أصبح موسم عطلات "عيد الفصح" مهدداً بالانهيار في أوروبا بعد الضربات الدموية التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي تسببت بانتشار حالة من الخوف والذعر في كافة أنحاء القارة الأوروبية، حيث سارع العديد من دول أوروبا لتحذير رعاياها واتخاذ إجراءات وتدابير أمنية إضافية تحسباً لوقوع هجمات مشابهة.
وتعتبر الفترة من أواخر مارس وحتى منتصف أبريل موسماً للعطلات في أوروبا، حيث تكون المدارس والجامعات في عطلة، إضافة إلى أن العديد من الموظفين والدوائر والمؤسسات الرسمية تتوقف عن العمل في هذه الفترة احتفالاً بعيد الفصح، واحتفاء ببداية موسم الربيع.
وتشير التوقعات إلى أن هجمات بروكسل قد تشكل ضربة موجعة للسياحة في أوروبا لتأتي في أعقاب الضربة التي تلقاها القطاع السياحي الأوروبي في أعقاب هجمات باريس العام الماضي، التي أدت إلى إلغاء مئات الآلاف من السياح لحجوزاتهم إلى العديد من الوجهات الأوروبية، وخاصة المتجهين إلى باريس التي تمثل واحدة من أهم الوجهات الرئيسية للسياح في العالم.
وبحسب البيانات الصادرة عن شركة (Global Blue) المتخصصة بمراقبة المبيعات في الأسواق غير الخاضعة للضريبة فقد ارتفع إنفاق السياح حول العالم خلال الشهر الماضي بنسبة 4% فقط، مقارنة مع ارتفاع بنسبة 15% تم تسجيله في شهر فبراير 2015، وهو ما يعني أن القطاع السياحي على مستوى العالم يشهد تباطؤاً في النمو، فيما يقول المراقبون إن ضربات باريس قد تكون لعبت دوراً مهماً في تعزيز هذا التباطؤ.
وبحسب البيانات المشار إليها والتي اطلعت عليها "العربية.نت" فإن "المبيعات في أوروبا هبطت بنسبة 2% مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، وذلك بسبب انعكاسات هجمات باريس وتشديد الاجراءات الأمنية التي تلت تلك الهجمات".
وتوقع مسؤول في إحدى الشركات السياحية ببريطانيا أن يتأثر موسم العطلات المقرر أن يبدأ في أوروبا الأسبوع المقبل بسبب الهجمات التي شهدتها بروكسل، مشيراً في حديث لــ"العربية.نت" الى أن مئات الرحلات الى بلجيكا سوف يتم إلغاؤها، فضلاً عن أن كل القارة الأوروبية ستتأثر بالإجراءات الأمنية المشددة، وبالمخاوف من هجمات مشابهة مستقبلاً في عواصم أوروبية أخرى.
ويقول المسؤول إن التأثيرات التي حدثت بعد تفجيرات باريس قد تتكرر خلال الأيام المقبلة بعد هجمات بروكسل، حيث من المرجح أن تتراجع أعداد السياح الذين يتقاطرون على أوروبا، فضلاً عن أن اجراءات الدخول والخروج سيتم تشديدها، وسيتم التحفظ في منح التأشيرات لمن هم خارج الاتحاد الأوروبي، وهذه كلها عوامل تؤثر سلباً على الحركة السياحية الوافدة الى أوروبا.
وكانت بيانات صادرة عن مكتب عمدة باريس أظهرت تراجعاً في حجوزات الفنادق في النصف الثاني من شهر نوفمبر الماضي بنسبة 20%، وذلك بسبب الهجمات الدموية التي شهدتها المدينة، إضافة الى تراجع بنسبة 10% في شهر ديسمبر الماضي، وتراجع بنسبة 7% في الشهر الذي يليه، أي في الشهر الأول من العام الحالي 2016.
وكالات