الحمّام التركي بنابلس نهض من الركام 3 مرات لينثر سحر الأجداد
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(2.88%)   AIG: 0.16(5.88%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(3.08%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.85(%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.62(2.95%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(1.79%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(2.56%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(1.02%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(3.67%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(4.41%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(1.00%)  
12:00 صباحاً 26 آذار 2016

الحمّام التركي بنابلس نهض من الركام 3 مرات لينثر سحر الأجداد

 

نابلس- الاقتصادي- وفاء الحج علي- عتبة واحدة تفصل عالمنا المعاصر الرتيب عن عهد الأمراء والسلاطين، وما أن تتعداها حتى تنتقل إلى زمن آخر حيث العروبة الاصيلة والسيوف والصحراء.

ففي البلدة القديمة في نابلس التي يبدو كأنها وحي لمدينة أغربا التي رسم فيها فيلم علاء الدين الكرتوني الشهير، يقع الحمّام التركي الذي بات معلمًا للمدينة منذ قرابة الـ800 عام.

 

هدم 3 مرات على الأقل

بني حمّام "الشفاء" عام 1225م، في إحدى أقدم حارات دمشق الصغرى، وبالتحديد في حي القصبة (شارع النصر)، وكان هذا الحمام ملكًا لواحدة من أعرق عائلات نابلس "طوقان"، ثم تم تعميمه على بقية الناس، وهو واحد من أصل 11، تبقى منها اثنان.

لكّن الحمّام الذي بات مجده يعود إليه، نهض من الركام 3 مرات على الأقل، فيبيّن المشرف على الحمّام وترميمه يوسف الجابي أن هذا "المعلم تعرض للهدم في الزلزال الشهير الذي ضرب نابلس عام 1927، ثم مرتين جراء القصف الإسرائيلي على المدينة".

ويوضح الجابي أنه عام 1993 قرّر إعادة ترميم الحمّام الذي كان آنذاك مجرد كومة من الحجارة، وفعلا نجح في إعادته إلى الحياة، المشكلة الوحيدة تكمن في أن معلما بهذا الحجم سيكون شاهدًا على أحقية الفلسطينيين بالمدينة، وهذا أمر لا ترضاه إسرائيل. لذا تعرض الحمام عام 2003 إلى قصف الطيران الإسرائيلي، وبقي هكذا حتى عام 2009 حيث أعيد ترميمه مرة أخرى.

 

وجهة سياحية علاجية للجنسين

فاروق العريفي الذي يزور الحمام كل بضعة أشهر يقول إن المحل لا يريحه نفسيًا فحسب وإنما جسديًا أيضًا، مبينًا أنه يجتمع وأصحابه في الحمّام وينعزلون عن الحياة في الخارج ويقضون نهارًا كاملاً هناك.

ويقول العريفي: "أول مرة زرت فيها الحمّام فعلت ذلك بناءً على ما يقوله الأصحاب والناس، فكانوا يتحدثون عن منافعه، لذا قررّت تجريبه، وفعلاً شعرت أنه من أكثر ما يساعدني على الاسترخاء والتخلص من التعب المتراكم في جسدي، بأسعار معقولة جدًا"، مؤكدًا أنه يتم الاعتناء بالحمام بشكل مدروس كي يبقى نظيفًا.

وحسب ما يقوله العاملون في الحمّام، فإن من أهم فوائده أنه ينشط الدورة الدموية، ويساعد على إزالة الجلد الميت (عبر التكييس)، كما يخلص الجسم من الأملاح المضرة ويزيد التعرق ما يزيد نشاط الكلى ويريحها.

كما يقال أنه يساهم في إراحة أوجاع الروماتزم والشد العضلي، والانزلاق الغضروفي.

ويقول الجابي إن الحمام يراعي خصوصية أيام الدوام النسائي، ويحرص على أن تكون الخدمات موازية في الجودة لتلك التي تقدم في أيام دوام الرجال، وتضاف إليها خدمات أخرى مثل التجميل وتنظيف البشرة، وتقشيرها، ونقش الحناء، مؤكدًا أن الحمام استعان بعدد من الموظفات المتخصصات في المجالات كلها.

لماذا يسحرك المكان؟

قد تكون واحدة من أهم الأمور التي تجذبك في هذا المكان هو شعورك بالدلال الأصيل الذي نتخيل أنه كان يحصل عليه وجهاء العهد العثماني، فما إن تدخل المكان حتى يستقبلك الموظفون بحرارة، ويأخذون أغراضك ويشعرونك بأنك في منزلك، ثم تتسلم ليفة وصابونة نابلسية ومنشفة، للاستحمام الأولي، ثم تبدأ مرحلة الاستلقاء على "بلاط النار"، الذي من شأنه أن ينشط الدورة الدموية والغدد الليمفاوية للشخص، كما أنه يفتح المسامات الجلدية وله الأثر في التخفيف من آلام الغضروف والدسك والكثير من الأمراض الجلدية.

بعد ذلك يتجه الزائر لغرفة الساونا، ثم غرفة البخار، ثم التكييس الذي ينفذ باستخدام كيس مصنوع من وبر الإبل، ثم المساج حسب رغبة الشخص.

 

حفلات من العهد العثماني

وترى سوسن أحمد من رام الله أنها تحلم بإقامة حفلة قبل عرسها في الحمام التركي، وتقول: "لا يوجد مكان يجعل جمعتي مع صديقاتي ساحرًا مثل هذا، فيمكننا أن نتخيل أننا في زمن قديم، وفي مكان شاعري محاط بالنراجيل والطبلات والمياه الدافئة، لذا سأحرص على أن أجمع أحبتي في هذا المكان عند إقامة حفلتي". 

Loading...