أينما وليت وجهك في شوارع غزة المكتظة بالمحال التجارية، لابد أن تشاهد مشاريع خدماتية، المطاعم، الكافيتريات ، مكاتب التاكسيات، شركات النقل اللوجستي ، و صالونات الحلاقة، أكثر ما يُستثمر به في السنوات الأخيرة ، فعلى النقيض من القطاعات الأخرى، يزدهر الاستثمار في هذا المجال بصورة متنامية، إذ دفع إغلاق الاحتلال للمعابر المستثمرين للتوجه إلى القطاعات التي تقل فيها الحاجة للسفر لأجل الاستيراد والتصدير، ليجدوا ضالتهم في القطاع الخدماتي .

رزق الحلو مدير عام السياحة الداخلية بوزارة السياحة في غزة أرجع في حديث خاص بـ"نبـأ برس" سبب تنامي الاستثمار بقطاع الخدمات بصورة كبيرة، إلى سياسات الاحتلال (الإسرائيلي)، حيث أن الفلسطينيين يواجهون معيقات كثيرة في التوسع بالقطاعات الأخرى، ولجئوا لقطاع الخدمات باعتباره الأقل قيودا من القطاعات الأخرى.

وتبدو مظاهر هذا التوجه في افتتاح أربعة منتجعات ضخمة بصورة متزامنة، وعشرات الاستراحات والعديد من مشاريع الخدمات اللوجستية من نقل وتوصيل . وأشار "الحلو" إلى أن الزيادة في عدد المشاريع تنم عن أن السياحة الداخلية ورغم الظروف الصعبة موجودة، "والمستثمرون لا زالوا يؤمنون أن مشاريعهم تعود عليهم بعائد مادي في غزة". ولفت إلى أن وزارته تخلق البيئة المشجعة للاستثمار في قطاع غزة، وتعمل على تهيئة السبل كافة للمستثمرين بما يعمل على إنعاش اقتصاد البلاد.

ووفق دراسة أعدها مركز الإحصاء المركزي، أوضح أن الاقتصاد الفلسطيني يتميز بكونه اقتصاداً خدماتياً، حيث أن أسهم قطاع الخدمات فيه 57% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، و62% من إجمالي العمالة في عام 2012.

أما على الصعيد المحلي فتظهر البيانات أن اقتصاد غزة أكثر اعتمادا على أنشطة الخدمات من الضفة الغربية، 62% من نسبة الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة، مقابل 56% في الضفة الغربية. كما أن قطاع الخدمات في غزة يستوعب 77% من مجموع العمالة مقارنة بـ55% في الضفة الغربية. بدوره، ذكر الدكتور معين رجب أن الحصار شكّل عاملا مهما في تنامي قطاع الخدمات على حساب القطاعات الأخرى، كونه لا يحتاج للتصدير والتوريد في ظل الإغلاق المستمر للمعابر.

وقال رجب: "على سبيل المثال تتمتع المطاعم والخدمات اللوجستية والاتصالات بحرية كبيرة من الحركة لا توجد في القطاعات التسويقية الأخرى التي تحتاج لنقل بضائع". وتوقع أن يستمر التركيز على القطاع الخاص طالما استمر الاحتلال في حصاره لقطاع غزة، كونها الجهة الوحيدة للمستثمرين داخل غزة.

ووفق إحصائيات وزارة السياحة في غزة، فإنّ 120 منشأة سياحية داخلية تعمل في القطاع، تشغل حوالي 1500 عامل.

المصدر: نبأ برس