مأكولات الضفة تحت قبة الصخرة في قطاع غزة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(6.78%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.52(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.15(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.62(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.97( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75( %)   PADICO: 1.02( %)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.13(0.24%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.05( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 26 آذار 2016

مأكولات الضفة تحت قبة الصخرة في قطاع غزة

 

أبعدهم الاحتلال قسرا لغزة ليفسد عليهم فرحة التحرر من الأسر، فظل الحنين راسخا في قلوبهم لمسقط رأسهم، واستطاعوا ترجمة هذا الحنين بطريقة مميزة وفريدة من نوعها من خلال تدشينهم مطعما يحمل اسم  "القدس العتيقة" في مدينة غزة، واللافت في الأمر أن مطعمهم لم يحمل اسم القدس فقط بل تم تصميمه ليحاكي شكل قبة الصخرة المشرفة وأسوار القدس العتيقة، ويقدم مأكولات وحلويات منوعة تشتهر بها مدن الضفة كشاورما رام الله ومسخن الخليل وكنافة نابلس.

جاسر البرغوثي وياسين ربيع المبعدان من رام الله ونادر أبو تركي المبعد من الخليل وحمودة صلاح المبعد من نابلس تشاركوا في الأسر وفي الحنين لمسقط رأسهم وفي الأمل، فاستطاعوا جمع مأكولات المطبخ الفلسطيني على سفرة واحدة، وسط أجواء تشعرك بوجودك في المدينة العتيقة، في رسالة مفادها ان الوطن واحد ولا فرق بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وأن الوطن غير قابل للتجزئة بفعل الممارسات الاسرائيلية أو الانقسام.

يقول جاسر البرغوثي " من قرية كوبر" وأحد الشركاء الأربعة في المطعم ان الفضل بالفكرة يعود لأهل غزة الذين احتضنوا الأسرى المبعدين منذ وصولهم للقطاع. وأضاف: نحن كأسرى محررين ومبعدين لنا رمزية خاصة عند أهل غزة وكل شيء نقوم به يلقى دعما وترحابا، فقررنا أن ننقل لأهلنا في القطاع أكلات خاصة بنكهات أهلنا في الضفة، خاصة أن لكل مجتمع عاداته المختلفة في الأكل، وكما كنا نستغرب كأهل الضفة بعض الأكلات الغزاوية قررنا أن ننقل التجربة من الضفة الى غزة.

وقال: هذا المشروع يحمل رسالتين، الأولى اقتصادية وهي من حق أي إنسان أن يحسن من وضعه الاقتصادي، كما أننا استطعنا من خلال هذا المشروع توفير الكثير من فرص العمل لشباب غزة الذين يعانون من البطالة نتيجة لظروف القطاع المغلق والمحاصر، والرسالة الثانية تحمل طابعا إنسانيا مفادها تغيير النمط السائد عند البعض أن الأسير المحرر بحاجة الى عطف ومساعدة، بل العكس وهو أن الأسير المحرر مبادر وقادر على خلق فرص عمل لنفسه وللآخرين.

وأوضح البرغوثي ان مهنته في الأصل تاجر ولكن عشقه للفكرة وحنينه الدائم لمسقط رأسه قرية كوبر وحبه للعمل الجماعي دفعه للمشاركة في المشروع بالرغم من أنه لم يضع لمسة في المأكولات المقدمة في المكان إلا أنه أضفى لمساته في الديكورات والتصميم والنقوش الأمر الذي يجعل الزائر يشعر بأجواء مدينة القدس.

وحول الوضع الاقتصادي للقطاع يقول البرغوثي: أنا لو فكرت في الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع غزة لتراجعت عن تنفيذ أي شيء، فالحروب المتكررة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة والإغلاقات جميعها تدفعني للتراجع خطوات للوراء، فالاحتلال خبير في تحطيم المشاريع، وهذا ما يصيبني بالدهشة من أهل غزة وكيفية قدرتهم على عمل مشاريع في ظل هذا الوضع الصعب، فالمبادرة في عمل أي مشروع في قطاع غزة تعتبر مجازفة، لكن رسالتي من هذا المشروع ليست مادية بالدرجة الأولى بل رسالة حب للحياة وصناعة للأمل.

من جانبه يقول نادر أبو تركي (مبعد من الخليل) أحد الشركاء في المشروع: ان الاحتلال أبعدنا عن مسقط رأسنا وأهلنا حتى يكسر فرحة الإفراج فينا، لكنه أبعدنا عن أرضنا الى أرضنا، وبمجرد وصولي الى غزة بدأت بمشروع حلويات نابلسية، حيث لاقى نجاحا كبيرا، وحاول كثيرون تقليده لكنهم لم يستطيعوا.

ويضيف: اليوم أنا وشركائي عندنا فكرة نحاول تطويرها وهي نقل بعض العادات الغذائية من الضفة الغربية الى غزة وليس فقط نقل المذاق وإنما خلق أجواء بعض الأماكن الى القطاع وعلى رأسها القدس الشريف التي نشتاق إليها جميعا، وساعدنا في ذلك اختيار المكان المناسب فقمنا بتصميمه وتحويل كل ركن فيه الى أجزاء مستوحاة من قبة الصخرة وزخارفها، وادخلنا في قائمة الطعام مأكولات الضفة كشاورما رام الله ومسخن وحمص الخليل وحلويات نابلس ومشروبات ضفاوية كعصير اللوز الطبيعي والخروب والكركديه، وجمعنا هذه الأطعمة والمذاقات في مكان، ويجد الزائر نفسه في أجواء تحاكي الضفة مع حرصنا الشديد على أن يكون السعر مناسبا للجميع وبجودة عالية.

 

وعن صناعته للحلويات يقول أبو تركي: إنه بدأ صناعة الحلويات داخل السجن عندما كان يعد الحلويات  لزملائه الأسرى وبعد إبعاده استعان بأحد أصدقائه من نابلس الذي مكث في غزة عدة أشهر لتعليمه سر الصنعة على أصولها وتقنياتها لتخرج مثل أهل نابلس، والآن يشرف بنفسه على صناعة الحلويات بمذاقها الأصلي لعله يجد فيها تعويضا عن حنينه لمسقط رأسه، بجانب تجربة العمل وشراكته مع أصدقائه الذين عاشوا معا كأسرة داخل الأسر وأكملوا مشوارهم كعائلة واحدة في تجربة الإبعاد الى قطاع غزة.

عن "الحياة الجديدة"

 

Loading...