رام الله- الاقتصادي- أعلنت جامعة تمبوف الروسية للعلوم والبحوث عن فوز الأبحاث العشرة الأوائل في مسابقتها العالمية السنوية، وكان من بين هذه البحوث العشرة بحث لأربعة من طلبة فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل وهم: رمزي عبد الرحيم الجولاني، ومحمد فوزي الحداد، وغادة أنور المحتسب، ونهى أحمد اسعيد، بعنوان: "المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة الروسية الفلسطينية وتأثيرها على الاقتصاد الفلسطيني".
وأشرف على البحث د. فضل عيدة عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في فرع الجامعة بالخليل، الذي وجّه الطلبة في كل المراحل التي مر بها البحث، بالإضافة إلى مساعدتهم في صياغة البحث باللغة الإنجليزية وفق المطلوب.
وجاءت مشاركة "القدس المفتوحة" في المسابقة بناءً على الاتفاقية التي وقعها رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. يونس عمرو مع جامعة تمبوف الروسية التي كانت قد أرسلت وفدًا لها ترأسته نائب رئيس الجامعة للتكنولوجيا والمناهج العلمية يورينا يلينا الكساندروفنا، ورافقتها عضو عمادة معهد الإدارة والاقتصاد يفجينيكا كونستانتينافنا، وعضو هيئة التدريس د. رشيد الرازم.
وخلال الزيارة، التقى الوفدُ طلبة من "القدس المفتوحة"، وشرح آلية الاشتراك في المسابقة الدولية التي تعدها جامعة تمبوف بخصوص الاقتصاد المستقبلي.
معوقات البحث وكيفية إنجازه
أشار الطلبة الفائزون إلى أنهم بحثوا عن فكرة جديدة غير مطروحة مسبقاً، وشكلوا فريق بحث، ثم قسموا العمل بالتساوي، وجمعوا البيانات من خلال زيارة جهات رسمية، مثل دوائر الجمرك، والاقتصاد، والإحصاء المركزي، وملتقى رجال الأعمال، وغرفة التجارة والصناعة في محافظة الخليل.
وأوضح الطلبة أنهم واجهوا بعض المعوقات، لأن الأبحاث والدراسات التي تخص موضوع البحث قليلة ونادرة، وقد توصل البحث في النهاية إلى أن هناك اتفاقات مبرمة من الجانب الروسي وتسهيلات على نقل البضائع، ولكن لا يوجد تطبيق لها بسبب عراقيل الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى حاجز اللغة وصعوبة التواصل، إذ كانت الواردات والصادرات قليلة لا تكاد تذكر مقارنة بالدول الأخرى، إذ إن السلع والمنتجات الروسية تدخل في العمليات التحويلية والتصنيعية وتحتاج إلى مصانع استراتيجية كبيرة.
ثم طرح الطلاب فكرة إنشاء مصانع خارج فلسطين تقوم على الدعم الروسي وإيجاد مكان مناسب لعمل هذه المصانع، لما له دور كبير في تنمية الاقتصاد الفلسطيني والروسي على حد سواء.
وعبّر الطلاب عن رغبتهم بالتواصل مع جامعة تمبوف الروسية للعلوم والأبحاث، وزيارتها، وتفعيل مزيد من النشاطات والتبادل الثقافي والمعرفي بين الطرفين، كما تمنوا أن يثمر هذا البحث الذي بذلوا فيه جهدهم مزيداً من الإنجازات بين جامعة القدس المفتوحة وجامعة تمبوف، معبرين عن فخرهم بجامعة القدس المفتوحة وامتنانهم لها لمنحهم هذه الفرصة.
وبينوا أن هذه المشاركة قد نمّت قدراتهم في البحث، وزادت معرفتهم بالاقتصاد الروسي، وكانوا سعداء جداً بالعمل كفريق مع طلاب جامعة تمبوف.
