مؤخراً شهدت أسعار الدواجن انهياراً كبيرا، إذ يتراوح سعر كيلو الدجاج الواحد بين 7- 9 شواكل خلال أيام الأسبوع، ويعود سبب ذلك إلى كثرة المعروض مقابل ما يطلبه السوق، ولا شك أن مصائب قوم عند قومٍ فوائد، ففي الوقت الذي يرتاح فيه المستهلك .

يحذر المزارعون من كارثة حقيقية في حال استمرت الأسعار على نفس الشاكلة مدة أكبر . ويحتاج قطاع غزة في الأيام العادية إلى ما يقارب 14 ألف بيضة من الدجاج اللاحم، إلا أنه قد تم إدخال ما يزيد عن 50 ألف بيضة، مما أحدث عرضاً كبيراً أمام انخفاض في الطلب بين صفوف المواطنين .

خسائر المزارع

مربي الدواجن خالد الحاج أبدى انزعاجاً شديداً بسبب الانخفاض الكبير في الأسعار، حيث تسببت بخسائر فاقت ثمانية آلاف شيكل. وقال الحاج في حديث لـ "نبـأ برس" التسعيرة لا تتلاءم مع التكلفة الإجمالية للمزارع والتي تتراوح (8-9) شيكل.

ونظرًا لزيادة معدلات الإنتاج من الدجاج عن الحاجة يضطر التجار إلى الرضوخ للسعر الذي يطلبه الموزع والذي يتراوح ما بين (7- 7.5 ) شيكل .

المشكلة كما يراها "الحاج" لا تتعلق فقط بتدهور الطلب على الدجاج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث دخل الدجاج المجمد ضيفاً جديداً في ميدان المنافسة، ويبدي الرجل الخمسيني تذمراً كبيراً من سماح وزارة الاقتصاد بدخول اللحوم البيضاء في الوقت الذي يغطي فيه الإنتاج المحلي الطازج احتياجات السوق.

وقال معلقاً : "التجار الكبار يملؤون ثلاجتهم في غضون يومين بخمسة أطنان من الدجاج المجمد، ثم يبدؤون بضرب السوق والتلاعب بالأسعار". المهندس طاهر أبو حمد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، أرجع سبب الانخفاض الذي طرأ على أسعار الدواجن في هذه الأوقات، إلى موافقة وزارة الزراعة في السابق للتجار وأصحاب الفقاسات بزيادة كمية البيض المخصب، يوضح الرجل : "الذي حدث أن إنتاج شهر فبراير اتسم بالزيادة، فكان العرض أكثر من الطلب، وهنا انخفضت الأسعار".

وأكد أبو حمد في حديثه لـ "نبـأ برس" أن أسعار الدواجن سترتفع في غضون أسبوعين نظرًا لقرب نفاد إنتاج شهر فبراير. وذكر أن الوزارة اتخذت إجراءات لتنظيم قطاع الدواجن في غزة، منها ضبط كميات البيض المخصب شهريًا بحيث لا تتجاوز 3.5 ملايين بيضة، ومنع إدخال المجمدات من (إسرائيل) لإفساح المجال أمام المنتج المحلي.

وأشار إلى أن الوزارة اتخذت أيضا قرارا بشأن شهر رمضان وموسم عيد الأضحى، حيث ستسمح بزيادة البيض المخصب إلى 4.5 ملايين بيضة نظرًا لزيادة الطلب على الدجاج في رمضان، على أن يخفض الرقم إلى النصف في موسم عيد الأضحى نظرًا لعزوف المواطنين عن شراء اللحوم البيضاء. ويعيش في قطاع غزة أكثر من 1.8 مليون نسمة، يعانون من بطالة تزيد عن 40%، ونسبة فقر تتجاوز الـ 60%، كما يعاني السكان من حصار (إسرائيلي) متواصل منذ 9 سنوات وإغلاق للمعابر وانعدام فرص العمل.

تحسن قطاع الدواجن

في حين، أكد محمد جاد الله وكيل وزارة الزراعة في غزة أن تحسنا ملحوظا طرأ في قطاع الدواجن نتيجة لجودة البيض المستورد من الخارج، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقس إلى أكثر من 85%، وتقليل نسبة النفوق إلى أقل من 10%. وقال جاد الله إن انحسار انتشار العديد من الأمراض بين الدواجن مثل النيوكاسل و(IP)، وانخفاض معدل استخدام الأدوية من المزارع، أدى إلى انخفاض التكلفة وتحديد سعر الصوص بحيث لا يتجاوز 3.2 شواكل كحد أعلى، ويتراوح سعره السنوي 2.8 شيكل، أدى إلى تحسن في قطاع الدواجن وانخفاض سعره في السوق المحلي.

وأوضح أن أحد أسباب تحسن قطاع الدواجن هو عدم تأثر سوق الدواجن في قطاع غزة من ظهور مرض إنفلونزا الطيور، حيث كان القطاع المنطقة الوحيدة القادرة على توفير بيض مخصب فترة ظهور المرض في فلسطين المحتلة والضفة الغربية، إضافة إلى انتشار ظاهرة الاستثمار الفردي بتربية الدواجن، حيث زادت المشاريع الفردية من الكمية المعروضة في السوق.

المصدر : نبأ برس