يشعر الكثير مِنّا بالذنب حينما يجد نفسه أمام كومة من المهام المؤجّلة، دون توفر الوقت الكافي لتنفيذ أيٍ منها، ليُصبح لسان حاله حينها مقولة: “لا تؤجّل عمل اليومِ إلى الغد”، فيما ظهرت دراسة حديثة وجدت أن تأجيل المهام لا يحتاج كُل هذا القدر من الذنب أو الخجل.
وفقاً لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فقد كشف باحثون أن تسويف وتأجيل المهام يقود إلى مزيد من الإبداع والابتكار.
وفي هذا الشأن، قال الأستاذ بجامعة وارتون للأعمال، آدم جرانت، إنه: “تنبّه للمرة الأولى إلى وجود علاقة بين التسويف والقدرة على الإبداع، حينما أخبرته واحدة من أكثر تلاميذه إبداعاً، أنها عادة ما تتوصّل إلى الأفكار المُبتكرة الخلّاقة، بعد تأجيلها المهام”.
وأوضح جرانت إلى أن الأفكار الأوليّة التي تخطر على بال الشخص عادة ما تتسم بالتقليدية؛ ومن ثم فإعطاؤها قدراً من الوقت لبلورتها دون التسرّع، وتنفيذها على الفور، يدفع العقل للتساؤل وإعادة التفكير بشكل أكثر إبداعاً.
وتابع جرانت، قائلاً: إن أعظم الإنجازات التي حدثت في التاريخ الإنساني كان قوامها “التأجيل”، مُستشهداً على ذلك بالمقولة الشهيرة للزعيم الأمريكي مارتن لوثر كينج: “لديّ حلم”، مشيراً إلى أن أعظم الخِطابات التي قيلت على مرّ التاريخ كُتبِت في اللحظة الأخيرة.
وفي مثال آخر، ذكر جرانت أن ليوناردو دافنشي قضى 16 عاماً يعمل على لوحة “موناليزا”؛ ما جعله يشعر في بعض الأحيان أنه فاشِل، حتى أنه كتب في يومياته، بلهجة يشوبها اليأس: “أخبرني إذا كان هُناك شيء قد تمّ كما يجب من قبل”.
وفي السياق نفسه، تحقّقت الأستاذة بجامعة ويسكونسن، جيهاي شين، من صحة تلك الفرضيّة من خلال إجراء عملية مسح في شركتين مُختلفتين، وتحليل عدد المرات التي يقوم خلالها موظّفو هاتين الشركتين بتسويف المهام، وتقييم مُعدّل قُدرتهم على الإبداع والابتكار هُناك، وخلُصت إلى أن (الأكثر تأجيلاً لمهامه، عادة ما يكون أكثر إبداعاً في عمله).
المصدر: القدس دوت كوم