إنجاز جديد لـ"القدس المفتوحة"
وعبّر د. نعمان عمرو مدير فرع "القدس المفتوحة" بالخليل عن شكره وتقديره للطلبة على جهدهم، ولأعضاء هيئة التدريس على إرشادهم، ثم أشاد بجهود الطلبة المميزة في الفرع، وقال إن هذا الإنجاز ليس مفاجئًا، وأنه سبق لفرع الخليل أن حصل على مراكز متقدمة على مستوى الجامعة وخارجها، سواء داخل الوطن أو على المستويين الإقليمي والدولي، مبينًا أن هذا يدل على حرص رئاسة الجامعة، ممثلة بالأستاذ الدكتور يونس عمرو، على فتح آفاق الطلبة وتحسين قدراتهم البحثية وتمكينهم.
وقال د. م. الهودلي مساعد الرئيس لشؤون العلاقات الدولية إن العالم يخطو بتسارع نحو التطور العلمي عبر دعمه البحوث والدراسات العلمية وتبنيها، مضيفًا أن "القدس المفتوحة" تحرص على تحفيز طلبتها وتطوير قدراتهم وتعزيز مهاراتهم من خلال توفير فرص المشاركة في الفعاليات والبرامج التي تنظمها جامعات ومؤسسات تعليمية على المستويات المحلية والعربية والدولية، ما يعني تحفيز طلبتنا وبناء ثقتهم بالمستقبل.
المسابقة جزء من الاتفاقية بين الطرفين
أكد الهودلي أن المشاركة في المسابقة جاءت على هامش الاتفاقية التي أبرمت بين "القدس المفتوحة" وجامعة تمبوف الروسية، التي تقضي بالتعاون في مجالات متعددة، منها تبادل الخبرات، والتعاون البحثي والأكاديمي، ورسم الاستراتيجيات، إضافة إلى عقد فعاليات مشتركة.
وفي هذا الصدد، أشار د. يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في الجامعة إلى أن الكلية تولي الطلبة المتفوقين والمبدعين منهم اهتماماً كبيراً، وتعتبرهم كنوزاً وطنية، وثروة حقيقية، ورأس مال وفير، وسفراء دائمين للجامعة وللوطن، وتحرص على توظيف قدراتهم وطاقاتهم الخلاقة في مجال البحث العلمي بما يخدم قضايا المجتمع الفلسطيني في المجالات المختلفة، موضحًا أن الجامعة توثق علاقاتها مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي، بما فيها مؤسسات القطاع الخاص، لفتح المجال أمام طلبتها للاستفادة من فرص التوظيف والتدريب واكتساب الخبرات، كما تفتح قنوات اتصال مع جامعات عربية وعالمية لفتح آفاق أرحب أمام الطلبة لتعزيز قدراتهم وتنويع خبراتهم.
وأكد أبو فارة أن فوز بحث لطلبة من فرع "القدس المفتوحة" في الخليل ضمن البحوث العشرة الأولى الفائزة في مسابقة جامعة "تيمبوف" الروسية للعلوم والبحوث، يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه "القدس المفتوحة".
وأشاد بجهود أعضاء هيئة التدريس الذين يبذلون قصارى جهودهم في تقديم أحدث المعارف العلمية للطلبة، ويحرصون على تزويدهم بمختلف المهارات والخبرات العلمية والعملية والبحثية التي تتطلبها سوق العمل.
من جانبه، قال د. محمد أسعد العويوي، عضو هيئة التدريس في "فرع الخليل"، إن التواصل الأكاديمي مع الجامعات العربية والأجنبية جزء من فلسفة جامعة القدس المفتوحة، التي تشجع التبادل العلمي والبحثي بين الأكاديميين والطلبة من مختلف المؤسسات التعليمية.
يذكر أن وفداً من "القدس المفتوحة" كان قد زار جامعة تمبوف، ضم د. محمد أسعد العويوي، ود. محمد عمرو عضو هيئة التدريس في "فرع الخليل"، اللذين التقيا رئاسة "تمبوف" لدراسة سبل توطيد العلاقة بين الجامعتين، ثم شاركا في فعاليات الجامعة الروسية.
