول لوجود حرب جديدة، وربما يعطيك الموعد أيضا ! ،

و يرجع ذلك إلى مصادره المعتادة : الإذاعة العبرية أو (لنضن) كما اصطلح على تسميتها 100% من سائقي الخط . وغالباً ما يتداول الركاب هذه المعلومات مع عائلاتهم عن طريق الاستفسار، لتصل الإشاعة إلى الجميع منسوبة لمصدر موثوق !

هناك أمور كثيرة بعيدة عن السياسة، وقريبة للقلب مع بعض السائقين، فيقول محمد الأغا أنه ركب سيارة أجرة ليلاً، ولم يكن في محفظته سوى ورقة نقدية بقيمة(20 شيكل)، ولم يكن مع السائق (فكة)، فطلب السائق من الشاب محمد سيجارة بدلا عن ثمن المواصلة !

يرى أحمد مهنا أن بعض السائقين يعتبرون أنفسهم (رامبو)وخارجين عن القانون، ففي موقف طريف، صوّر له السائق أنه قضى على مجموعة من الرجال في (مشكلة عائلية)، والأغرب من ذلك أن السائق بين له أن الشرطة لم تستطيع إلجامه، ولم يكن جواب أحمد سوى (صادق يالبعيد)، لأنه يريد الوصول إلى بيته بسلام.

تكون أحاديث السائقين في بعض الأحيان طريقة لحصول السائق على (٢شيكل)، في المواصلة التي تستحق شيكل واحد، ويقول محمود الطويل في هذا الموضوع، إنه ركب مع سائق مواصلة قريبة و بدأ يشكو السائق من ارتفاع أسعار المحروقات، فكان محمود سيدفع له (٢شيكل)، لكن سرعان ما سمع صوت أنبوبة الغاز في (شنطة السيارة)، قبل أن يتراجع عن قراره المصيري !

أحياناً يبدو بعض السائقين كـ كـائنات ظريفة، يروي عماد نصار قصته مع أحدهم، فيقول أنه نزل قبل المكان الذي وصفه للسائق، فإذا بالسائق يقول له (لسا شيكلك مخلصش). يحاور السائق ركاب سيارته بمواضيع ليس لهم أدنى علاقة بها.

تسرد سوزان الصوراني ما حدث معها عندما ركبت سيارة أجرة ، وحاولت صد السائق عندما أراد أن يتحاور معها في مواضيع مختلفة، أوقف السائق السيارة وطلب منها النزول.

و في موقف آخر، أحرج محمد مقداد سائقاً أمام ركابه، عندما ادّعى أن والده كان يمتلك سيارة رمش عام 2005 ، فرد عليه مقداد أن هذا النوع من السيارات هو حديث لم يكن متواجد في ذلك العام.

قد يكون السائق داعية إسلامي، أو لديه شهادات جامعية عليا، ومن الممكن أن يكون مكتئب وغير سعيد، لكن يجب أن لا ينسى أن وظيفته (توصيل الناس)، وليس (توصيل ما بداخله إلى كل الناس).

المصدر : نبأ برس