الاقتصاد المقدسي.. خنق وحصار وآمال بانفراجة قريبة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.52(5.00%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.67%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.15(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(0.59%)   JPH: 3.62(0.28%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.97(1.00%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.02(0.97%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.14(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.05(1.87%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99(0.33%)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 26 آذار 2016

الاقتصاد المقدسي.. خنق وحصار وآمال بانفراجة قريبة

شهد الواقع الاقتصادي لمدينة القدس حالات مد وجزر على مدى عقود طويلة من الاحتلال الذي لطالما سعى إلى ضرب الاقتصاد المقدسي وشل حركته، وهو الذي بات يعاني من أزمات خانقة وصلت ذروتها خلال السنوات الأخيرة.

فخلال الانتفاضة الأولى عام 1987 شهد الاقتصاد المقدسي تراجعاً كبيراً ازدادت حدّته في الانتفاضة الثانية عام 2000، ثم جاء الجدار العازل ليشكل ضربة قاسية للحركة الاقتصادية والتجارية في القدس؛ إذ حرم أربعة ملايين فلسطيني من أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من دخول المدينة المحتلة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على حركة الاقتصاد فيها.

وجاءت انتفاضة القدس مطلع تشرين أول/ أكتوبر 2015، وكما هو معتاد، فقد استغلّ الاحتلال هذا الحدث لتشديد الخناق على المدينة واقتصادها، وفرض إجراءات تضييقية لكسر صمود أهلها الذين ازدادوا إصراراً على تحدي واقعهم المر وعدم هجر محاولاتهم لتحسين واقعهم الاقتصادي وإنعاش أسواقهم.

وتتزامن هذه الأيام مع احتفالات المسيحيين بعيد الفصح، والذي عادة ما تسبقه حركة شرائية تبث الحياة في الأسواق الفلسطينية، لا سيما أسواق المدينة المقدسة، إلّا أن الواقع لم يكن كما المعهود؛ فقد شهد الإقبال على الأسواق خلال هذه الفترة تراجعاً بنسبة 40%، وانخفاضاً في أعداد الوافدين إلى القدس، وهو ما أكده المدير السابق للغرفة التجارية في القدس، عزام أبو السعود.

وقال أبو السعود "إن عدد الوافدين إلى مدينة القدس انخفض بشكل لافت، منذ اندلاع انتفاضة القدس وبالتالي كان لذلك الأثر الكبير في قلة التسوّق في أسواق البلدة القديمة ومحيطها".

وأضاف أن "الإجراءات الإسرائيلية والتشديدات على دخول البلدة القديمة، واستخدام سياسة الإعدام الميداني المتعمّد بحق أي سيدة أو شاب يقومان بمجرّد حركة، فيدفعان حياتهما ثمناً، دون حتى وجود واقعة طعن أو سكّين كما يدّعون، والتفتيش الجسدي للشبّان، جميعها إجراءات جعلت من السكان المقدسيين يخافون الوصول للمدينة، ما أدّى إلى تأثّر السوق المقدسي، وانخفاض الشراء بنسبة عالية".

إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، التي فُرضت بكثافة في شهري تشرين أول/ أكتوبر، وتشرين ثان/ نوفمبر الماضيين، وفصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها بالمكعبات الإسمنتية والحواجز التفتيشية، منعت عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من التنقّل بحريّة، والخروج من تلك الأحياء باتّجاه وسط المدينة والتوجه لأسواقها، خاصة الطور، وسلوان، ورأس العامود، والعيساوية.

ويشير الخبير المقدسي في شؤون الاقتصاد، إلى أن تراجع أعداد المصلين في المسجد الأقصى بسبب ما يشهده من هجمة استيطانية متواصلة، ومنع المرابطين والمرابطات من دخوله، وإبعاد آخرين عن المدينة، ومنع المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل من بلوغ القدس، جميعها إجراءات فاقمت من سوء الوضع الاقتصادي المقدسي.

وفيما يتعلّق بالحركة السياحية في المدينة، أشار أبو السعود إلى أن الوضع تأثر بشكل "بسيط"، مشيراً إلى أن "عيد الفصح يمثّل موسم الذروة السياحية في القدس؛ حيث يعوّل عليه التجار وأصحاب الفنادق للتعويض عن شهور الركود طوال العام".

وأوضح أن "عيد الفصح هذا العام متوسط الإقبال؛ حيث إن نسبة الإشغال في الفنادق هي 60 في المائة بدلاً من أن تكون مائة في المائة".

في المقابل، لم يقف المقدسيون مكتوفي الأيدي أمام مخططات الاحتلال التي تستهدف اقتصادهم؛ فظهرت العديد من المبادرات المحلية والشبابية لإنعاش أسواقهم وكسر حالة الركود التي تعانيه، وكان الشاب المقدسي محمد نجم (26 عاماً)، من أوائل المبادرين إلى خدمة تلك الغاية بإنشاء مجموعة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "اسأل القدس Ask Jerusalem".

ويقول نجم: "نحن القائمون على المجموعة التي تضمّ أكثر من 47 ألف متابع، ارتأينا طريقة جديدة تخدم ليس فقط المقدسيين، بل يُمكن أن تخدم تجّار القدس، وبالتالي سنعمل على إنعاش الحركة التجارية في المدينة، عبر مسابقة بسيطة بالشراكة مع عشرات المحال التجارية الفلسطينية".

ويضيف: "في البداية كانت غايتنا من وراء إنشاء هذه المجموعة هي خدمة المقدسيين ومشاركة المعلومات المهمة حول أحوال الطرق أو الوضع الأمني في مناطق القدس، لكن الأمر تطوّر مع دخول انتفاضة القدس؛ حيث تأثرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمقدسيين بشكل كبير، وبالتالي كان لا بدّ أن يتدخّل الشباب المقدسي لحل تلك الأزمة بالإمكانيات المتاحة وتعزيز صمود التجار".

ولتلك الأسباب، أطلق القائمون على المجموعة مسابقة معلوماتية بعنوان "اسأل القدس"، يحظى الفائزون فيها بخصومات محدّدة في محال مقدسية، ما يصب في إطار تشجيع الزبائن على ارتيادها.

من جهته، يقول أبو السعود، "إننا بحاجة لمثل هذه المبادرات الشبابية التي تُنعش السوق، وهي مطلوبة جداً كنوع من العلاقة المجتمعية الأقوى من خلال توجيه الشراء نحو البلدة القديمة وأماكن معينة، خاصة إذا استُثمرت هذه الأفكار والمبادرات في دعم أسواق باب السلسلة والواد".

ويكمل: "في ظل الهجمة الضريبية على التجار المقدسيين، لا بدّ من دعمهم ومساندتهم، فالتاجر في القدس بحاجة لأن يجد عوناً وسنداً له من السكان أنفسهم، فكيف إذا كانت حملة شبابية تسعى إلى الارتقاء وتحسين الاقتصاد".

 

 

المصدر :قدس برس

 

Loading...